ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

العقول المفخخة وأشلاء وطن

سامي فؤاد | 2011-01-05 09:10:13

بقلم: سامي فؤاد
تري هل’سر الله بفعلة المجاهدين وهل تقبل الذبيحة البشرية التي قدمت قرباناً له علي يد هؤلاء الآثمة، أصحاب العقول المفخخة. وإذا كان الفاعل والمحرض يسأل فهل يقل عنهم في الجرم المقصر، المشهد مأسوي أن تري بشرًا في لحظات تحولوا إلي مجرد أشلاء، ولكن الحق أن الحزن متأخرًا والدمع كان حبيساً في العيون، لأننا حقًا في وطنًا تحول كله إلي أشلاء لا تندهشوا، فهكذا أراه ليس اليوم ولا الأمس بل منذ سنوات.

عندما داس حذاء الجندي رأس القاضي في مظاهرات القضاة، عندما قتل شباب علي يد مخبر أمي عندما كانت عصاه الأمن موجهة لأصحاب الوقفات الصامتة والاحتجاجات الهادئة، عندما ترك زمام الأمر في يد الأمن ولم يشعر أي مواطن أنهم لحمايته هو بل أصبح يخشى أي شرطي.

وعندما تحول الشعار إلي الشرطة والشعب في خدمة الوطن، حقًا وطن أشلاء والحزن ليس بسبب الموت بل بسبب حياة أسوء الموت .

أشلاء تحمل رأس ملئ بالحزن وبالهم، أو أشلاء حمل رأس مفخخة الأفكار. فكان دائمًا الموت الحلم ليتخلص من كل الآم وأصبحت الشجاعة في مواجهة الموت أسهل من القدرة علي مواجهة يوم في هذه الحياة . الوطن تحول إلي أشلاء بعد أن قتل الأب الزوجة والأبناء لعدم القدرة علي مواجهة الأعباء عندما شاهدنا في الإعلام المرئي، صبي يتسول مساعدة لعلاجه من السرطان أليس في ذلك انتهاك لأبسط قواعد حقوق الإنسان، أشلاء في قصر ثقافة أشلاء في عبارة في قطار تحت صخور الدويقة ثم غطت كل الأشلاء أشلاء شهداء كنيسة القديسين نبكيهم أم يبكوا علينا، علي بشر تمشي علي الأرض كالأشلاء وتحول أحيائه إلي شهداء أهدوا إلي الوطن كرامتهم في طابور من أجل رغيف الخبز، أو من أجل مياه الشرب، أو من أجل شنطه سلع أو نقود يشتري بها مرشح حريتهم ورغبتهم في الاختيار، في ظل حكومة تحكم في زمن افتراضي خيالي يفصل بينها وبين مواطنيها سياج أمني وكأنهم قادة لأعداء وليس مواطنين .

 يخطئ من يظن أن الخطر بدء من سيارة مفخخة الخطر بدء من عقول مفخخة، فخخها نظام تعليم عقيم تحول إلي حقل تجارب وخطط تطوير ورقية ومدارس جودة حوائط ومعلقات لم تمس المتعلم بمفيد .
 عندما غيرت العقول المتعصبة جرس المدرسة إلي جهاز إنذار لأن الجرس يستخدمه الكفار . مهدت الدولة إلي ذلك عندما تخلت عن دورها الحيادي وتحولت من دولة قانون إلي دولة أمنية، تحتاج فيها الكنيسة إلي تصريح أمن دولة لترميم دورة مياه .
عندما يقود مدير أمن جلسة صلح يتساوى فيها الظالم بالظلوم وكأننا ليس لدينا قضاء . الأسباب كثيرة وعديدة والغضب ليس من الحادث فقط، ولكن من قبل الحادث لأن كل المؤشرات كانت تؤكد أن الوضع علي وشك الانفجار، مظاهرات شبة أسبوعية حتى قبل الحادث بساعات قليلة وأين أمام نفس الكنيسة، وكما الأفلام العربية القديمة يتأخر البوليس ويأتي بعد فوات الأوان .

وتبقي رسائل قصيرة إلي كل هؤلاء  

المسئولين / لا تستطيع أن تهرب من مسئولية الغد بتجنبها اليوم ."أبراهام لنكولن".

أحد الاختبارات للقيادة هي : القدرة علي التعرف علي المشكلة قبل أن تصبح حالة طوارئ ."أرنولد جلاسجو".

هل لا يكفي مائه بين قتيل وجريح لإقالة أو لاستقالة ومحاكمة المقصرين. "العبد لله"

أقباط مصر / تاريخ الكنيسة بدء من عصر الشهداء في القديم، وتاريخ الوطن سيبدأ من ليلة شهداء كنيسة القديسين كما كانوا جدودك بذور الإيمان، سيكون إخوانكم وأبنائكم دماء غالية لعهد جديد في مصر .

كل أبناء الوطن الشرفاء مصابنا واحد وألمنا واحد وللشهداء الرحمة ولذويهم ولنا جميعًا الصبر والعزاء

ولمصر  مش باقي مني غير شوية لحم في كتافي، بلاش يتحرقوا في قطر الصعيد في العيد، بلاش لكلب الصيد تناوليهم، خدي اللي باقي من الأمل وابنيلي من عضمهم في كل حارة مقام، مش باقي مني غير شوية دم متلوثين بالهم مرين وفيهم سم . الشاعر "جمال بخيت".

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com