رفض الداعية التركي المعارض، فتح الله جولن، الاتهامات الحكومية له بالتورط في الانقلاب العسكري، مبديا استعداده لمواجهة حبل المشنقة بحال ثبوتها.
وقال جولن إنه "يخشى لقاء ربه" بحال دعم الانقلاب، ولكنه دعا بالمقابل الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الخوف من "ملاقاة ربه بذنوبه" وفق تعبيره، واصفا العملية الانقلابية الفاشلة بأنها "سيناريو هوليوودي" فتح الباب أمام تنفيذ خطط الرئيس التركي.
وطالب جولن في مقابلة له مع مذيع CNN، فريد زكريا، بفتح جهة دولية تحقيقا حول ما اذا كانت له يد أو صلة مباشرة في مخطط الانقلاب بتركيا، موضحا أنه إذا ثبت أنه قال أي شيء لأحد شفهيا أو عبر اتصال هاتفي أو أن عُشر التهم الموجهة بحقه صحيحة فسيحني عنقه ويقول: أنتم على حق ولتقتصوا مني وتشنقوني، ولكنني أقول بثقة أنني لم أتحدث مع أحد حول الانقلاب ولم اتصل بأحد هاتفيا.
وأشار جولن إلى احتمالية أن يكون بعض السُذج الذين تعرضوا للخداع وهم من المتعاطفين معه أو يظهر أنهم كذلك أو أنهم وعدوا بالحصول على مكافآت إن قالوا أمورا معينة. "هؤلاء لا أعرف عنهم شيئا ولا يمكنني قول شيء عنهم، ولكن يمكنني القول أن طرد الآلاف من وظائفهم بعد يوم واحد على الأحداث يمثل دليلا على القرارات الاعتباطية التي اتخذتها السلطات"، ويؤكد أنها كانت قد صنفتهم بشكل مسبق وحددتهم وكانت تنتظر وقوع سيناريو مشابه للعملية. هذا ما يدلنا عليه المنطق والتفكير السليم.
واستنكر جولن ما اشيع حول توتصله مع رئيس الأركان التركي قائلا:" أعوذ بالله أن أكون قد تحدثت إلى رئيس الأركان. على المرء توجيه السؤال إليه: هل تحدث معي عبر الهاتف، هل أرسلت له رسالة عبر أحد؟ هل حصل على أي وثيقة مكتوبة أو موقعة مني؟ أنا لا أعرفه عن كثب ولكن بحسب ما أعرف عنه فهو رجل نزيه ولا أظن أنه سيقول غير الحقيقة. لذلك أرى توجيه السؤال إليه وأظن أنه بحال خدعه أحدهم وقال له أشياء أخرى فيجب التحقيق في الأمر.
من ناحية أخرى يرى جولن إن القوى القومية المتطرفة خططت للانقلاب ووضعت بعض المتدينين في المقدمة من أجل تشويه صورتهم على أمل أن يساعدهم ذلك في حشد التأييد الشعبي، هذا ما قاله البعض. في الواقع لقد قال الرئيس بنفسه إن ما حصل كان أشبه بهبة من الله ستسمح له بالقيام بما يريد وبكل سهولة.
كما يرى جولن أن مزاعم تخطيط أردوغان للانقلاب العسكري، ما هي إلا اشاعات سخيفة ومهينة، وانه يفضل أن يشرب عدوه من دمه، على أن يلقي ربه وهو يتهم أحد بهذه التهمة تهمة فالله هو من سيحاسبه بحد تعبيره.
وأكد جولن أنه ضد الانقلابات، بل ويلعنها ويلعن كل من يشارك في انقلاب ضد الديمقراطية والحرية والجمهورية. هذا هو موقفي.
ووجه جولن رسالة لأردوغان مفادها:"أنا فقط أدعو له ألا يقابل ربه وهو يحمل كل تلك الذنوب التي ارتكبها".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com