بقلم: الأب أفرايم الأورشليمي
بداية محزنة لعام جديد
... في مطلع عام 2011، ونحن نرفع الأكف إلى السماء طالبين أن يكون عامنا خيرًاً وسلامًاً على مصرنا الحبيبة وعالمًا، وفى لحظة كان فيها المصلين في كنيسة القديسين بـ"الإسكندرية"يصلون قائلين \" أيها الرب اله القوات أرجع واطلع من السماء \" كانت السماء تعد أكاليل الشهادة لعشرين من أرواح الشهداء الأبرار في تفجير دموي مؤسف لإرهابيين حاقدين، وسالت دماء ما يزيد عن المائة من المصلين الجرحى في كنيسة الإسكندرية الشهيدة والشاهدة لآلام مخلصها الصالح
نحن أذا نستقبل الأخبار كأقباط في المهجر فإننا ندين بحزن وآسى وقلوبنا يعتصرها الألم، ما يحدث لأخوتنا في كنائسهم ونطالب النظام السياسي بتعقب ومعاقبة الجناة، ومن يقف ورائهم من متطرفين إرهابيين جبناء .
أن هذه الجريمة الشنعاء تهدد الوطن كله بمسيحييه ومسلميه ويهدد امن المواطنين، ويشكل تصعيداَ خطيراَ للأحداث الطائفية الموجهة ضد الأقباط، خاصة وإن نفس المكان تعرض لحادث مؤسف منذ أربعة سنوات، وهذه الحادثة نتيجة الاحتقان الطائفي، والافتراءات التي وجهت ضد البابا والكنيسة ورموزها . من المسئول ؟ . - المسئول الأول عن كل ما يحدث لنا سوء بطريقة مباشرة أو كمسئولية قانونية وأدبية، هو النظام الحاكم وأجهزته والذي لم يتخذ القرارات الحازمة في كل الحوادث الإرهابية السابقة، بدءًا من أحداث الزاوية الحمراء 1981م مرورًا بأحداث الخانكة وابوقرقاص وصولاً إلى ألأحداث الإرهابية في الكشح بسوهاج، والتي راح ضحيتها 22 شهيداً وأحرقت فيها بيوت المسيحيين، وما حدث من مهاجمة قوات الأمن للأقباط العُزل في العمرانية من استشهاد لأثنين وجرح للعشرات واعتقال لما يزيد عن 150 من الأقباط العزل .ثم عدم منع أو اتخاذ أي إجراء ضد المظاهرات التي خرجت تهاجم الكنيسة والمسيحيين في القاهرة والإسكندرية، وفى كل هذه الجرائم لم يعاقب الجناة حتى أننا فقدنا الثقة بل ظن الكثيرين أن النظام يُشجع العبث بمقدرات الوطن ويعيد من جديد عصور الاضطهاد المنظم ضد المسيحيين في عصور الظلم والظلمة.
.الأعلام المغرض والمشجع للتطرف والعنف ضد المسيحيين في مصر والشرق وما نقرأه في الجرائد الدينية، بل وما نسمعه من بعض شيوخ وأئمة من أكبر مصادر العنف وعدم قبول الأخر رغم حرصنا الشديد كمسيحيين على الصلاة والمحبة من أجل أخوتنا المسلمين، ولكن يجب أن لا يفهم ذلك انه ضعف بل هي قوة المحبة التي ننتظر من أخوتنا أن يقابل بالمحبة والتسامح الذي نريده لمصرنا ووطننا العربي.
أن النظام القضائي المصري متهم وبشدة في أنه تم اختراقه من الجماعات المتطرفة وأننا في كل الحوادث الإرهابية السابقة لم نجد القصاص العادل لهؤلاء المجرمين، ففي حادثة الكشح التي حرقت فيها بيوت بأهلها وحتى مواشيها لم يعاقب الجناة وكذلك أحداث أبو قرقاص التي راح ضحيتها 13 شهيدا داخل الكنيسة! كما أن مجرمي عيد الميلاد 2010 في نجع حمادي لم يلقوا جزائهم العادل حتى الآن
إن الأمن المصري بأجهزته التي يتباهى بها، النظام هو الأخر موضع مسألة فأين الإجراءات الاستباقية التي تمنع الجريمة قبل وقوعها، وأين الأمن من البيانات الإرهابية التي تشجع وتحرض وتدعو إلى الإرهاب، بل وتعد وتعلم كيفية صنع المتفجرات ومهاجمة الكنائس والمصلين فيها وتصفهم بالكفر وتحض على قتلهم .
دعوة للعمل والعدل
نصلى ونطلب النياح للذين راحو شهداء الأيمان والوطن في كنيسة القديسين وما قبلها ونطلب الشفاء للجرحى والمتألمين، ونطلب العزاء والنعمة والصبر لأهلهم وذويهم، بل نصلى من اجل كل قبطي وندعوه للصلاة فنحن لابد أن نعد أبناء كنيستنا للقداسة، وان يكونوا مشروع شهادة طوعية لأيمانهم فنحن كنيسة الشهداء ولا نخاف من الذين يقتلون الجسد - في نفس الوقت نحن نطالب بحقنا في حياة كريمة في أوطاننا وأرض أجدادنا، ونقول لأخوتنا المسلمين في الوطن والماضي والحاضر والمستقبل، أننا أخوتكم وما زلنا وسنبقى نحبكم، ولابد أن نحيا معًا هذه المحبة والعدل والمساواة، والدين لله والوطن للجميع بوضوح نقول شركاء في الوطن وكل قطرة دم تنزف لأخوتنا جريمة لا تسقط بالتقادم ويعاقب عليها القانون الجنائي والدولي، ولن تسقط أبدًا من عدالة السماء.
إن دمائكم أخوتنا الشهداء ليست رخيصة لا علينا ولا في عين الله، سنظل ندين لكم بالحب والوفاء ونتذكر تضحياتكم ومحبتكم لله، لقد عبرتم من الضيقة العظيمة وأنتم الآن وقوف أما عرش النعمة تطالبون بإقامة العدل على الأرض، ونثق أن صوتكم وصل إلى رب الجنود وهو سيقضى لكم سريعًا بالعدل . –
إننا إذ نستودع أرواحكم مع الشهداء والقديسين ومع أطفال بيت لحم الأبرياء فإننا نعلن الحداد حزنا على فقدكم بهذه الصورة الهمجية الإرهابية، وندعو كنيستنا برعاتها ورعيتها لجعل قداس عيد الميلاد مقتصرًا على الصلوات الطقسية وتذكاراً لأرواحكم الغالية التي تصرخ مطالبة بالعدل، واتخاذ الإجراءات الحازمة ضد من يعبثون بمقدرات الوطن ومستقبلة . - أننا إذ نثمن كلمة الرئيس"حسنى مبارك"في مؤاساة أبناء الكنيسة الشهداء، فإننا ندعوه للعمل الجاد والحازم ضد من يعبثون بمقدرات مصر ومستقبلها، فلقد وصلنا إلى الوقت الذي يحتاج لا للكلام الطيب فقط، بل للعمل الحازم فنحن أمام فتنة وإرهاب يقضى على مصر ومستقبلها وصورتها المعتدلة والسمحة أمام أنظار كل العالم . –
إننا ندعو أقباط المهجر كإخوة وأخوات قلوبهم على مصر وأخوتهم فيها ندعوهم إلى الصلاة من أجل مصر وسلامها، والى الحكمة وتقديم الدعم المادي والمعنوي والروحي، لأخوتهم فمصر وكنيستها التي تعيش المعاناة في قلوبنا ونحن مع كل عمل جاد سواء روحي أو أدبي أو قانوني لمناصرة حقوق أخوتنا ولمنع مزيد من الدماء وسعيًا إلى المساواة والمواطنة الكاملة لكل المصريين .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com