ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

لماذا النبوءات عن المخلص ؟!..

عادل عطية | 2010-12-30 00:00:00
بقلم: عـادل عطيـة
 
لم يفد دور "كاسندرا"، التي امتلكت موهبة النبوءة الصادقة التي وهبها لها أبولو في شيء بخصوص التطورات المستقبلية !
فابنة "بريام" الجميلة، التي اعترضت سدى على دخول الحصان المشهور أسوار طروادة ، لم يصدقها اجاممنون هو الآخر حين أنبأته بمصيره المأسوي !
وهكذا منذ العهد القديم ..
منذ الروايات الأسطورية الأولى التي لاحقت خيال الشعوب .
ومنذ نصوص الألف نبيّ ونبيّين الذين جازوا إلى الوجود منذ خلق العالم .
تُسجل في حوليات التاريخ:
التقليد المزدوج المتمثل بالواقع النبوي، وبانعدام التصديق لدى البشر.
هذا التقليد نجده غزيراً في الكتابات المقدسة، لامعاً بالنبوءات المسيانية ..
يقول "بليز باسكال": 
 
"فأولئك الذين نبذوا المسيح وصلبوه، هم أولئك الذين يحملون الكتب التي تشهد له، والتي تقول أنه يتعرض للنبذ وللاستهجان. هكذا بيّنوا أنه هو إذ رفضوه، كما جرى البرهان عليه أيضاً، سواء عن طريق اليهود العادلين الذين استقبلوه، أو عن طريق الأشرار الذين نبذوه. إذ كان تم التنبوء بالأمرين معاً" ..
ونتساءل ..
لماذا حالات الغموض المموهة التي يتم تدوين المستقبل تحت غطائها، وإذا لم يدرك الإنسان مغزى النبوءات قبل تحققها، أو إذا لم يصدقها، فما نفعها، وبأي هدف يكتبها الأنبياء؟!..
بداية ..
تصدر النبوءات، التي يجري التحقق منها فيما بعد، عن فم الروح القدس؛ لأن سرور الله أن يشركنا في أفكاره من نحو العالم، وفي إعلان مقاصد نعمته من نحو شعبه، وليطمئن كل مؤمن بأنه لا يحدث شيء لم يعينه قبلاً ولم يره قبل وقوعه، ومن أجل إبراز مجده وقوته وقدرته الأبدية التي أوحت بها: "فتعرفون أني أنا الرب إلهكم" ..
لذلك ..
يتطلب امتحان الزمن ألا تجري الإشارة إلى الأحداث المستقبلية، إلا عن طريق الغموض المقصود الذي يبقي النبوءات في ظل ملائم، حتى اليوم الذي يكون فيه تسلسل الأسباب والنتائج التي تمارس عليها الإرادة البشرية، قد بات متقدماً كفاية لا يعود توقيفه!
هذا التسلسل الذي يسميه البعض: "القدر".
ونسميه نحن المؤمنون: " ملء الزمان" .
 
الذي عند اكتماله نستطيع فهم  النصوص ذات الاستحقاقات البعيدة !
وألا يجري الاعتقاد بصحتها قبل وقت طويل من تحققها؛ حتى لا تدمر نفسها بنفسها، وتغدو خاطئة بصورة آلية بفعل الإلغاء الأكيد لحرية الاختيار.
وألا تكون واضحة كل الوضوح؛ حتى تنتظر عدة قرون لتفرض نفسها على الجماهير، وتغدو مفيدة.
وألا يكون المعنى مخفياً إلى الحد الذي لا يظهر إطلاقاً؛ حتى يمكنه أن يفيد كبرهان على صدق النبوءة .
ما الذي تم صنعه إذن في عرض مقاصد إرادة الله ؟
لقد تمت تغطية المعنى في حشد من المقاطع.
 
وتم كشفه بوضوح شديد في بعضها بحيث هو أوضح من الشمس، ولكنه مدعماً بعمى مشابه للعمى الذي يلقيه الجسد في الروح حين تكون خاضعة له؛ كي لا تتم معرفة المعنى .
لكن شكراً لله ..
فالصور التي تم إخفاء معنى النبوءات المسيانية تحتها، هي تلك التي استعادها المسيح المخلص في ملء الزمان !...
 
 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com