بقلم: نشأت المصري
كل عام والجميع بخير بمناسبة انتهاء 2010 بكل ما بها من أوجاع وأحزان وانتهاك لحقوق الأقباط في مصر.
كما أهنئ الجميع مسلمين ومسيحيين بحلول عام 2011ونتمنى من كل القلب ألا يكون كسابقه ربما يكون أحسن وأحسن , أو ربما يكون عام سلام ورخاء ومودة ومحبة لكل المصريين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو حتى إخوان مسلمين أو متطرفين أو إرهابيين, نتمنى أن ينعم الجميع بالرخاء والوئام والمحبة والسلام.
مسلمين 2010م
من الملاحظ في الآونة الأخيرة وربما في السنة الأخيرة أن المسلمين على مستوى الزمالة والجيرة, على أحسن ما يكون وأفضل بكثير من أعوام مضت وكأن المسلمين المعتدلين كان لهم التأثير في تغيير الشارع المسلم للأحسن وليس الأسوأ.
ومن الملاحظ أيضاً أن ما تم في قضية نجع حمادي كان على أيدي مرتزقة يعملون لصالح فئات معينة من الشعب المنتمي للحكومة, وهم المجرمين الحقيقيين والمحرضين على أحداث الفتن في نجع حمادي, وأحداث العنف أيضاً كانت شبيه بذلك, ونحن لا نقول خلت 2010م من أحدث عنف ولكنها ليست كسابقها من السنين.
المواطن المصري المسلم بدأ في 2010م في التفكير الجدي تجاه محرضي الفتن كالعوا وخلافه وبدأ ينظر للعلاقة بينه وبين جاره المسيحي بأكثر انفتاح.
بالرغم من تزعم الإخوان مع عناصر حكومية الكثير من المظاهرات العنترية والتي
استهدفت البابا والكنيسة ولكن المواطن المصري المسلم بدأ يفسر هذه الأحداث على أنها خارجة عن القانون والأعراف وتعمق هذا الإحساس, بالأخص بعد فوز الوطني وسقوط المعارضة في الانتخابات البرلمانية, أي أنه أحس أن يد الحكومة تبارك كل هذه الأعمال, وكشفت الإخوان أمام المجتمع المصري حتى تخلو الساحة للحزب الوطني.
بداية هائلة للنقد لوسائل الإعلام المحرضة على الفتن وبدأ المواطن المصري في وضع تفسيرات وجميعها تتعاطف مع القضية القبطية.
الغلاء والأوبئة سوء الأحوال الاقتصادية وتدهور الحالة الصحية والتعليمية في مصر أحد الأسباب الجوهرية في تحول المجتمع وتغيير نظرته من التطرف الطائفي إلى التطرف ضد سياسة الحكومة ومناهجها, والتي جعلت جميع المواطنين من الطبقات المتوسطة والفقيرة في أيدي نفر قليل من رجال الأعمال والمحتكرين للاقتصاد في مصر بيد حكومة ترعى مصالح الرأسماليين فقط.
لقد زادت المجاملات والأهداف المشتركة للمسيحيين والمسلمين على حد سواء, وأعتقد أن النقطة المفقودة في العلاقة المجتمعية بدأت تظهر وتتضح, وهي الهدف المشترك الذي يجعل المصريين متكاتفين لتحقيقه وهو القضاء على الفساد واحتكار رأسمالي لا يرحم لينعم المصريين جميعاً بثروات مصر والتي توزع على فئات معينة دون النظر لباقي المصريين المطحونين الغلابة.
لهذا قد رأينا شواهد إيجابية في 2010م تجعلنا ننتظر 2011م بأهداف مشتركة ومن هذه الظواهر الأتي :
• قضية نجع حمادي أوضحت للمجتمع مدى خطورة الحكوميين أعضاء المجالس النيابية, كمحرضين على قتل المصريين المسيحيين في ليلة عيد الميلاد 2010م, وبالغم عن قناعة المواطن العادي بخطورة أمثال هؤلاء, إلا وأنهم نجحوا بالتزوير في الانتخابات البرلمانية في نهاية العام نفسه, ضاربين عرض الحائط برأي الجمهور المصري.
• أحداث العنف الملاحقة لأحداث نجع حمادي كانت بمباركة الأمن.
• أحداث العمرانية والتي تركت جرحاً لا يمكن أن يندمل, وهو قيام القيادات المحلية والأمنية بتنفيذ هجوم أطاح بأحلام أبناء العمرانية ببناء كنيسة لهم وأطاح أيضاً بقتيلين والباقي في المعتقل, مع العلم أن مسلمين المنطقة ليس لديهم أي مانع في إنشاء الكنيسة ولم يشترك أحد منهم في هذا الاعتداء, مما أوضح أن المواطن المصري المسلم تفهم اللعبة وتيقن أن عداءه لأخيه المسيحي لا يحل قضيته مع حكومة تهمش الجميع.
• تقريباً خلى النصف الثاني من أعمال جماعية يقودها مواطنين مسلمين ضد المسيحيين, لأن دنو انتخابات البرلمان وتكتل الحكومة ضد إرادة الشعب كان العامل الرئيسي لتفهم الشارع المصري القضية الوطنية بصورة أوضح.
• مشاكل الأقباط في 2010م جميعها صناعة حكومية أو بيد المنتمين للحكومة وحزبها الحاكم, وتنتهي إلى مثواها الأخير في يد القضاء المصري, المبرمج لصالح النخبة الحكومية.
لهذا أنا متفائل بحلول عام 2011م ليكون عام أكثر فهماً وأكثر ترابط بين الشعب المصري لنجتمع جميعاً حول هدف واحد وهو القضاء على الفساد واحتكار رأس المال ,,,, معاً من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا .
عام سعيد وعمر مديد
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com