بقلم: نوري إيشوع
منذ اشهر قليلة أرتُكبت جريمة نجع حمادي و راح ضحيتها شهداء أبرياء, فجريمة سيدة النجاة و عشرات الشهداء, فجريمة تفجير كنيسة القديسين و ضحاياها الشهداء الواحد و العشرين, و كان آخر هذا المسلسل الأجرامي, حادثة سمالوط التي جرت حوادثها كالتالي:
كشف مصدر أمني أن المدعو "عامر عاشور عبد الظاهر حسن" مندوب شرطة قام مساء الثلاثاء الموافق 11 يناير حال توجهه إلى مقر عمله بمركز بني مزار بالمنيا باستقلال القطار 979 أسيوط - القاهرة أثناء توقفه بمحطة مركز سمالوط بالمنيا وأطلق أعيرة نارية داخل العربة رقم 9 من الطبنجة عهدته وفر هاربا. فيما ألمحت مصادر أمنية إلى أن الجاني قد يكون مضطرب نفسيا.
ثم خرج علينا مريضاً نفسياً يدعى بانه دكتور و يشغل منصب رفيع في مجلس الشعب المصري, متهماً و على صفحات أحدى الجرائد بان أقباط المهجر هم الذين فجروا كنيسة القديسين. و الآخر يدعي بانه دكتور في فنون التلفيق و الخداع, يصرح من فوق منبر احدى القنوات التلفزيونية بان الكنائس أصبحت مخازن أسلحة!! ثارث ثائرة المئات لا بل الآلاف من أخوتنا في الوطن و المهجر, و تناولت هذه الحوادث وسائل الأعلام المرئية و المسموعة والمكتوبة و اشتاط الكثيرون غضباً, كيف ينعتون مرتكبي كل هذه الجرائم بانهم مرضى و مضطربين نفسياً, مساقين بالعاطفة تجاه الشهداء دون أن يتوقفوا و لو برهة أمام هذه الحقيقة لمعرفة هل هؤلاء هم فعلاَ مرضى و مختلين؟
الأخو الأعزاء, لا تتسرعوا في أطلاق أحكامكم و لا تطلقوا العنان للسخط و الغضب بنعت هؤلاء القتلة بالمرضى النفسانين و المختلين عقلياً, بل تعالوا معاً لنرى ماذا قال الطب النفسي عن الأختلال العقلي و المرضي النفسي :
1. الامراض العقلية عبارة عن حالات وانفعالات سلوكية خارجة عن الحد الطبيعي المألوف في حياة الناس الاجتماعية اما بالزيادة اوالنقصان أوبالتجاوز والتقصير والامراض العقلية اصبحت هاجس معظم المجتمعات ولها تأثير اجتماعي واقتصادي ونفسي كبير ليس على الافراد المصابين فقط وانما على المحيطين بهم في البيت والمدرسة والعمل وعلى المجتمع بصفة عامة.
2. أما المصاب بالمرض النفسي هو شخص قل أن يتميز سلوكه الاجتماعي وشخصيته بالشذوذ إلا أن سلوكه هذا الذي يبدو طبيعيًا هو مختلف في الحقيقة عن الميول الداخلية أو الاتجاهات النفسية الخفية عن أعين الناس. والواقع أن المريض النفسي يُقاد من قبل قوى غامضة ومتسلطة لا سلطان له عليها: تلك هي الحال في العقدة النفسية مثلاً، أو في حالة الخوف المرضي اللاطبيعي من الكلاب أو الظلام أو من الماء أو من النار ........
من خلال تعريف الأمراض النفسية و الأختلال العقلي نرى بان هؤلاء المجرمين هم فعلاً مختلين عقلياً و مرضى نفسانين حتى العظم كيف لا و هم الذين يتلقون في البيت, في المدارس و في الشارع و منذ نعومة أظافرهم فنون الحرب و الكره و الحقد, علموهم و هم في عمر الورود بانهم الأفضل و الأشرف. زرعوا في قلوبهم الخوف من عذاب القبر و الثعبان الأقرع ذو السبعة رؤوس, أرعبوهم من الموت و نار جهنم, علموهم بان الجهاد و الشهادة هما شعائر مقدسة من خلالها يدخلون جنات النعيم من ابوابها الواسعة و ينعمون بطيباتها, حور العين و الأولاد المخلدون و انهارٍ من الخمر و العسل, غسلوا أدمغتهم و أقنعوهم بان لا دين إلا دينهم و عليهم نشره في كل المعمورة بقوة السيف لان إلههم إله ضعيف و أعطاهم الحق و الصلاحيات بالدفاع عنه و القتال من أجله.
نعم هؤلاء هم مرضى و مختلون عقلياً لانهم يُقادون من قبل قوى غامضة ومتسلطة لا سلطان لهم عليها, قوى شريرة سيدها و ربها أبليس. لانهم بعيدين عن الأيمان و إرادة أبليس ينفذون.
نعم هؤلاء هم مرضى و مختلون عقلياً, تأرقهم الصلوات, و تدك مضاجعهم الألحان و الترانيم الربانية التي تدعو الى المحبة و السلام. تأرقهم الوجوه الملائكية و تصم آذانهم الأصوات الروحية الشجية, و تربكهم دعوات الخلاص من أجل أنقاذ الأنسانية من عبودية الخطيئة! نعم صدق الدكتور في البهلوانيات بان الكنائس تُكدس بالأسلحة!
نعم أسلحة الأيمان و السلام و المحبة هذه الأسلحة التي بها وحدها تهتز مملكة ابليس إله هذا الدهر الفاني, الزائل!
نعم مختلون عقلياً و يعيشون في سجون مفتوحة, سجون مترامية الأطراف, الكثيرين من سجانيها و القيمين عليها هم مرضى ايضاً و يرتكبون بها جرائمهم اللأنسانية ضد أناسها المسالمين الأبرياء!
((10 اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته.11 البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس.)) أف 11:6
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com