صرحت مصادر قريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أمس بأنه رفض مطالب حزب العمل الشريك في الحكومة الائتلافية باتخاذ إجراءات تأديبية ضد وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان.
بسبب إعرابه عن آرائه المستقلة بشأن القضية الفلسطينية والعلاقات مع تركيا.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن نيتانياهو قوله إنه يشعر بانزعاج من خطاب ليبرمان أمام الدبلوماسيين الإسرائيليين في وزارة الخارجية, والذي نفي فيه وجود أي فرصة لتحقيق اتفاق سلام مع القادة الفلسطينيين الحاليين, كما سخر من التصريحات المعادية لإسرائيل من قبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو.
وأضاف نيتانياهو أنه علي الرغم من الشعور بالضيق والانزعاج من تصريحات ليبرمان حول السلطة الفلسطينية وتركيا فإنه لا يريد أي فوضي في علاقات إسرائيل مع الحلفاء.
بينما وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس ليبرمان بأنه ثرثار, وأن تصريحاته عن السلام مع السلطة الفلسطينية وهجومه الأهوج علي تركيا يتناقضان تماما مع كونه مسئولا حكوميا, فضلا عن أنه يغطي بتصريحاته المتهورة علي سياسته الخارجية الفاشلة. وقالت الصحيفة علي موقعها الإلكتروني إنه في الوقت الذي يرجع فيه البعض سلوك ليبرمان علي هذا النحو إلي عدائه لبنيامين نيتانياهو, فإن البعض الآخر يري أن تصريحاته بهذه الصورة بين الحين والآخر تستهدف جذب انتباه اليمينيين المتشددين, غير أن واقع الحال وهو الأكثر احتمالا أن سلوك ليبرمان يهدف أساسا إلي تحويل أنظار وانتباه الرأي العام عن مسئوليته عن فشل العلاقات الخارجية الإسرائيلية.
وفي واشنطن أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بالإنابة مارك تونر أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية لا تغير السياسة الأمريكية تجاه المفاوضات المباشرة والتوصل إلي تسوية شاملة قيد أنملة, وأكد أن الولايات المتحدة تواصل العمل من أجل إعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلي المفاوضات, مشيرا إلي أن الانسياق وراء مختلف التعليقات لمختلف المسئولين أو الموظفين الحكوميين ليس وسيلة فعالة للقيام بذلك. وقال إن الولايات المتحدة تسعي إلي الحفاظ علي إجراء مشاورات وثيقة مع الطرفين لمحاولة التوصل إلي المفاوضات المباشرة للتوصل في نهاية المطاف إلي تسوية شاملة. جاءت تصريحات تونر خلال الموجز اليومي لوزارة الخارجية الأمريكية, ردا علي سؤال بشأن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان التي هاجم فيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, وانتقد فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا إن محاولته تحقيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين لحل جميع القضايا الرئيسية خلال عام تعد غير واقعية0
ومن جانبها رفضت السلطة الفلسطينية حديث نتيانياهو عن إمكانية اللجوء لحل مرحلي يستثني القدس واللاجئين في حال وصول المفاوضات إلي طريق مسدود, بينما أكدت الإدارة الأمريكية سعيها للوصول لاتفاق للسلام. وفي أول رد فعلي للسلطة الفلسطينية علي تصريحات نتيانياهو قال نبيل أبو ردينة المتحدث الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي اقتراح للوصول إلي حل مرحلي لن يكون مقبولا فلسطينيا, لأن ذلك سوف يستثني موضوعي القدس واللاجئين. وأضاف أبوردينة العودة للحديث عن دولة فلسطينية علي حدود مؤقتة, غير مقبول علي الإطلاق, ولن يؤدي إلي سلام حقيقي, مشددا علي أن الوقت قد حان للبت في قضايا المرحلة النهائية, وتابع القدس خط أحمر, لا يمكن تجاوزه وهي عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وعلي الصعيد الأمني قالت مصادر في حركة المقاومة الاسلامية( حماس) إن الجيش الإسرائيلي اعتقل فجر أمس محمد الطل النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن الحركة. وصرحت النائبة سميرة الحلايقة عضو المجلس لرويترز بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت منزل النائب محمد الطل واعتقلته بعد مضي عام علي خروجه من السجن الذي قضي فيه أربعين شهرا.
وحول أوضاع المعتقلين في سجون الاحتلال تشير معطيات اللجنة الإسرائيلية ضد التعذيب ونادي الأسير الفلسطيني إلي أن نحو07 % - 90 % من المعتقلين الفلسطينيين الذين يحقق معهم الشاباك لا يسمح لهم بمقابلة المحامين.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com