بقلم : هاني رمسيس
لماذا يتوحد جندى الأمن المركزى مع السلفى مع بائع الترمس مع المسجل خطر مع متعاطى المخدرات مع السيدات فى البلكونات ، وجميعهم مع (الحبيبة) الحكومة ، فى سب و رشق والإعتداء على أى مظاهرة قبطية تطالب بحقوقها أو تودع شهدائها أو تنتقد الحكومة ؟
ولماذا يتوحد الوطنى مع الإخوان مع مدعى الليبرالية مع مدعى الثقافة حين يتعلق الأمر بموقف تتخذه الكنيسة أو يتخذه أقباط المهجر ؟
الإجابة على هذه الأسئلة أو الألغاز هى نفسها الإجابة على موقف الكنيسة و البابا شنودة من الدولة بخصوص مذبحة كنيسة القديسين و غيرها من المذابح .
فى حواره مع الأستاذ المناوى على تلفزيون الدولة – وهو الحوار الذى أصاب البعض بشئ من الإحباط - أوضح قداسة البابا أن إعلان عدم الإحتفال الرسمى بعيد الميلاد هو تصعيد للأمور و إحتكاك بالدولة .
و بدون شك أن هذا الإحتكاك قد يولد كثيراً من ردود الفعل على قياس الألغاز التى طُرحت عالياً .
و لذلك تحاول الكنيسة دائما الحفاظ على موقفها المتوافق مع مؤسسة الرئاسة ( اللى هى الريس ) ، أو على أقل تقدير عدم التصادم معها ، فقد أثبتت التجارب أننا دولة فرد و لسنا دولة مؤسسات خاصة حين يتعلق الأمر بالأقباط ، و ما تفشل فيه كل السلطات التنفيذية و القضائية و التشريعية مجتمعة ، يستطيع الرئيس حله برسالة قصيرة من محمول سيادته ، و أن كثيراً من الذين يتظاهرون بأنهم يتظاهرون من أجل الأقباط هم أصحاب مصالح و منافع سياسية و أيدولوجيات دينية ، وهم أول و أكبر لغز يقفز أمام الأقباط فى حال الخلاف مع الدولة ( اللى هى الريس).
يجاهد كثير من المفكرين والمثقفين الأقباط بأصابعهم على الكيبورد وخلف شاشات الكمبيوتر ، منتقدين موقف البابا منتظرين موقفاً بعينه حسبما يرضيهم ، و هم بذلك أعلنوا أنفسهم تابعين للكنيسة سياسياً وفكرياً ، والدليل أنهم تحلقوا أمام شاشات التلفزين فى انتظار رأى البابا ، وهم من قد أعلنوا استقلالهم أو كنا نظن ذلك .
لماذا لا يكون هناك موقف شعبى بجانب الموقف الرسمى ، لماذا لا يكون هناك أساقفة مختلفون- على الأقل فى المهجر- لماذا لا نرى مجموعة من المفكرين يعلنون فكرة معينة تكوّن موقفاً قبطياً شعبياً موازياً و غير متصادم مع الموقف الرسمى للكنيسة بدلاً من لعن الظلام على حوائط الفيس بوك .
هل العيد فى شكله إعلان أم سلوك و عادات و مظاهر .
الفرصة الآن سانحة لتكوين موقفاً قبطياً شعبياً أقوى من الموقف الرسمى للكنيسة ، فالقبطى الذى كان يتظاهر منذ سنوات هاتفاً : يا مبارك يا طيار قلب القبطى مولع نار ، تظاهر بالأمس صارخاً : يسقط يسقط حسنى مبارك .
علينا أن نرفع الحرج عن الكنيسة ، و يتحقق ذلك حينما يكون رأى عامة الأقباط أكثر إزعاجاً من رأى الكنيسة الرسمى .
استفهام :
مازال العوا طليقاً .... ومازالت وزارة الداخلية تبحث عن الفاعل مرة بين الأشلاء البشرية و مرة بين مواطنى جمهورية الفيس بوك !!
عَبْرة :
مازلنا مجروحين لكن جرحنا نظيف ، حزانى و حزننا شريف ، غاضبين و غضبنا نبيل ... و فى كل هذا لسنا مكسورين ... فلتنظر يا رب إلى دماء شهدائك التى خضبت الأرض و السماء ، وإلى دموع كل قبطى ملأت زقاً و فاضت .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com