ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

صديقتي الطيبة هدية السماء

أماني موسى | 2016-08-09 00:00:00

بقلم - أماني موسى

 عرفتها دوما حنونة تتمتع بطيبة لم تعد موجودة بين الكثيرين، على الرغم من قناعها الصلب الذي يغلف الخارج إلا أن داخلها كان أنقى وأطهر من كثيرين مدعي تدين.. معطاءة هي، تسعى بكل طاقتها لإسعاد من تحبهم... صديقتي الوحيدة حماكي الله وسدد خطاكي بالنجاح واسعد قلبك الطيب يا حبيبتي.
ظاهرة غريبة ومؤسفة أننا تحولنا إلى كائنات إلكترونية في كل حاجة، كائنات إلكترونية في التعبير، في التفكير، في المشاعر، كائنات إلكترونية حتى في الواقع!
 
تلاقي واحد بيعزي واحد على حالة وفاة بكلمات مؤثرة مرفقة مع كم وش "إيموشن" وشكل حزين أو ربما وش دموع!!! 
السؤال هنا: هل المنتقل هينزل يعملك لايك عالكلمات المؤثرة اللي أنت رازعه بيها دي؟ أهل المنتقل ومحبيه هيشعروا بـ "لايك" مثلا على الاستيتس العظيمة بتاعتك؟ أنهي الأوقع أني أهلل عالفيس وأحصد لايكات وكومنتات قميئة على إنسانيتي المريضة ولا أني بهدوء من غير هيصة وضجة انزل وأشارك وأعزي وأطبطب؟
 
أنهي اللي أسرة المنتقل المكلومة محتاجاه ستيتس عظيمة وكتابات مؤثرة ولا حضن لدموعه، ودن تسمع كلماته الغير مرتبة وآناته الغير منطوقة، وإيد تطبطب على ضهره المحني وتاخد بإيده يقوم من تاني؟ وصلاة لروحه الموجوعة عشان تحس بسلام وقت الألم والاختبار؟
بقينا "مسخ إلكتروني" بنعبر عن مشاعرنا بأشكال جامدة مالهاش أي معنى حقيقي، تلاقي اللي عندها مشكلة مع خطيبها ولا جوزها تكتب لك "feeling angry" مع وش حزين ، هو أنهي الأجدى.. أنكوا تتناقشوا في المشكلة اللي بتواجههوها وتحاولوا تجدوا حل وأرضية مشتركة تقفوا عليها ولا إنك تسيحي عالفيس وتحصدي لايكات ولا مصمصة شفايف آخرين ولا فرح وشماتة فريق تالت؟ دة غير طبعًا أن الجمهور العريض مالوش أي دعوة بعلاقة اتنين، ومفيش أي نفع هيعود عليهم بمعرفة تطورات أزمتكم العقلية والعاطفية.
 
أكم من ناس تلاقيهم مغدقين على بعضهم بكلمات حب مزيفة على عالم الإنترنت وأنت في الواقع تعرفهم جيدًا وتعرف طبيعة علاقتهم وكمية كراهيتهم لبعض؟ 
 
الحب الحقيقي مش فيسبوك ، مش كلمات مؤثرة، الحب الحقيقي أفعال ، الحب الحقيقي محتاج مجهود لكن مكلف، فالناس بتختار الطريق الأسهل، الحب الأسهل حب الكلام.
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com