إذا كنا نبحث عن المسئول عن الأحداث المؤسفة بالإسكندرية فعلينا أن نعود لجذر الموضوع، ورأي أن الجذر يبدأ منذ يوم أن وضع الرئيس الراحل السادات يده في غياهب المجتمع ومن ثَمَ ظهور التيار الديني الذي انتعش بعد هزيمة 67 نتيجة الإحباط والتواكلية واستخدام الشباب الساذج الفقير السهل التأثير عليه واستخدامه لضرب اليسار الذي كان ثائرًا وقتها وهدد نظام السادات وخططه التي استهدفت قطع الصلة مع الإتحاد السوفيتي وإقامتها مع الولايات المتحدة الأميركية وفتح إعلامه لأردأ أنواع الدعايات الدينية التي بدأت بالهجوم على الاشتراكية... وبإشاعة حالة عامة من التعصب تراخت معها الدولة حتى أغتال ذلك التيار رأس النظام نفسه ثم في عهد مبارك وبعد أن استفحلت الظاهرة وتم دعهما من نُظمُ عربية شديدة الرجعية تعامل النظام معها تعامل أمني فقط دون البحث في جذورها الاجتماعية وأهمها الفقر وانخفاض مستوى التعليم من ناحية ثانية لم تنجح الدولة حتى الآن في إبراز مفهوم المواطنة بين أبناء الوطن حيث لا تمييز بسبب الجنس أو الدين أو الطبقة.. وهكذا ظل التعصب الديني يتغذى من منابع الدولة البوليسية لا القانونية و الفقر الذي هو من وجهة نظري جريمة اجتماعية وانخفاض مستوى التعليم الذي سهل لأحط أنواع المشايخ زرع أفكار مُنحطة تُشيع الفرقة والانقسام بيننا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com