ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الريادة المصرية فى إلغاء «الذمية»

سليمان شفيق | 2016-09-08 22:07:50

سقطت الجزية واقتربت المواطنة والمساواة.. ولكن بقيت النظرة الذمية فى بناء الكنائس

أسقط محمد على باشا كل أنواع معاملة الأقباط كأهل ذمة، وسمح لهم ببناء الكنائس، وحمل السلاح والانخراط فى الجيش، وعيّنهم فى رتب بالجيش، ومديرين لمديريات «أى محافظين»، ونظارًا «أى وزراء»، وقام محمد سعيد باشا 1855 بإلغاء الجزية عن المسيحيين، والتى فرضت عليهم منذ 641 م بعد دخول عمرو بن العاص مصر، ومن ثم كانت مصر رائدة بعد أن كان حال المسيحيين المصريين من أتعس وأحط الأحوال، وكانت للحكم العثمانى أحكام، مثل حرمان غير المسلمين من ركوب الخيل، وعدم لبس ثياب ملونة، وصوم رمضان، والسير يسار الطريق، وعدم تسمية أولادهم إلا بأسماء معينة، وإجبارهم على ارتداء صليب حديد كبير على الرقبة، وكان يترك أثرًا فى الرقبة، ومن ثم سُمى المسيحيون «عضمة زرقاء»، وتلاها الإصلاح العثمانلى.
 
ولكن نتيجة الريادة المصرية والظروف العالمية، ففى عام 1856 قام السلطان العثمانى عبدالمجيد بعمل إصلاحات سميت الخط الهمايونى:
أولًا: المساواة بينوإبلاغ، إبلاغ فقط، وليس لأخذ الموافقة.
 
ثالثًا: السلطان شخصيًا وفقط له الحق فى ترخيص بناء وترميم الكنائس والمقابر الخاصة لغير المسلمين.
رابعًا: إعفاء الكنائس من الضرائب والمصروفات.
 
خامسًا: تشكيل مجلس مكون من رجال الكنيسة «كهنة أو رهبان»، ورجال من خارج الكنيسة «مسيحيين غير الرهبان والكهنة»، لإدارة شؤون الملة، والمعروف باسم المجلس الملى، مثل المجلس الملى القبطى الأرثوذكسى، والمجلس الملى الكاثوليكى.. إلخ.
سادسًا: عدم إجبار أى شخص على ترك دينه.
 
سابعًا: محو كل الألفاظ التى تمس فئة من الناس، مثل الدين أو الملة.
ثامنًا: يكون التعيين فى مناصب الدولة المدنية والعسكرية للكفاءة بدون تمييز فى الدين.
تاسعًا: إلزام كل المواطنين بالخدمة العسكرية.
 
عاشرًا: تكون الدعاوى القضائية بين المسيحيين والمسلمين فى دواوين خاصة «محاكم» يرأسها قضاة من الطرفين.
لكنّ كلًا من الأسرة العلوية والإصلاح العثمانلى «الهمايونى» لم يستطيعا أن يتخطيا عقبة «الذمية» فى بناء الكنائس، وكانت كلمة السر رقم «10»، فالعهد العمرى ذكر عشرة شروط، والخط الهمايونى ذكر أيضًا عشرة شروط لبناء الكنائس، والعزبى باشا 1934 ذكر أيضًا عشرة شروط، وحتى القانون الأخير لبناء الكنائس 2016 عشر مواد!
 
سقطت الجزية واقتربت المواطنة والمساواة، لكن بقيت النظرة الذمية فى بناء الكنائس من الخليفة عمر بن الخطاب 15 5 هجرية، للخليفة عبدالمجيد 1856 ميلادية، إلى العزبى باشا 1934، وأخيرا د. مجدى العجاتى 2016.. ترى لماذا؟
 
يعود ذلك لظروف اشتراك مسيحيى المشرق مع جيوش بيزنطة فى الحروب الدينية الإسلامية المسيحية، فعوملوا كأهل ذمة، ولم تُراعِ هذه النظرة المسيحيين المصريين الأقباط الذين لم ينخرطوا فى القتال ضد جيوش الفاتحين، بل رحبوا بها.
نقلا عن اليوم السابع

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com