القدرة الجنسية والتركيز والبهجة والفرح.. أوهام عن الحشيش تسود بين المصريين
كتب - نعيم يوسف
لا يكاد يخلو فرح أو خطوبة من الأفراح الشعبية، من مخدر الحشيش، ويعتبره البعض بأنه "واجب" يتبادلونه فيما بينهم، كما أنه انتشر كثيرًا بين جميع فئات المجتمع، ونعرض في السطور التالية أبرز الأوهام التي يعتقدها المصريون عن هذا الأمر.
الحشيش والإدمان
عندما تجلس إلى جوار أحد متعاطي "الحشيش" يقول لك إن تعاطيه مجرد "تفاريح" ولا يؤثر عليه، لأن "الحشيش ليس إدمانا"، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن إدمان الحشيش هو الأكثر انتشارًا في العالم، وذلك وفقًا لـ"دار الشفاء للصحة النفسية وإعادة التأهيل".
الحشيش والمصريين
يقول اللواء مجدي سمري، الخبير الأمني، في تصريحات إعلامية إن مخدر الحشيش يحتل المرتبة الأولى لدى المتعاطين المصريين، مشيرًا إلى أن هناك أنواع جديدة ومدمرة من المخدرات دخلت اﻷسواق منها "اﻷكستازي والفودو".
الحشيش.. وتدخين السجائر
يعتقد متعاطي مخدر الحشيش أنه أقل خطرًا تدخين السجائر، إلا أن دراسة بريطانية نفت هذا الأمر، مشددة على أن المخاطر الصحية الناتجة عن تدخين ثلاث سجائر محشوة بمخدر الحشيش يوميا تعادل ما يسببه تدخين عشرين سيجارة تبغ عادية.
وهم القدرة الجنسية
يروج الكثير من مدمني الحشيش لأنه له تأثير إيجابي على القدرة الجنسية، ويرتبط كثيرًا في الثقافة الشعبية بالعلاقة الحميمة بين الزوجين، إلا أن دراسات علمية نفت ذلك، كما أن تعاطيه في سن مبكر يؤخر النمو الجنسي للمراهقين، حيث أنه يؤثر على جزء هام في المخ يدعى "الهيبوثلاس" وهذا الجزء له اتصال مباشر بالغدة النخامية التي تفرز الهرمونات الجنسية، فمادة الـT.H.C تثبط الهرمونات الجنسية التي تنشأ من الغدة النخامية، وهذه الهرمونات هي المسئولة عن بداءة النمو الجنسي خلال السن 12-13 سنة -وذلك وفقًا لكتاب "الإدمان: أسبابه وآثاره: الدرهم المفقود.. من يجده؟ لـ أ. حلمي القمص يعقوب".
وهم التركيز ومساعدة السائقين
ينتشر تعاطي الحشيش بين سائقي السيارات، وذلك نظرًا لما يُشاع عنه من قدرة هذا المخدر على التركيز، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، حيث أن المتعاطي يشعر بالنشوة فيقود السيارة بسرعة كبيرة على الطريق العام، كما يفقد السائق مهارته في تفادي الأخطار، ويستغرق بالكامل في جانب واحد من جوانب القيادة، بالإضافة إلى أن المتعاطي يختل به الزمن، ولا يستطيع تحديد المسافات ويقدرها تقديرًا خاطئًا ما يزيد احتمالية تصادمه بسيارات أخرى.
يؤكد الدكتور جمال الدين موسى -حسب كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره- أن البحوث والدراسات العديدة التي أجريت والتي أوضحت الأضرار التي تحدث للخلايا بسبب الحشيش سواء على المخ أو الرئتين أو القلب أو الأعضاء التناسلية أو جهاز المناعة في الجسم تشير جميعها إلى حقيقة واحدة وهي أن الاستمرارية في تدخين الحشيش.. هي عملية تفتيت بطيء للحياة.. هي عملية انتحار".
وهم البهجة والفرح
يرتبط تعاطي مخدر الحشيش بالأفراح الشعبية، نظرًا لما يُشاع عنه من قدرته على منح المتعاطي شعورًا بالنشوة المصحوبة بالضحك والقهقهة، إلا أن الكاتب الفرنسي "بودلير" يقول في كتابه "النعيم الزائف": "ثم لا تلبث أن تنتابهم (الحشاشين) حالة خاصة من البِشر (الفرح) والبهجة التي لا تقاوم"، مضيفا: "هذه البهجة التي تخبو بين لحظة وتتوقد في لحظة أخرى، هذا القلق والانزعاج وعدم الأمان.. من حين لآخر يقشعر بدنك وتحس بالارتجاف وتصدر عنك حركات لا إرادية.. وعندئذ تبدأ مرحلة الهلوسة".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com