ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

دعا الرسل وجلب الأنبياء

أندرو اشعياء | 2016-10-23 14:47:13
بقلم / اندرو اشعياء 
في منظر مهيب جدًا جذب المسيح – تجلى اسمه – معه تلاميذه بعيدًا عن منطقة الناصرة، في طريق جذاب حتمًا كانوا صامتين من جمال المظر حولهم حيث جبل تابور، ولكن ما كنت اتعجب له انه لم يكن سوى ثلاثه معه ليس كما قبل (مر 6: 33، 34) ، ولم يكن يجذبهم معه ليختلي وحده ! بل ربما كانتمسيرتهم هذه متعلقه بما حدثهم به منذ ستة أيام حينما كلمهمعن صلبه وآلامه ..
حتمًا حينما كانوا ينظروا ناحية الشرق تصطدم عيناهمبجلعاد العظيمة وربما ايضًا تذكرواطلب سبطا رأوبين وجادأن يمتلكا هذه الأرض ولا يعبرا الأردن مع بقية الجماعة (عد32: 1-5 ) ويشتركا معهم في أرض الموعد، اما شمالهم فتنظر عيناهم جبال زبلون ونفتاليوربما ايضًا يتذكروا قول دبورة لباراق " ألم يأمر الرب إله إسرائيل. أذهب وأزحف إلى جبل تابور .." وقصة مقتل سيسرا ، اما من ناحية الغرب فمرتفعات جبال السامرة التي ظلت عاصمة للأسباط العشرة فترة ليست بقليلة التي سميت نسبة الي صاحب الأرض "شامر" بل ادركت ما ترنم به صاحب المزامير بقوله: "الشمال والجنوب أنت خلقتهما. تابور وحرمون باسمك يهتفان" (مزمور 89: 12) 
ولكن دون إطالة. تغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور.فلم ينل النور من آخر، لأن مجده فيه، مخفي عن الناظرين. فلم ينظروا أن من الخارج دخله نور واكتسى به، بل كُتب عنه أنه اضاء ليذكرهم أنه نور العالم كله .. لقد تغير وهو كما هو ثابت لا يتغير، إنما كُتب أنه تغير لأعينهم ولم يتغير عن خاصيته،وإذا موسى وإيليا قد ظهرا يتكلمان معه (مت 17) ولما سمع تلاميذهسقطوا على وجوههم وانتابهم خوفشديد فجاء يسوع ولمسهم وقال: قوموا، ولا تخافوا .. حتمًا انتابهم دهش عظيم حتى رفعوا أعينهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده ..
جلست افكر لماذا حدث هذا الان وايضًا ليس امام اعين الجميع ؟! هل لم يطلب أن يعلن عن نفسه أمام اعين الغرباء، بل ألقي جواهره على تُجاره، لكي يخرجوها، ويغنوا بها العالم كله! . أم لقد اظهر عجائبه للرسل ليملأهم ويعدهم للكرازة بدهش عظيم .. لقد اعلن مجده على جبل طابور قبل أن يُصلب على جبل الجلجثة حتى متى كان مُدانــًا من اليهود يفهمون أنه لم يصلب عن عجز بل لأنه سُر بصلاحه أن يتألم لأجل خلاص العالم. لقد نظروا مجده حتى لا يعثروا بتواضعه، ومن عظمته يحفظون الحب لتواضعه. 
لقد شاء ان يلقي مفاتيح موسي على يوحنا ليعطيه أن يكتب في البدء روحيًا (أي عن لأهوت المسيح)، وعوض موسي دخل ابن زبدي ليكون هو ايضًا معلمًا عظيمًا عن سر اللاهوت الخفي .. لقد أتت التوراة بموسي الي الجبل لتستريح هناك عند ذاك الذي اعطاها مع أبيه على الجبل، وتقدم إليه الأنجيل ايضًا ليبدأ في العالم .. إذ تهدأ تلك تُسرع هذه بالكرازة .. لقد تقدمت البشارة وحملت الثقل عن التوراة لتفيض بالغنى على الأرض القفر المحتاجة .. النبوة الحاملة للأسرار .. السفينة التي وسط الأمواج استندت على ربنا مثل ميناء مملوء سلامًا. دخل تجار الرسولية ومن هناك حملوا الغنى للشعوب ..
لقد دعا الرسل وجلب الأنبياء ليساوي بينهم حتي يظهر للعالم كله تعليمًا حقيقيًا واحدًا .. جلب موسي معلم الناموس الي الجبل ليُظهر بأنه يتفق مع بشارة بيت يوحنا .. لقد خرج الإنجيل من عند الآب للأحياء والأموات واعطاها الابن للطغمتين لتفرحا بها . 
فبواسطة موسي دعا طغمة الأموات وبواسطة ايليا كرز بشارته لجميع الأحياء .. لقد جلب عنده كل الأجيال في شخصي الرجلين ليكشف مجده امامهما في حضور تلاميذه .. اقام موسي وادخله الي الأرض التي ورثها الأباء تلك التي أمر بألا يدخلها (تث 32: 48 – 52) . لقد اظهر أنه يقدر أن يحل القصاص ويعيد المطرودين الي ميراثهم ..
بالحقيقة ما هو الحديث الذي دار هناك ؟ وما هو الموضوع الذي عرضوه عن ماذا كانا يتكلمان . وماذا كان يسمع منهما يسوع ؟!! 
مكتوب أن النبيين كانا يتكلمان معه، وقد اخفى الكتاب ولم يكشف لنا ما تكلما به ! حتمًا لقد كان الحديث بإفاضة امام التلاميذ حديثًا ساميًا عن قصة الصلب المهوبة .. حتمًا كان النبيان يمدحان الابن لشدة تواضعه، وكانا مندهشين منه ويسبحانه بسبب تنازله بل وكان يسجدان أمامه لانه جاء وكمل ايحاءتهما، وبه فسرت كل اسرار تراجمهما .. 
ربما قال له موسي : ربي .. يليق بك أن تكمل أسفار النبوة، وبك تختم كل اسرار الحقائق .. يليق بك الموت لأنك تستخدمه للخلاص، وقتلك شهي لانه به تقتل خطيئة آدم. ربي .. يليق بك أن تحتمل العذاب والهزء والإهانه من ابنة العبرانيين.. إن فمها بحر مملوء أرواحًا كاذبه فحين أرسلتني من سيناء أخذت منك عصا الأسرار ( خر 7: 10) وبقوتك صنعت عجائب بين المصريين (خر 4: 1- 5) وشققت البحر وفجرت الصخرة وانزلت المن (خر 14: 21  ) واصعدت السلوى وبعد كل هذه الأمور أهانتني بل وضايقت هرون واغاظتني وابدلت محبتك بصنم باطل .. 
ربي .. انزل وتمم السبيل الذي أتيت لاجله واصعد على الصليب واخجل الرئاسات والسلاطين لانهم صاروا أسيادًا بالضلاله .. اذهب ومُت وخلص فهوذا جميع الأموات يتطلعون اليك .. افتقد المحبوسين واشرق بنورك بين الراقدين .. هوذا الصليب ينتظرك .. اذهب وتزين وتمجد به كما يليق بك فموتك هو اكليل الحياة لبني البشر .. مُت كما شئت، وبك يحيا الكل كما حسن لديك .. 
طلب سمعان أن يُصنع ثلاث مظال وكأنه يساوي الله مع ايليا وموسى ولم يعرف ماذا كان يقول لان الدهشة ضربته واستولى عليه العجب فقسم الكرامة بدون نظام . فسمع الآب وغار ليكرم ابنه الوحيد، لأنه هو وحده يلزم ان يمجد كما يليق فسمعوا : هذا هو ابني الحبيب ...
 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com