شويخ: الزواج أسمى وأعمق العلاقات الإنسانية
أبو الخير: من حق المرأة اختيار شريك الحياة
عوض: المجتمع العالمي يشهد اهتمامًا متزايدًا بالمرأة وقضاياها
كتبت: ميرفت عياد
نظمت لجنة علم النفس التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، مؤتمرًا تحت عنوان "الواقع النفسي الاجتماعي للمرأة المصرية" وذلك بمقر المجلس، شارك فيه كل من الدكتورة "هناء شويخ" -مدرس علم النفس بجامعة جنوب الوادي، والدكتورة "أميمة أبو الخير" -مدرس علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والدكتور "شريف عوض" -مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة.
شريك الحياة
تحدثت الدكتورة "هناء شويخ" عن العلاقات الزوجية كأسمى وأعمق العلاقات الإنسانية، وهى الدعامة الكبرى التى يقوم عليها بناء الاسرة فى المجتمع، وتتشكل هذه العلاقة من العديد من المقومات التي تحدد مدى نجاها، ومنها صفات شريك الحياة، والحب، والتعاطف، والرضا، والمستوى الاقتصادي، والاجتماعي، وتبادل الأفكار والآراء، والنضج الانفعالي، وتقدير الذات، وغيرها، كما تؤكد الدراسات أهمية مواصلة البحث في العوامل التي تقف خلف اختيار شريك الحياة، لا سيما بين الشباب.
الخلية الأولى
وتشير الدكتورة "أميمة أبو الخير" إلى أن المجتمع يعاني من النظرة الذكورية والأبوية، كما أن النساء مازلن يعانين من العديد من المشكلات الناتجة عن عدم التكافؤ في توزيع القوة والفرص في المجتمع، على أساس النوع الاجتماعي، ويبلغ الأمر ذروته عندما يتعلق بأدق الأمور الشخصية والمصيرية للمرأة، وهو حقها في اختيار شريك الحياة، وتكوين أهم مؤسسة اجتماعية وهي الأسرة، التي تمثل الخلية الأولى في المجتمع.
وقالت أبو الخير أن العديد من الدراسات والبحوث تكشف الانتهاكات التي ترتكب بحق المرأة، سواء كان زواج قاصرات، أو زواج مصريات من أجانب، أو إرغام المرأة على الزواج من أحد أفراد العائلة، فكل هذا يعد عنفًا يمارس تجاه المرأة، ويعد انتهاكًا لحقها في اختيار شريك الحياة، إضافة إلى المشكلات المترتبة على الزواج، وتحكم الزوج في كثير من الأمور الحياتية للمرأة، كالحرمان من العمل، أو التحكم في الدخل، أو الميراث، أو القيود التي تفرض بشكل عام على علاقاتها الاجتماعية، مشيرة إلى أن العديد من النساء يعانين من هذه المشكلات، على الرغم من المناداة بحرية المرأة، وتمكينها على جميع الأصعدة في المجتمع.
اهتمام عالمي
بنظرة إيجابية يقول الدكتور "شريف عوض" أن المجتمع العالمى يشهد الآن اهتمامًا عالميًا متزايدًا بالمرأة وقضاياها، ومن أهم مظاهره إعلان العقد من عام 1975 إلى عام 1985، عقدًا عالميًا للمرأة، بهدف تحسين أوضاعها، وبصفة خاصة في الدول النامية، إلى جانب عقد المؤتمرات الدولية المعنية بشئون المرأة، ومنها المؤتمر الدولي الأول للمرأة، الذي عُقد في ولاية مكسيكو سيتي 1975، ثم المؤتمر الدولي الثاني الذي عقد بكوبنهاجن بالدانمارك 1980، يليه مؤتمر في نيروبي 1985، أما المؤتمر الدولي الرابع فعقد في بكين عام 1975، وكان شعاره "من أجل المساواة والتنمية والسلام"، وقد أثمرت هذه الجهود الدولية في صياغة مبادئ أساسية ومعايير دولية مقبولة، حول حقوق المرأة السياسية والمدنية والقانونية، بحيث صارت تمثل الحد الأدنى الذي يجب أن تلتزم به الدول والمجتمعات، لتحسين أوضاع المرأة المتردية في مختلف مستويات صناعة القرار، والسياسات العامة.
تمييز النوعي
ورغم أن ما ذكره . "عوض" يدعو للتفاؤل إلا أنه بنظرة موضوعية يضيف: رغم كل الجهود والمؤتمرات المنعقدة من أجل رفع الظلم عن كاهل المرأة، إلا أن الواقع المجتمعي يشهد حالة من التردي في أوضاع المرأة العربية بصفة عامة، والمصرية بصفة خاصة التي تعاني من الاستبعاد الاجتماعي والتهميش، بدلاً من التمكين، و يعود السبب الأول والرئيسي لهذا الوضع إلى التنشئة الاجتماعية التي تتلقاها المرأة المصرية، على أساس النوع، فالمرأة المصرية تعاني تناقضًا معرفيًا، بين ما هو سائد ومنتشر في المجتمع، وبين ما تكتسبه من معارف وأساليب تربوية. مشيرًا إلى أن أساليب التنشئة السائدة في المجتمع تأتي من منظومة الثقافة، التي تعتمد على مفاهيم الفصل النوعي في الأدوار، وتباين العلاقات بين الذكور والإناث منذ الطفولة، هذا إلى جانب تبني فكرة أولوية تعليم الأولاد عن البنات. كل ذلك يتم في عملية التنشئة الاجتماعية، التي تقوم بها المرأة ذاتها، والتي ترسخ بداخلها الموروث الثقافي، الذي أدى إلى قناعتها بوضعها المتدني، وضعف نشاطاتها العامة، وأولوية أدوارها في الأسرة كزوجة وأم فقط.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com