بقلم: جورج شكري
تحت شعار (دع الخلق للخالق) .جلست و أصدقائى معى نتناقش باهتمام فى أحوال كنائسنا و دور رجال الدين فيها .جميعنا خدمنا فى كنائس مختلفه و فى مراحل مختلفه و تجمعنا كلنا الغيرة المقدسة على على كنائسنا و شعبنا .
بلا استثناء فى كل مرة تحدثنا فيها فى هذا الصدد أجد حزناً شديداً يغطى وجوه أصدقائى جميعاً.فكلهم يجمعون أن الكثير من رجال الدين قد تغيروا عن ذى قبل و تغيرت أهدافهم و أفكارهم .و لا أدرى لماذا يتحدث أصدقائى فى هذا الأمر بمزيد من الغضب و السخط على رجال الدين و كأنهم –قال ايه- مقصرون.
يركز أصدقائى بشكل كبير على سلبيات رجال الدين دون التفات لمجهوداتهم و ايجابياتهم –و هذا بلا شك ظلم لهم -، اضافة لكون أصدقائى يميلون للتعميم و الذاتيه فى النقد – الذان أرفضهما تماماً -. فتجد فى كل جملهم كلمة (كل) ..كما أن معظم الجمل تحمل موقفاً شخصياً ..الا أننى أستشعر فى كلامهم شيئاً من الصدق و الواقعيه بحكم خدمتهم الطويله .
و ذات مرة جلسنا معاً و طل الموضوع – اياه – الى شفاهنا تحت نفس الشعار السابق ذكره ..و حينما لمس اصدقائى عزوفى عن الا شتراك فى المناقشه ..ألحوا بشده أن أشترك معهم و قال لى أحدهم : انت ساكت ليه ؟!! مش انت بتحب تجيب فى سيرة الناس ؟!!
و
لأننى بالفعل كذلك و افقت أن أنضم لهم بعد أن وافقوا هم أولاً على كافة شروطى و هى ..أن يستبدل المتحدث كلمة كل بكلمه بعض ، ألا يذكر المتحدث أسماءً – الا بعدين و على جنب و فى ودنى – .و أن أتحدث أنا عن كاهن متنيح و يتولوا هم عقد مقارنة بينه و بين كهنة اليوم .
أول الأمر اتفقنا على شخص أبينا القمص بيشوى كامل كنموذج للكاهن المثالى –Model priest - يتخذ مقياساً لأداء كهنة جيلنا .
و كنا فى هذه المره -و على غير العاده -منظمين جداً فى حوارنا فقسمنا المقارنة لنقاط حتى لا تتشتت أفكارنا ..
و كانت النقطة الاولى فى حوارنا تدور حول الافتقاد و الرعاية ..و بدأت أحدثهم باستفاضه عن أبينا الحبيب القمص بيشوى كامل و كيف كان يهتم بشعبه جداً ..و عن حبه و نشاطه فى خدمة الافتقاد –لا سيما مغتربى الاسكندريه - .. و اهتمامه بالنفس الواحده التائهه أكثر من كل الموجودين حوله و لا خوف عليهم مقارنة بالبعيدين . و فجأة و بكل نظام و التزام قاطعنى أحد أصدقائى قائلاً : حين كنت مسئولاً عن خدمة الافتقاد فى كنيستى ذهبت للاب المسئول عن الخدمه و أبلغته باسم أحد الشباب المنقطعين تماماً عن الكنيسه .. و اوضحت له أننى قد يأست تماماً من أن صلاتى أو زيارتى له ستغير شيئاً ، و هنا وجدت أبينا غارقا فى الضحك .. و حينما سالته عن سبب ضحكه اجابنى : انت بتحلم ؟!! عايز فلان ابن فلان ده يدخل الكنيسه ؟!! كان غيرك أشطر .
و بنفس الاحترام و الالتزام قوطع صديقى المتحدث بآخر يروى لنا رؤية جديده لكاهن شاب يرى فيها انه مع زيادة اعداد الشعب أصبح الافتقاد امراً شاقاً .. و من ثم اكتفى بخدمة المترددين على الكنيسه فقط .
انتهت جلستنا و لم ينته حديثنا بعد فاتفقنا على جلسة اخرى فى نفس الموعد من الاسبوع الاخر ..على أن انقل لكم جميع الجلسات ...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com