ساعات قليلة ويطوى العام الحالي آخر صفحاته، ويستعد السودانيون لإسدال الستار على عام مضى وفتح الباب لاستقبال عام جديد، وسط تطلعات بأن يكون عام خير واستقرار، خاصة وأن السودان يمر بمفترق طرق مهم في تاريخه وهو إجراء استفتاء على تقرير مصير الجنوب بعد أقل من عشر أيام.
وفي السودان، تتزامن بداية كل عام مع ذكرى عيد الاستقلال، حيث يخرج الناس إلى الشوارع الرئيسية لإطلاق الألعاب النارية، وقد انتشرت هذه الظاهرة خلال السنوات العشر الأخيرة، ويقوم الشباب بالتجمع في الشوارع العامة خاصة شارعي النيل والمطار بالعاصمة الخرطوم، حيث يقومون برش السيارات والمارة بالماء تعبيراً عن فرحتهم. كما تقام حفلات شعبية بالأندية والصالات والفنادق.
وتأتي احتفالات السنة الميلادية الجديدة لهذا العام بالسودان والبلاد مقبلة على استفتاء مصيري لجنوب السودان يحدد بقاءه موحداً أم منفصلاً، حيث يرى مراقبون أن انفصال جنوب السودان عن شماله هو الأرجح.
وفي استطلاع لـ "العربية.نت" عن استقبال السودانيين للعام الجديد على ضوء نتائج استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، أعربت الصيدلانية (ع، م) عن أملها أن يسود الاستقرار والسلام البلاد. وقالت الشعب السوداني كله يتمنى ذلك. ولكن رغم التوقعات التي ترجح كفة خيار الانفصال، إلا أننا متفائلين خيرا، وفي انتظار نتيجة الاستفتاء وماتفضي عنه من نتائج.
وانتقدت الصيدلانية الطقوس التي درج على ممارستها الشباب خلال احتفالات رأس السنة، ووصفت هذا السلوك بالصبياني، وقالت أتمنى لو تحولت الاحتفالات إلى ندوات وحلقات أو برامج للتنمية البشرية يتم التخطيط فيها للسنة الجديدة بما هو مفيد، ووصفت هذه العادات والطقوس بأنها دخيلة على المجتمع السوداني.
وفي السياق ذاته، أشار المواطن سليمان عبد الفضيل إلى أن احتفالات هذا العام ستغطي عليه موجة الحزن نتيجة لتوقعاته بانفصال الجنوب. وقال إن السودان يمر بمنعطف خطير جدا، مبينا أن الضرر الأكبر سيقع على الإخوة في الجنوب.
أما الموظفة زينب فقد أعربت عن عدم تفاؤلها بالعام الجديد في ظل تداعيات الاستفتاء التي يرجح أن يفضي إلى انفصاله، مشيرة إلى أن الاحتفالات هذا العام ستكون آخر سنة يحتفل السودانيون وهم موحدين قبل أن تظهر نتائج الاستفتاء التي أتمنى أن تفضي إلى الوحدة.
وأضافت أنها تفضل الاحتفال مع أسرتها بدلاً من مشاركتها في احتفالات خارج نطاق الأسرة منتقدة الطقوس والعادات التي يتبناها الشباب خلال الاحتفالات، والتي وصفتها بالسلبية والدخيلة على السودان.
وفي سياق متصل، أعلنت شرطة ولاية الخرطوم في وقت سابق عن وضع خطة أمنية لحماية المواقع المهمة والمؤسسات كافة وللحد من أي تفلتات أمنية واتخاذ إجراءات قانونية ضد العادات الدخيلة والممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض الشباب في احتفالات المواطنين بأعياد رأس السنة مثل "التراشق بالبيض"، وعادات أخرى لا تمت إلى قيم وسلوك المواطن السوداني بصلة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com