في دراسة شملت 9 ملايين انسان، توصل باحثون كنديون إلى أن دور بعض المضادات الحيوية لايقل عن دور الالتهابات في الإصابة بضعف السمع.
ايلاف من برلين: تثار الشبهات في الطب منذ سنوات حول دور المضادات الحيوية، وخصوصاً من عائلتي الماكروليدات والامينوغليكوسايدات، في إصابة المرضى بضعف السمع أو الصمم. تحتوي المجموعة الأولى على حلقة ماركوليد، والثانية على سكر وحامض أميني، وتعمل هذه المضادات الحيوية على قتل البكتيريا عن طريق تعطيل عملية تكوين البروتين في البكتيريا.
وهناك خلاف بين العلماء حول أسباب ضعف السمع، فمنهم من يحمل المضادات الحيوية المسؤولية، ومنهم من يعزو ذلك إلى الالتهابات التي تطلبت استخدام هذه المضادات. ولايستبعد الطرفان بالطبع أن يجتمع العاملان في حرمان الإنسان من حاسة السمع.
فريق من الأطباء المتخصصين بالأذن والأنف والحنجرة، بقيادة الدكتور مهيار اتمنيان، من جامعة فانكوفر، توصل الآن إلى أن المضادات الحيوية، وحتى غير الضار منها بالأذن (اوتوتوكسيك) مثل الماكروليدات والامينوغليكوسايدات، تلحق ضرراً لايقل عن ضرر الالتهابات في فقدان السمع. ونشر اتمنيان نتائج الدراسة في مجلة "لارينغوسكوب".
ولقد فحص الأطباء ملفات أكثر من 6 ملايين مريض، استمدوها من بنك المعلومات الخاص بنقابة الأطباء، تم تشخيص حصول حالة ضعف أو فقدان سمع لديهم. ووجدوا ان 6000 منهم، من سن تتراوح بين 15و69 سنة تم تشخيصهم كمعانين من ضعف سمع حسي. وتأكدوا من نيل هؤلاء وصفات طبية مسجلة للمضادات الحيوية خلال سنة تسبق بدء تراجع السمع لديهم. وكي لا تختلط النتائج، استثنى الباحثون من الدراسة المرضى الذين تعاطوا المضادات الحيوية آنذاك بسبب التهابات المجاري التنفسية العليا. كما استثنوا كل المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى قد تسبب فقدان السمع مثل السكري وأورام الدماغ والايدز...إلخ.
42 % تعاطوا الماكروليدات
وبعد استثناء كل هؤلاء، بلغت نسبة ضعيفي السمع الذين تعاطوا الماكروليدات بين البقية 42%، وتثبت ذلك الوصفات التي كتبها الأطباء خلال سنة سبقت الحالة. اتضح أيضاً بأن الضرر على الاذن يتعلق بالجرعة أيضاً، وهكذا كانت مخاطر المعاناة من ضعف السمع ترتفع بنسبة 36% عند تعاطي العقار مرة واحدة، وإلى 66% عن تعاطي المضاد الحيوي أكثر من مرة خلال السنة.
انسحبت هذه الحالة على مضادات حيوية اعتيادية مثل الاموكسيسيلين والفلروروتشينولون حيث اتضح أن تعاطي الأول مرة واحدة خلال سنة يزيد مخاطر الإصابة بضعف السمع 31%(93% عند أكثر من وصفة)، وان تعاطي العقار الثاني لمرة واحدة رفع مخاطر ضعف السمع بنسبة 20% (30% عند تعاطي أكثر من وصفة).
ويقول الأطباء إن هذه النسب لم تتغير بشكل ملموس عندما فحصوا حالة المعانين من ضعف السمع قبل 90 يوماً من بدء الحالة لديهم. وكان سبب هذا الفحص هو التأكد من عدم تعرض المرضى إلى التهاب اذن قد يكون السبب المباشر لفقدان السمع.
وكتب اتمنيان أن النتائج تثبت دور المضادات الحيوية في اضعاف سمع متلقيها، لكن ذلك ليس كل شيء. أذ ثبت أن الحالة تتفاقم مع زيادة الجرعة وطول فترة تعاطي المضاد الحيوية، وخصوصاً بالعلاقة مع الحالة الصحية العامة للمريض. لأن استخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة يضعف أيضاً مناعة الإنسان البشرية، وتؤدي هذه الحالة إلى حصول تغييرات ميتابولية تؤدي بدورها إلى موت الخلايا في الاذن الداخلية. وهذا يفسر تصاعد مخاطر ضعف السمع بالعلاقة مع عدد وصفات المضادات الحيوية التي تلقاها المريض من الطبيب.
أحماض أمينية
وأعلن العلماء الألمان من معهد فراونهوفر للعلاج الخلوي والمناعي(IZI)في لايبزغ (شرق) أنهم اكتشفوا بديلاً للمضادات الحيوية قد يحدث ثورة جديدة في عالم مكافحة الجراثيم. ويفترض أن تكون هذه المواد أحماضاً أمينية طبيعية، ولكنها قادرة على قتل البكتيريا والفطريات والطفيليات، بل وحتى بكتيريا الفم المسؤولة عن تسوّس الاسنان.
وذكر البروفيسور اندرياس شوبيرت، رئيس مجموعة العمل التي أعلنت عن الاكتشاف، أنهم نجحوا حتى الآن في فصل وأرشفة 20 نوعاً من هذه الأحماض الأمينية القاتلة للجراثيم بمختلف أنواعها، وهي بروتينات(بيبتايد) ذات سلاسل قصيرة. واثبتت هذه المواد قدرتها على قتل أنواع خطيرة من البكتيريا مثل الايشيريشيا كولي وعصيات كوخ وستريبتو كوكوس اوريوس (التي تعتبر من أهم مسببات الالتهابات في المستشفيات)، وبكتيريا ستريبتوكوكوس ميوتانز التي تعيش في فم الإنسان بشكل طبيعي وتعتبر من أهم مسببات تسوّس الأسنان. هذا عدا عن تأثيرها القاتل على الخمائر والفطريات وأنواع معينة من الفيروسات.
وأشار شوبيرت أنهم توصلوا في خطوة أولية إلى عزل سلاسل بيتايد قاتلة للبكتيريا والفطريات، ثم طوروا في خطوة لاحقة عدة أنواع قاتلة لأنواع معينة من هذه الجراثيم، ثم جربوها مختبرياً على مستنبتات من هذه الجراثيم. تم أيضا تطوير بيتبايد خارق لجدران العديد من أنواع الفيروسات، وهو ما يبشر بأنواع جديدة من الأدوية المقاومة للانفلونزا وبعض الأمراض السرطانية التي تسببها لفيروسات. والمهم في هذه الأحماض الأمينية، حسب رأي الباحث، هو أنها لا تهاجم الخلايا السليمة وتستهدف الجراثيم تحديداً.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com