ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الكاريكاتير في"مصرالقديمة" من التعليم والإرشاد إلي الإسقاط الاجتماعي والسياسي

تريزا سمير | 2010-12-24 00:00:00

"أنجي فايد":  رسومات  الكاريكاتير في مصر القديمة تداعب العقل وجعلتنا نؤمن بتفوق المصري في التعبير عن أحواله وحياته بطريقة غير معتادة ...مرحة ...ساخرة.
"شاهين":  الحضارة المصرية القديمة لا تتميز بالنكد أو الاهتمام بالآخرة فقط بل بحب الحياة.
"عمرو فهمي" : الكاريكاتير ذات الصوت العالي  دائمًا ضعيف .

كتبت: تريزا سمير
تحت رعاية الأمين العام للمجلس العالي للآثار نُظمت ندوة بعنوان ((الفنان المصري القديم –إبداعات مستمرة ))،  وتم عرض من خلالها فن كاريكاتيري للفنان"ثروت مرتضي" والفنانة"نسمة إبراهيم".
وفي البداية تقدمت"أنجي فايد"مدير التنمية الثقافية للمجلس العالي للآثار بالشكر للحضور، وشكر خاص لكل من الأستاذ الدكتور"علاء شاهين"والفنان"عمرو فهمي"والفنان"ثروت مرتضي" .

كما تحدثت"فايد"عن المنظومة الإبداعية التي بدأت من الحضارة الفرعونية القديمة، واستمرت إلي يومنا هذا  في تقدم ورقي وإبداع واضح، مؤكده بأن الفراعنة هم أصل الكاريكاتير وهذا الفن له مدارس وأنماط مختلفة كما أن له قصة أصيلة في الحضارة الفرعونية  .....ومن هنا بدأت حكاية الفن الكاريكاتيري، فمنذ أربعة آلاف سنة قبل الميلاد تعمق في تاريخ المصري القديم بمختلف فنونه وموضوعاته، وهذا يؤكد ريادة المصري في ابتكاره ومعرفته لأقدم العلوم .

وأشارت"فايد"إلي أن هناك الكثير من البرديات ذات الرسومات بآليات فنية مختلفة، وفي ذاك الزمان –و تعد مبتكرة فنرى بدلاً من تصوير المصري القديم  رجال أو نساء يتم تصويرهم بالقطط والفئران، مشيره إلى أن هذه الرسومات تداعب العقل، وجعلتنا نؤمن بتفوق المصري في التعبير عن أحواله وحياته بطريقة غير معتادة ...مرحة ...ساخرة ..وتحوي بكل ملامحها علي متعة بصرية، وطريقة مسلية للتفاعل المهني والبصري مع الثقافة والفنون .

وفي سياق متصل؛ أكد الأستاذ الدكتور"علاء شاهين "أستاذ الآثار المصرية وعميد كلية الآثار الأسبق جامعة القاهرة علي أهمية  فن الكاريكاتير، موضحًا أنه على الرغم من انه يحمل سخرية إلا انه فن راقي وله معني .

وأوضح أن الكاريكاتير يحمل نقد ولكنه نقد بناء وليس هدام،  فقدم المصري القديم عدة نماذج للكاريكاتير فمن خلال  هذا الفن قدم تعليم وإرشاد، فتضمنت الرسومات تعاليم"خيتي بن داوف"لابنه"بيبي"من أوائل الأسرة الثامنة ربما من أصل إقطاعي، وأشار إلى أن هناك نماذج من الكاريكاتير الاجتماعي وكانت نصائح من الحكيم آاني (( لا تلزمن نفسك من باب الفخر بأنك تستطيع أن تشرب أبريق من الجعة فانك بعد ذلك تتكلم ويخرج من فيك قولاً لا معني له )) وهذا النص يعتبر نصيحة للابتعاد عن الخمور،  ووضح"شاهين"أن المصريين لا يصفون بالتعالي، ولكن  تتميز باستخدام الاستهزاء .

تميز الفنان المصري القديم بالجراءة في التعبير
ويضيف"شاهين"بأنه كان هناك دور الفنان المصري القديم في التعبير بحرية عن ما يحدث في محيطة، فكان يسمح للنحاتين والمصورين أن يعبروا برسوماتهم الساخرة عن أعدائهم المهزومين والسخرية من قوتهم، وحفظت لنا بعض التصاوير الهزلية، خاصة من عصر الرعامسة، كما وجد القوم مجالاً واسعًا في التصوير للتعبير عن حبهم للمرح وللدعابة ، وهذا يدل أن الحضارة المصرية القديمة لا تتميز بالنكد أو الاهتمام بالآخرة فقط بل تمتعوا بحب الحياة

الكاريكاتير المصري القديم كان إسقاطًا للحياة الاجتماعية والسياسية
ومن جهة أخرى؛عرض"شاهين"نماذج للكاريكاتير في الحضارة المصرية القديمة التي تؤكد استخدام الإسقاط السياسي، وخاصة من الفنان"انازاك"ففي مشهد للراعي والرعية توجد لوحة فنية تعبر عن  وجود تناقض كبير بين الحاكم والمحكوم، وبين الضعيف والقوي، فيوجد باللوحة منظر للوزة وهي تغلب القط وهذا لا يحدث مطلقًا .

 كما تساءل شاهين هل الشعب الضعيف يثور علي الحاكم القوي، فهناك الكثير من النقد في هذه اللوحات فعلاقة الماعز والثعلب علاقة مختلفة من خلال البردية التي تحمل صورتهما وهما يقوموا باللعب بالضامه بين الليث والغزال، كما أن هناك لوحة يرسم عليها حمار ويقوم الحمار بالغناء وأصبح مطربًا وعازفًا مبدعًا، وهذا يؤكد أن هناك إسقاط اجتماعي سياسي يصور الفوضى، هذا إلى جانب بردية أخرى تحتوي علي منظر لهجوم الفئران علي قلعة تحميها قطط وهذه يمثل تناقض آخر، مؤكدًا علي وجود هذا الإسقاط في الواقع الفعلي، فهذا لا يعتبر فقط خروج عن الواقع ولكنه  يقلد الموجود بحس سياسي .

وعلى الجانب الآخر؛ أضاف الفنان الكاريكاتيري"عمرو فهمي"أن هناك جينات مصرية قديمة تصل إلى الآن، وظهرت عند الفنان"محمد عبد المنعم رخا"وهو أول من رسخ  فن الكاريكاتير، بجانب"عبد السميع"، و"مصطفي حسين"، و"صلاح جاهين"، موضحًا أنه للفن الكاريكاتيري جانبين فهو مادة للتنفيس، فمن خلاله يخرج ما بداخل الفرد من كبت حتى لا يكون هناك احتقان، بالإضافة إلى  وجود جانب تحفيزي  للناس .
وأكد"فهمي"علي أن الكاريكاتير ذا الصوت العالي دائمًا ضعيف، فمن خلاله يتم توصيل فكرة معينة ولكن بطريقة غير مباشرة، فلا يمكن أن نرسم أشخاص بعينهم ولكن نقوم برسم رموز تعبر عنهم .

 وفي الختام؛ تم افتتاح معرض الفنان"ثروت مرتضي"قدم من خلاله مجموعة من كاريكاتيرية فرعونية،  والفنانة"نسمة إبراهيم"التي قدمت لوحات فنية رائعة لفيلم"الأرض" .

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com