قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف أن مفهوم "أهل السنة والجماعة"، الذي كان يدور عليه أمر الأمة الإسلامية قرونًا متطاولة - نازعته في الآونة الأخيرة دعاوى وأهواء، لَبست عمامته شكلًا، وخرجت على أصوله وقواعده وسماحته موضوعًا وعملًا.
وأكد أنه صار مفهومًا مضطربًا، شديد الاضطراب عند عامة المسلمين، بل عند خاصتهم ممن يتصدرون الدعوة إلى الله، لا يكاد يبين بعض من معالمه حتى تَنبهِم قوادمه وخَوافيه، وحتى يصبح نهبًا تتخطفه دعوات ونحل وأهواء، كلها ترفع لافتة مذهب أهل السنة والجماعة، وتزعم أنها وحدَها المتحدث الرسمي باسمه.
وأوضح أنه كانت النتيجة التي لا مفر منها أن تمزق شمل المسلمين بتمزق هذا المفهوم وتشتتِه في أذهان عامتهم وخاصتهم، ممن تصدروا أمر الدعوة والتعليم، حتى صار التشدد والتطرف والإرهاب وجرائم القتل وسَفك الدماء.
جاء ذلك خلال كلمته بمؤتمر "مَن هم أهل السنة والجماعة" بالعاصمة الشيشانية "جروزني"، وذلك بحضور جمع من علماء الأمة من مختلف أنحاء العالم، تحدث خلالها عن توصيف منهج أهل السنة والجماعة اعتقادا وفقها وسلوكا وأثر الانحراف عنه عن الواقع.
وأشار فضيلته إلى أن اضطراب مفهوم "أهل السنة والجماعة" أطمع آخرِينَ من المتربصين بهم بتصويب سهامهم نحو هذا المفهوم وتشويه سيرته، والافتراء عليه بأنه المسؤول عن الجرائم الإرهابية التي تقترفها الجماعات التكفيرية المسلحة، وهؤلاء المفترون هم أول من يعلم أن هذه الجماعات التكفيرية، بتصرفاتها البشعة المنكَرة لا تمت إلى "أهل السنة والجماعة" بأدنى سبب، وأن هذه الفئة، اتخذت من هجومها على مفهوم أهل السنة والجماعة غطاء لتحقيق أغراض سياسية ومكاسب طائفية وأطماع توسعية لإذكاء نوازع الفرقة بين المسلمين.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com