كتبت: حكمت حنا
أكد الدكتور "يوسف القرضاوي" -رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين- رفضه أن يحاول الشيعة الدخول إلى أوساط المسلمين في الدول السنية، مثل مصر، لأنهم مهما استطاعوا أن يكسبوا عشرات الأفراد، فسيواجهون عداء المجتمعات بأكملها، كما أن عليهم البعد عن الأشياء المستفزة التي تمس العقيدة، محذرًا مما أسماه "مصيبة" واصفًا ما يحدث بين السنة والشيعة، في العراق ولبنان.
وبحسب "اليوم السابع" قال القرضاوي: مازال المسلمون متحمسون للموت في سبيل الله، لكن لا يجب أن يكون ذلك ضد بعضهم، وإنما على من سواهم، كما أن قوة التنظيم الشيعي تكمن في حرية علماءه، على عكس السنة الذين تحولوا إلى موظفين لدى الدولة، مستنكرًا قمع الحريات الدينية، التي تعاني منها الدول الإسلامية، والتي تمنع قيام أحزاب دينية.
وردًا على تلك التصريحات قال الكاتب الشيعي الدكتور "أحمد راسم النفيس" لـ"الأقباط متحدون" أن كلام الشيخ "القرضاوي" كرره مرارًا وتكرارًا، واتهم القرضاوي بقيادة حملات إعلامية ضد الشيعة في 2006 و2008، مؤكدًا وجود احتفاء رسمي من قبل جهات معينة (لم يذكرها)، استخدمته من أجل هذه التصريحات، ولم يقابل بعدها بالعرفان، حيث تلقى مجموعة من الإهانات والتدخل في قضاياه الشخصية مكافأة له على الدور الذي قام به في تأجيج نيران "الفتنة المذهبية".
ووصف "النفيس" "القرضاوي" بأنه "رجل يعيش خارج التاريخ" لأنه لو التفت يمينه أو يساره لرأى المواقف التي قام بها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الذي حضر الاحتفال بـ"عاشوراء الحسين"، لأنه لكل المسلمين، وهذا أمر طبيعي ومنطقي، لكنهم اعتبروه عكس ذلك.
وواصل النفيس: عندما قام "أردوغان" بإرسال قوافل إغاثة لغزة عند الحصار الإسرائيلي، كان عندهم المثل والقدوة، لكن يبدو أن مواقفه لا تسير في هذا النفق
الانغلاقي الضيق الذي يعيش فيه "القرضاوي" والبعض الآخر من أصحاب الفكر الوهابي، الذي يحرص على إغلاق الأبواب في مواجهة الفكر الشيعي.
مشيرًا إلى أن الأفكار التي يقودها "القرضاي"، وبعض المتشددين على -حد تعبيره- وأصحاب الفكر الوهابي تدل على عمق الأزمة التي يعيشونها.
وأضاف "النفيس": في حملة سبتمبر 2006 التي قادها القرضاوي بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان، صرح بأنه لن يسمح لنصر الله بنشر المذهب الشيعي في بيروت، رغم أنها كانت مدمرة وقتها، ولم تكن القضية نشر المذهب الشيعي، كما أن التصريحات "المتشنجة" التي يصرح بها "محمد عمارة" والشيخ "القرضاوي" تصب في اتجاه المصالح الأمريكية والإسرائيلية، دون مراعاة مصالح الشعوب كما يدعون.
وأكد "النفيس" في نهاية حديثه على أن وجود العرب باختلاف مللهم ومذاهبهم، يرتبط بنبذ فكرة التطرف، ورفض الآخر، والمختلف دينيًا ومذهبيًا، لأنه سبق فشل هذه الأفكار.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com