بقلم: حليم أسكندر
في جو شديدة البرودة وتحت الأمطار وداخل خيمة !!! قام نيافة الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة وأقباط مدينتي مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا بصعيد مصر- بصلاة قداس عيد الغطاس المجيد !!
جدير بالذكر أن الأقباط بمدينة مغاغة والعدوة يصلون في هذه الخيمة منذ 17 مارس 2010 بعد هدم مبني المطرانية القديمة كشرط من شروط محافظ المنيا لبناء المطرانية الجديدة !!! ورغم هدم المطرانية القديمة بالكامل استمر محافظ المنيا في تعنته ومازال يرفض أن يتم البدء في أعمال البناء في المطرانية الجديدة قبل أن يتم هدم مبني صغير بجوار مبني المطرانية القديمة : هو مقر سكني نيافة الأنبا أغاثون !!
وكان نيافة الأنبا اغاثون قد ناشد جميع المسئولين إنهاء تلك الأزمة وفي الحقيقة هذه " أزمة بدون لازمة " أزمة يندي لها الجبين وتعتبر وصمة عار في جبين مصر !!! ولكن حتى الآن لا توجد استجابة !!! أزمة ناتجة بسبب تعنت السيد محافظ المنيا وتمسكه ببنود عقد الإذعان " عقد الإذلال " الذي أبرمة مع نيافة الأنبا أغاثون بشأن هدم المبني القديم بالكامل قبل الشروع في بناء المبني الجديد !! وكان من الأولي والأكثر تحضراً وعدلاً وإنصافا أن يتم بناء المطرانية الجديدة أولا ثم يتم هدم مبني المطرانية القديمة " طالما كان من غير الجائز شرعاً وقانوناً - حسبما يزعمون - أن تكون هناك كنيستين متجاورتين !!! لأن ذلك يؤذي مشاعر البعض !!! وكأن الكنيسة رجس من عمل الشيطان !!!
اكرر وأقول كان من الأولي والأكثر رقياً وتحضراً أن يتم بناء المطرانية الجديدة قبل هدم المطرانية القديمة وذلك تطبيقاً لمبدأ المواطنة والمساواة وتطبيقاً لنصوص الدستور والقانون التي تكفل حرية العبادة وإقامة الشعائر الدينية وغيرها من الكلمات الرنانة والشعارات البراقة التي نسمعها ويتغني بها المسئولين ووسائل الإعلام عقب كل كارثة تحدث في مصر" كمذبحة كنيسة القديسين ليلة رأس السنة والتي استشهد فيها 23 قبطي وأصيب 97 أخرين " بسبب جو الاحتقان الذي أصبح هو السائد الآن - وبكل أسف - ثم سرعان ما تختفي ويبقي الوضع علي ما هو عليه !!! وعلي المتضرر أن " يخبط دماغه في الحيط " وان لم يجد حائط " حيث انه تم هدم المطرانية وأصبحت عبارة عن خيمة !!! " البحث عن اقرب عامود إنارة !!! علي أن يردد قبل أن يخبط دماغه في العامود عبارة تحيا الحرية والعدالة والمساواة وان يهتف قائلاً " يعيش السيد محافظ المنيا " ثلاثة مرات !!!
ما يحدث في محافظة المنيا من تجاهل لأبسط حقوق مواطنين مصريين وليسوا أجانب أو دخلاء ومن قبل المسئولين !!! شئ يدعو للحزن والآسي والخجل !!! أيها السادة إن كان ذلك يحدث بسبب تعنت المسئولين !!! المفترض أنهم يحكمون بالعدل ويطبقون مبادئ المساواة والعدالة !!! فلماذا نلوم العامة والبسطاء ؟ لماذا نلوم أمثال الكموني ومندوب الشرطة الذي أشيع انه " مختل "والذي أطلق الرصاص من " سلاحه الميري " عشوائياً !!! علي ركاب القطار رقم 979 مما أدي إلي استشهاد رجل مسن وإصابة 5 آخرين " تصادف أنهم جميعاً مسيحيين !!! "
أيها السادة المختل هو المجتمع المصري الذي أصبح مجتمعاً أحاديا يرفض الأخر، مجتمع يكاد يختفي فيه روح الحب والتسامح !!! المختل هو " قانون الخط الهمايوني " الذي صدر أيام الدولة العثمانية وتصر الدولة علي تطبيقه حتى الآن تخليداً لذكري أسرة محمد علي باشا !!! والدولة العثمانية !!!
أيها السادة المسئولين: هل تعلمون أنكم بمواقفكم هذه وتعنتكم ضد ترميم وبناء الكنائس تشجعون علي زيادة الاحتقان والتوتر وزيادة التعصب ورفض الأخر ؟ إن كنتم لاتعلمون : فتلك مصيبة !!! وان كنتم تعلمون: فالمصيبة اكبر وأعمق !!!
أيها السادة ما يطلبه الأقباط بمدينتي مغاغة والعدوة ليس رفاهية وليس جرماً ، هم مواطنون مصريون ، تم هدم كنيستهم ووعدهم المحافظ ببناء كنيسة جديدة ثم تبخر الوعد في الهواء وأصبحوا يصلون في العراء !!! يكتوون بحر الصيف ويغرقون بأمطار الشتاء !!! فهل هذه هي العدالة والمساواة !!! هل هذا هو حق العبادة وإقامة الشعائر الدينية !!! هل هذا ما نص علية الدستور والقانون !!!
أيها السادة رفقاً بمصر والمصريين، فنحن الآن في القرن الحادي والعشرين !!!العالم أصبح قرية صغيرة وبحسب تعبير إذاعة البي بي سي " العالم عند أطراف أصابعك !!! " نحن نعيش عصر الانترنت والفضائيات والسماوات المفتوحة ، لم يعد يجدي أو يفيد أن ننكر وأن نكذب ونجمل الحقيقة !!! ما يحدث في مصر ينقل علي الفور وفي نفس اللحظة ويصبح معروفاً ومكشوفاً أمام كل شعوب العالم !!! العالم أصبح ينظر لنا بتعجب واستغراب !!! كيف يحدث هذا في القرن الحادي والعشرين ؟ أين حقوق الإنسان ؟ أين حرية العقيدة ؟ أين وأين وأين ؟
ماذا يضير المجتمع من بناء كنيسة ؟ هل تشكل الكنيسة خطراً علي المجتمع ؟ هل اقتنع المسئولين بمزاعم وأكاذيب وتحريض الدكتور سليم العوا ويخشون من الأسلحة التي يخزنها الأقباط بالكنائس لاستخدامها ضد إخوتهم المسلمين المسلمين ؟ نحن لا نحتاج إلي أسلحة مادية والتاريخ خير شاهد ودليل ، فلم يحدث يوماً - ولن يحدث - أن قام قبطي بقتل أي إنسان أخر بسبب اختلافه عنه في العقيدة !!! أين هي تلك الأسلحة المزعومة ؟ لماذا لم يستخدمها الأقباط للدفاع عن كنائسهم وأديرتهم وممتلكاتهم وأنفسهم أثناء المذابح التي أدت لاستشهاد وإصابة العشرات والعشرات منهم في الزاوية الحمراء وأبو قرقاص والكشح والعديسات ونجع حمادي وفرشوط والنواهض وأبو فانا والفيوم والعمرانية والإسكندرية
† سلاحنا هو سلاح كلمة الله الحية الفعالة التي هي اقوي من كل سيف ذي حدين ، سلاحنا هو سلاح الإيمان ودرع البر وخوذة الخلاص والثقة في إلهنا العادل الحي الذي لا يموت، أسلحتنا هي أسلحة روحية وليست مادية، ليس لنا عدو سوي إبليس فقط
البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس.
افسس 6 : 11
من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا.
أفسس 6 : 13
فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر
أفسس 6 : 14
وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله.
أفسس 6 : 17
وأما نحن الذين من نهار فلنصح لابسين درع الإيمان والمحبة وخوذة هي رجاء الخلاص.
تسالونيكي الأولي 5 : 8
† نحن نحب كل البشر مهما اختلفت أديانهم أو لغاتهم أو أجناسهم، نحب الجميع حتى الذين يبغضوننا، ننظر للجميع علي أنهم إخوتنا، الكتاب المقدس علمنا قائلاً:
سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم.باركوا لاعنيكم.أحسنوا إلى مبغضيكم.وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات.فانه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين. لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي اجر لكم.أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك.
متى 5 : 43 -46
† الكتاب المقدس علمنا أيضا أن نفكر في كل ماهو حق وخير وعدل وطاهر لا نفكر بالشر ضد احد علي الإطلاق فهذه هي مسيحيتنا !!!
أخيراً أيها الإخوة كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسرّ كل ما صيته حسن إن كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا.
فيلبي 4 :8
أيها السادة كفاكم تجاهل للمشكلة: المشكلة لن تحل طالما ترفضون الاعتراف بوجودها من الأساس !!! اعترفوا بوجود مشاكل وظلم وتمييز وتعنت يمارس ضد الأقباط ، ادرسوا الأسباب التي أدت لتخلفنا وأدت لزيادة الاحتقان في مجتمعنا ، ضعوا الحلول التي تناسب العصر ، طبقوا نصوص الدستور التي تنادي بالحرية الدينية والعدالة والمساواة والمواطنة حتى تكون مصر لكل المصريين ويكون شعار الدين لله والوطن للجميع شعار حقيقي ومطبق في الواقع العملي !!! مصرنا الحبيبة حماك الله من كل شر.
وكل عام وانتم بخير غطاس مجيد !!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com