ثلاث دقائق أحدثت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، لخصت الوضع الاقتصادي والاجتماعي من خلال سائق "توك توك" انتقد إنفاق الدولة أموالًا طائلة على مشروعات قومية ليس لها جدوى - بحسب قوله - في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة وارتفاع أسعار السلع الأساسية وتردي حال التعليم.
وتخطى "فيديو سائق التوك توك"، الذي ظهر مع الإعلامي عمرو الليثي مقدم برنامج "واحد من الناس" على فضائية الحياة، أكثر من 3 ملايين مشاهدة، وأعاد متابعو مواقع التواصل الاجتماعي، بإعادة نشر الفيديو على صفحتهم الخاصة حيث تخطي نسبة المشاركة أكثر من 400 ألف.
"الناس مش شايفة في أمل"، بدأ بها أحمد عبد الله، دكتور الطب النفسي بجامعة الزقازيق، تحليله لنفسية المصريين من خلال هذا الفيديو الذي يقول إنه يُعبر عما بداخلهم من شكاوى من صعوبة المعيشة كطريقة للتنفيس والتعبير عما يعانون منه.
ويضيف عبدالله - في حديثه لمصراوي - أن "حالة المصريين واضحة في الشارع؛ الناس مكبوتة وتعبانة بسبب زيادة الأسعار والحياة أصبحت صعبة المعيشة، بخلاف مشاكل التعليم والصحة، فضلا عن أنهم لديهم يقين بأن لا أحد يشعر بهم، لذلك فهذا الفيديو يُعبر عن الحالة النفسية لنسبة كبيرة من المصريين".
"يبدأ كل مواطن في البحث عن طريقة للعيش من خلالها، فمنهم من يلجأ إلى الهجرة لأنه ليس لديه أي أفق أنه سيتم تحسين الأوضاع فيلجأ المواطن في البحث عن طريق للخارج".. يقولها الطبيب النفسي الذي يؤكد أن المجتمع مفكك ولا يقوم بواجباته تجاه المواطن الذي يقف مكتوف الأيدي ولا يستطيع فعل شيء لتحسين من وضعه "الدولة عدمت المجتمع عافيته من 60 سنة".
ويوضح أن المواطن خلال الـ 60 عامًا الماضية، واجّه العديد من الأزمات التي جعلت المواطن غير قادر على المواجهة أو التحرك لخلق وضع أفضل للمعيشة، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون سبب قوي في زيادة نسبة الانتحار في المجتمع.
ويتابع: "3 جهات يكون في أيديهم التصدي للمشكلات هم؛ الدولة والمجتمع والأسرة، ولكن هذه الجهات تعاني من تفكك وضغط لا تتمكن من حل الأزمات التي تواجهها وهو ما يواجهه المواطن المصري بشكل فردي ويؤثر على نفسيته مباشرة لأنه يكون فاقدًا للوعي بكيفية الوصول لحل لتحسين حياته فيلجأ إما للهجرة أو الانتحار أو الشكوى مثل سائق التوك توك أو تعاطي المخدرات لعدم قدرته على التحمل".
"المصري مسكين".. يقولها الطبيب النفسي عن المصريين الذين يعتقدون، أن "الفلوس كل حاجة" ، مؤكدًا أنه لا يجب اختصار كل شيء في الأموال ومقدارها، وهو ما يدفعهم إلى الاتجاه إلى الشكوى التي يقول عنها " عادة قديمة عند المصريين ومشهورة تاريخيا ونحن شعب شكاء ولكن عليهم أن يبحثوا عن ما يمكنهم من تغير الوضع الخاطئ وتحسينه حتى يتمكنوا من المعيشة ولا يستسلموا".
وتحليلا لأسلوب حديث سائق التوك توك من خلال الفيديو، الدكتور محمد محسن خبير لغة الجسد، يقول أنه كان منفعل بشكل كبير وصادق فيما قاله " الكلام طالع من قلبه بشكل كبير وإشارته كانت قوية في التعبير وهو ما يُعبر عن معاناة يعيشها سائق التوك توك".
وفيما يخص نبرة صوته العالية، قال: "استخدامه لنبرة صوت حادة ومرتفعة رغبة منه في أن يكون مؤثرًا في غيره، كما أن هذه النبرة يستخدمها الفرد عندما يشعر أن صوته غير مسموع ويرغب في توصيله للمسئولين وأنها فرصة جاءت له ويحاول استغلالها بشكل كبير وهو ما جعله يندفع في الحديث بهذا الشكل".
أما عن إشاراته اليدوية، يوضح خبير لغة الجسد، أنها إشارات تمثيلية يتحكم فيها الإنسان ويلجأ لها في الوقت الذي يرغب فيه، ويستطيع منعها أيضا بشكل إرادي، مؤكدا أن هدفها الاستحواذ على تركيز المستمعين حتى يلفت نظره للأيد ومن ثم يستطيع التركيز على حديثه.
وأشار "عبدالله"، إلى أنه استخدم أيضًا في إشاراته حد اليد، وهو ما أعطى انطباع بالعدوانية الناتجة عن أنه لا يستطيع الحصول على حقوقه فتدفعه رغبته في الحصول عليها إلى استخدام مثل هذه الإشارات.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com