البدوي يطالب الدولة بإقرار 4 قوانين على رأسها دور العبادة لتحقيق المواطنة
كتب: هاني سمير
استقبل قداسة البابا شنودة الثالث الدكتور السيد البدوي -رئيس حزب الوفد- وعدد من قيادات الحزب، أمس بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك لتقديم واجب العزاء في ضحايا حادث كنيسة القديسين بسيدي بشر بالإسكندرية.
وقال د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد أنه لا يريد أن يقول أنه جاء اليوم لتقديم واجب العزاء للبابا شنودة، لأنه قبل أن يعزيه فهو يعزي نفسه والمصريين جميعًا على شهداء مصر، مضيفًا أن مهمة القصاص لهؤلاء الأبرياء مهمة جميع المصريين وليس الأقباط فقط، مشيرًا إلى أن الوحدة الوطنية قضية مصيرية، قائلاً "إذا كان الاستعمار قد فشل في شق صف ووحدة الأمة، فإن ذلك لن يحدث الآن في ظل تعاظم المشاكل التي يعاني منها الأقباط في مصر".
وأوضح رئيس حزب الوفد أن الاحتقان الموجود لدى الاقباط لم يأت هباءً، وإنما له أسبابه، مشيرًا إلي أن حزب الوفد قام بدعوة كل القوى الوطنية والتيارات السياسية المختلفة، لفتح هذا الملف، والالتفات إلى جرس الخطر الذي دق ناقوسه هذا الحادث الأليم، قبل أن يتحول إلى كارثة، لافتًا إلى أن حكمة البابا أدت إلى التخلص من هذه الكارثة، مؤكدًا أن هذا الحادث إرهابي بحت ولكن قصور الدولة في واجبها تجاه الأقباط صوره وكأنه حادث طائفي.
واستنكر البدوي استعدادات الدولة لمثل هذه الحوادث قائلاً: من المعروف أنه قد كان هناك تهديد مسبق للكنائس المصرية. مشيرًا إلى أن هذا الحادث ما كان سيؤدي إلى ما حدث من غضب لو كانت هناك مساواة حقيقية بين المسلمين والمسيحين في مصر، ولو كان الأقباط يشعرون حقًا بأنهم مواطنون، وأن يسود مبدأ المواطنة بين جميع أبناء هذا الشعب.
وطالب البدوي الدولة بسرعة إصدار 4 قوانين تعيد مبدأ المواطنة الذي نص عليه الدستور، وحتى لا تعم مشاعر الغضب هذه مرة أخرى من قبل المسيحيين؛ وهي قوانين بناء دور العبادة الموحد، ومنع التمييز عن الأقباط، تنقية مناهج التعليم، وكل ما يبث الفتنة بين أبناء مصر.
ودعا البدوي إلى سيادة مناخ ثورة 19 مرة أخرى بين جميع أطياف الأمة، مسلمين ومسيحين، شيوخ وأطفال، نساء ورجال، حتى ننجو جميعًا من الفتنة لا قدرالله، حيث أنها لو حلت ستدمر الجميع ولن تميز بين مسلم ومسيحي.
وأضاف البدوي أن الشعب المصري لن يسمح للدولة ولا لغيرها بمحو وإزالة هذا الإنجاز الذي حققه الشعب المصري في ثورة 19، والوحدة الوطنية التي أدى إليها، مطالبًا بعودة الطبقة السياسية التي استطاعت أن تحقق ذلك.
ومن قيادات حزب الوفد التي إلتقت البابا شنودة، "فؤاد بدراوي" نائب رئيس حزب الوفد، ود. "علي السلمي" -مساعد رئيس الحزب، وعضو الهيئة العليا- و"منير فخري عبد النور" -سكرتير عام الحزب- و"رامي لكح"، و"مارجريت عازر" أعضاء الحزب، وقاموا بالحديث مع البابا فترة طويلة امتدت إلى ساعة ونصف، حيث قدموا جميعًا العزاء للبابا، وتحدثوا عن روح المحبة التي نتجت عن الحادث من المسلمين للمسيحين.
علي صعيد آخر، قام وفد من رموز دولة قطر، على رأسهم "غيث بن مبارك الكواري" -وزير الأوقاف القطري- و"صالح البعويني" -سفير قطر في مصر- بالذهاب إلى الكاتدرائية أمس لزيارة البابا شنودة، لنقل تعازي سمو أمير دولة قطر للحكومة المصرية والبابا شنودة.
وقال "بن مبارك" أن الأديان تأتي بالسلام والإيجاب، وتدفع عن الشر وتدعو إلى التفاهم والتعايش السلمي الإيجابي، وغير ذلك فهو ظلم للناس ودعوة للإرهاب، فالأديان السماوية كلها من عند الله، وتدعو إلى السلام والتعامل.
وقال "محمد الدايري" -المدير الإقليمي لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة- أنه حضر للبابا شنودة للتعزية وطرح عليه التنسيق بمبادرة جديدة عن اللجوء والأديان السماوية، تحديدًا المسيحية والإسلام في مصر، وعرض مشاركة البابا شنودة لما يتمتع به من نفوذ ديني خارج مصر، وكذلك الدكتور "أحمد الطيب" لما يتمتع به من نفوذ في العالم الإسلامي أجمع، وتسعى المبادرة لطرح الحوار الثقافي بين الأديان السماوية، وشرح معنى اللجوء الديني أو العرقي.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com