بقلم: جوزيف شفيق
تم هذا الحوار منذ عام مضى قبل أن يستشهد صديقى العزيز مينا فى حادث كنيسة القديسين
جوزيف : إذيك يا مينا أخبارك إيه
مينا : أنا مخنوق جداً وحزين جداً
جوزيف : فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم
مينا : هو إحنا مش مواطنين فى البلد دى؟
جوزيف: يا مينا كنيستنا كنيسة الشهداء ولازم نفرح بالشهداء دول لأنهم راحو السما
مينا : أنا مش قادر أفرح بعد كل اللى شوفته من مشاهد غير آدميه
جوزيف: فرحا افرح بالرب.تبتهج نفسي بالهي لانه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها
مينا : فى مظاهره الساعه 4 عشان نطالب بحقوقنا فى بلدنا .. أنا رايح
جوزيف: أوعى تروح آبائنا الكهنه والأساقفه حذروا من الخروج فى المظاهرات دى
مينا : يعنى أقعد كده أتفرج على إخواتى وهم بقتلوهم وكل يوم بنتهان وملناش أى حقوق فى بلدنا
جوزيف: الحل مش المظاهره ..الحل إنك تصلى .. ان لم يحرس الرب المدينه فباطلاً سهر الحراس
مينا : هو أنا أول ما أطالب بحقوقى أبقى ضد الصلاه؟
جوزيف: لا .. بس إحنا المسيحين ده مش أسلوبنا .. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته
مينا : تفتكر إيه الأسلوب اللى يتفق مع الكتاب المقدس و ابائنا فى الكنيسه وكل الخدام موافقين عليه
جوزيف: نصلى .. الصلاه سلاح الانسان المسيحى
مينا : أنا موافقك تماماً ومش ضد الصلاه بس أنا عايز أسلوب لمواطن عايز يطالب بحقوقه المدنيه .. حقوقه الإنسانيه
جوزيف : هو إنت لما كان العيال بيضربوك فى الفصل مش كنت بتصلى ولما كنت بتتظلم فى الكليه عشان انت مسيحى مش كنت بتصلى .. النهارده كمان لازم تصلى هو ده الحل الوحيد وبعدين إحنا المسيحين لازم نسامح " من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر " وكمان " غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمه بشتيمه
مينا : لكن المسيح جاوب احد الحراس الذي لطمه على خده من دون سبب:"ان كنت أسأت في الكلام فقل لي أين الاساءة. وان كنت أحسنت في الكلام,فلماذا تضربني؟
جوزيف : قالها بوداعه وهدوء مش راح اتظاهر وعمل قلبان فى البلد
مينا : بولس فى محاكمته أمام فستوس الوالى قال: أنا لم أظلم اليهود بشئ كما تعلم أنت أيضاً جيداً .. إلى قيصر أنا رافع دعواى" وطلب بحقه فى محاكمه عادله
ده هو نفسه بولس اللى قال " لى اشتهاء ان انطلق وأكون مع المسيح "
مطالبتنا بحقوقنا فى حياه عادله لا تتعارض مع شهوتنا فى الإستشهاد لأجل اسم المسيح
......................................
بولس أول ما كانوا رايحين يجلدوه وله شهوه للإستشهاد طبعاً قال " أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً غير مقضى عليه ؟" وطالب بحقه كمواطن رومانى وأنت تلومنى لأنى أحاول أن أطالب بحقى كمواطن مصرى
.......................................
بولس عندما كان يحاكم فى المجمع و عرف أنه الموجودين قسمين فريسيين وصدوقيون قال: أنا فريسى ابن فريسى وعلى رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم .. هل كان ده ضد على قدر طاقتكم سالموا جميع الناس
...................................
آبائنا الرسل فى أعمال 5 عندما ألقوهم فى السجن ذهب اليهم ملاك الرب وفتح أبواب السجن وقال لهم " اذهبوا قفوا وكلموا الشعب فى الهيكل بجميع كلام هذه الحياه " ألم يكن بناءاً على كلامك من الأفضل أن يقول لهم اذهبوا الى العليه لتصلوا وبلاش تعملوا هيجان فى البلد وعلى فكره هما كانوا يهود يعنى كان بيبشروا بالمسيحيه فى وطنهم وكانوا أقليه فى نفس الوقت بحكم كونهم مسيحيين
.................................
من يطالبوننا بالوداعه وأن لا نكون قساه فى كلامنا فى مطالبتنا بالمساواه هل هذا يتعارض مع ما قاله استفانوس لليهود " يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان! ..الخ"
يقول الكتاب " فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه " و احنا مش عايزين نطالب بحقوقنا خوفاً من إن البعض ممكن تتأذى مشاعره ونحن مسيحيين لا ينبغى أن نأذى مشاعر أى حد حتى فى الحق
إن غفران استفانوس لراجميه كان قد سبقه واحد من أقوى الخطابات التبشيريه فى الكنيسه ونحن الآن نغفر دون أن نبشر
................................
بعد رجم استفانوس يقول الكتاب " وحدث فى ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسه " ونحن لا نطالب بحقوقنا كمواطنين ولا نبشر بمسيحنا خوفاً من الإضطهاد
..............................
فى دفاع بولس عن حقه كمواطن رومانى بعد سجنه فى فيلبى قال" ضربونا جهراً غير مقضى علينا ونحن رجلان رومانيان وألقونا فى السجن أفالآن يطردوننا سراً؟ كلا ! بل ليأتوا هم أنفسهم ويخرجوننا" شوف بولس إزاى بيتمسك بحقه كمواطن رومانى وبكرامته كإنسان مع إنه بحسب أيامنا كان المفروض أنه طالما هيطلعوه براءه م السجن يشكر ربنا و يعتبر أن هذا صليبه و رغبته فى الإستشهاد تمنعه من الطلبات اللى ملهاش لازمه دى
............................
فى بداية محاكمة بولس أراد اليهود أن يقتلوه وصنعوا له كميناً و لكن ابن اخت بولس سمع بالكمين فأخبر بولس .. من المفترض حسب ما تعلمناه فى الكنيسه الآن أن يُقبل بولس على الاستشهاد لينال إكليل المجد ولكن تفاجئ فى سفرأعمال الرسل أن بولس طلب من ابن أخته أن يذهب للأمير كلوديوس ويخبره بالكمين حتى قام الأمير بعمل خطة تأمين لبولس الرسول ونقله إلى فيلكس الوالى
....................
إقرأ دفاع بولس عن نفسه أمام فليكس الوالى فى الاصحاح 24 ألم يكن من الأفضل أن يصلى ولا يدافع عن نفسه لأنه مضطهد من اليهود والصلاه فقط ستنجيه .. كان بولس قوياً وشجاعاً ومدافعاً عن حقوقه وهذا لا ينتقص من مسيحيته أو شهوته للإستشهاد
.............................
جوزيف : " للأسف مليت من مينا وحسيت إنه عايز يودى نفسه فى داهيه " اجتماع الصلاه أفيد يا مينا والبلد مش هتتغير
........................
ولم يذهب مينا ليطالب بحقوقه فى أى مظاهره سواء حقوقه كقبطى فى المساواه مع أخوه المسلم أو حتى حقوقه عندما تظاهر العمال فى الشركه التى يعمل بها ولم يسجل له قسم الشرطه المجاور لمسكنه بلاغ واحد بل ذهب معى الى اجتماع الصلاه من أجل الشهداء و لم يمر على هذا الحوار عام واحد حتى نال مينا اكليل الاستشهاد ليلة رأس السنه بكنيسة القديسين
عندما أراد السادات أن يطبق الشريعه الإسلاميه وقوانين الرده عام 1977 قال البابا شنوده "إن مشروع قانون الردة يتنافى مع الدستور وينتهك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" فهل كان من حق مينا طبقاً لتعاليم الكنيسه أن يدافع عن حقه فى الأمن والعدل والمساواه مع أخوه المسلم بمظاهره فى شوارع الإسكندريه قبل أن يستشهد .. ربما هذه المظاهره كانت قد أجبرت الأمن على عدم التقصير فى حمايته
انقر هنا لمشاهدة الفيديو
قال قداسة البابا تعليقاً على حادث العمرانيه " سنطالب بدم الذين قُتلوا.. اشمعنا اللى ماتوا من عندنا دمهم رخيص ..لا مش دمهم رخيص" .. أعتقد أن الكثيرين من الأساقفه والكهنه والخدام لا يجرؤ أحدهم على رد كهذا ولهذا كان الأقباط فى جنازة شهداء الإسكندريه يهتفون عايزين البابا عندما وقف الأنبا يؤانس ليعظ
ملحوظه : هذا الحوار من وحى الخيال ولكن كل أفكاره مأخوذه من آراء بعض آبائنا الأساقفه والكهنه و مقالات الكثيرين من الأقباط بعد حادث كنيسة القديسين والتى كانت فى مجموعها تدعو الى تهدئة الشباب القبطى الغاضب جداً
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com