ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الموساد المصرى

مصطفى عبيد | 2011-01-09 00:00:00

بقلم: مصطفى عبيد
كلما نزفت قطرة دم، هتف الهاتفون: الموساد.
كلما وقعت كارثةـ أشارت الأصابع إلى الموساد.
كلما ارتجت "مصر" حزنًا وقهرًا وغدرًا، اتهموا الموساد.

والحقيقة أن الموساد هو "شماعة" الضعفاء، وذريعة الجهلاء، وحُجة الفاشلين.. إن الدولة الناهضة تعرف جيدًا طريقها نحو الأمن والحرية والسلام الاجتماعي والسياسي. أقول ذلك تعليقًا على مجزة المصريين الأخيرة في "الإسكندرية"، والتي سارع البعض بتحميلها للموساد تارة، وتحميلها للقاعدة تارة أخرى، بدعوى أن مصر مستهدفة، وأن المؤامرات تُحاك ليل نهار لتدميرها وتقزيمها ودحرها.

لا أسبق الأحداث لأقول أن مجزرة "الإسكندرية" مصرية. ولكنني بمتابعة سريعة لأحاديث وتقلبات العلاقات بين مسلمي ومسيحيي "مصر"، أرى أنها نتاج طبيعي لحوار الغوغاء، ومشاركة متطرفي الجانبين، والتعامل الأمني مع القضية، كأن "كل شىء تمام"، وأن الفتنة خارجية.

في الفضائيات، ومواقع الانترنت الإسلامية والمسيحية مفجِّرون لا مفكرون، وفتّانون لا مفتيون، وخناجر لا حناجر. أصوات متداخلة لم تتعلم حوارًا، ولم تتربى على قبول الآخر، وعاشت قهرًا تتعالى في فضاء لا محدود لتنكش في جراح الدين الذي يراه الجميع أقوى الحصون وأعظمها.

موساد من نوع آخر ساد المجتمع المصري على مدى العقدين الأخيرين، يترجم كل فعل ورد فعل لغضب إلهي، ويفسر كل موقف تفسيرًا دينيًا. موساد محلى يتبنى العنف ويسيطر على منابر مرتفعة في المساجد والكنائس.. موساد مصري مهمته خنق التسامح، والعدوان على الحريات، وتجاهل الأورام السرطانية حتى تكبر وتتمدد. موساد وقاعدة من بلدنا يفجِّرون قيمنا وعقولنا، ويدفعون الصامتين نحو الهاوية.

لم تعجبني تصريحات رموز وطنية عديدة تستبق الفعل وتؤكِّد أن مرتكب مجزرة "الإسكندرية" ليس مصريًا، أو ليس مسلمًا؛ لأن هذا الاستباق يدخل فى باب إنكار المشكلة الرئيسية، وهي أن هناك طائفية وطائفيين في "مصر".. وأتصور أن الخطوة الأولى هي الاعتراف بالجرح، والإقرار أن هناك أزمة فى علاقة مواطني "مصر".

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com