بقلم:سوسن ابراهيم عبد السيد
تعددت الاراء فى موضوع زيادة الاحتقان الطائفى فى المجتمع المصرى....البعض ارجعه الى المناهج التعليمية و البعض الاخر الى وسائل الاعلام المختلفة و ما تبثه عدة قنوات من فتاوى و سموم و البعض انحاز الى فكرة سلبية الاقباط و عدم اشتراكهم فى العمل المجتمعى و تقوقعهم داخل جدران الكنيسة و الكثيرون اتفقوا على اجتماع كل تلك العوامل معا و غيرها الكثير مما ادى فى النهاية الى ما وصلنا اليه ...
و حينما وضعنا ايدينا على كل تلك الاسباب سارع المخلصون الى هذا الوطن و الذين يسعون بجد و اجتهاد على تماسك كل المواطنين فيه بدون استثناء الى ايجاد الحلول التى تساعد على رأب هذا الصدع حتى لا نصبح لبنانا ثانية او عراقا اخر لا قدر الله....و بداءوا فى السعى الدؤوب على اقامة المؤتمرات و المناقشات الموضوعية لتصحيح ما وجب تصحيحه و تحقق ذلك على ارض الواقع بأغلاق القنوات التى من شأنها اثارة البغض و الضغينة ...ثم تنقيح بعض المناهج الدراسية و ادخال مواد تعمل على انماء روح التأخى بين التلاميذ ليشبوا على قبول الاخر ...و قامت بعض الصحف بحظر نشر مقالات لشخصيات تركت اثرا سلبيا بأفكارها المغلوطة على قاعدة عريضة من الناس ....و على الرغم من ان هذه الخطوات تبدو فى ظاهرها بطيئة جدا و ثمارها تكاد تكون غير ذات فاعلية فى الوقت الحاضر..الا اننى على يقين ان ما تم هدمه فى سنوات لابد و ان يستغرق الكثير من الوقت فى البناء.
و هالتنى مقالة فى احد الصحف القومية لكاتب لم اسمع عنه من قبل و قد بدت لى منذ الوهلة الاولى ان اقل ما توصف به انها دعوة تحريضية لخراب و هدم كل ما هو جميل و تقويض لكل الخطى الحثيثة التى يسعى اليها الشرفاء ...و لا ادرى هل اصبح من المعتاد الان لكل من اراد الشهرة ان يعمل جاهدا على نشر افكار تخريبية و مسمومة من شانها تدمير المجتمع و الوطن ام ماذا؟...فلقد تناول كاتب المقالة بأسلوب ركيك للغاية موضوع حادث كنيسة العمرانية و قام بالهجوم على الاقباط كافة قالبا كل الحقائق متهما الدولة و الامن و كل شركاء الوطن من المسلمين بأنهم بسكوتهم على تطاولات الاقباط كان الحادث هو سببا !!!!!!
ثم افرد سيادته حججه اللوذعية التى يبرر بها وجهة نظره فهو يرى ان تعامل المسلمون ما هو الا"طبطبةو دلع و مدادية"....و الحقيقة انا استعجب جدا اولا من استخدام تلك الالفاظ التى لا تمت للغة العربية بصلة و تدل على ضحالة تفكير متناهية....ثانيا مما حدث بالفعل و لا اجد فيه شيئا من الصحة ...فهل قتل شخصين و القاء القبض على اكثر من مائة و خمسون شخصا ووقف البناء فى دور عبادة هو نوعا من "الدلع و المدادية؟"
و لم يكتف الكاتب بذلك بل تخيل ان من اوحى لشعب الكنيسة بالقيام بالمظاهرة هم اباء الكنيسة من القساوسة و استدعاء اشخاص اخرين من الصعيد للاشتراك فى تخريب المنشات الحكومية و يؤكد على فكرة وجود اسلحة بالكنائس ثم يستطرد فى شرح كيفية اعتبار قداسة البابا شنودة المحرض الاول و منذ سنوات على اذكاء روح الفتنة الطائفية بين الاقباط و المسلمين...
وابل من الاتهامات ترد الى صاحبها قبل ان ترد الى المسيحيين ...و لست هنا بصدد الدفاع عما نسبه هذا الشخص لان الوقائع و ما حدث بالفعل كفيل بدحض كل ما سرده و لكنى اتناول الموضوع من ناحية اخرى 1-هذه الاتهامات تعنى فى المقام الاول اتهام رجال الامن بالتقصير فى اداء دورهم
2- اتهام المسلمين بالخنوع و عدم الرد على الاعتداء المزعوم من المسيحيين ضدهم كمن يريدها حرب شوراع 3-مطالبة الكاتب و دعوته لل(العقلاء و منهم الدولة)بحسب تعبيره ان يتخذوا مواقف حاسمة و اتهامهم بالتخاذل و الدلع يعنى تقصير الدولة فى ادارة شئون المواطنين فيها و تركها لفرد من الناس يعبثون بمقدرات الامور و هى على علم بذلك مما يعد منتهى الاهمال فى التعامل مع القضايا المصيرية.
هل من الطبيعى بعد كل ورد ان يترك مثل هذا الكاتب ليبث سمومه فى جريدة قومية ؟؟ هل من الطبيعى ان اتوقع تقدما لكل المشاريع التى تعمل عليها المنظمات الوطنية من اجل التقريب بين ابناء الوطن الواحد؟؟ و مثلما هو نص القانون :البينة على من ادعى"
انا ادعوه الى ان يثبت صدق كلامه اذا كان الامن لم يقبض على احد من المتظاهرين ..
و ادعوه ان يحضر المستندات الدالة على تحريض الاباء الكهنة للقيلم باية مظاهرة...
و ادعوه ان يحضر ما يثبت ان قداسة البابا قال فى يوم ما من الايام قال ان المسيحيين فى سنة 2000 سيتساوى عددهم بالمسلمين او انه لمح انه يستقوى بالخارج فى اى حديث .
اذا كنت لا تستطيع زرع بذور المحبة فى قلوب الناس فعلى الاقل لا تساعد على نشر بذور الكراهية.
الوضع لم يعد يحتمل المزيد من اذكاء لنار الفتنة...النفوس مشحونة ..و العقول امتلأت بافكار خاطئة ..و الضغوط الحياتية كافية جدا و لا نحتاج الى المزيد ...
اناشد كل من يخاف على مصر الا يستمع الى مثل هذه المهاترات و الاكاذيب ...من يريد الوقيعة بيننا فهو ليس مننا و لكنه يعمل لاجندة خارجية هدفها الاول و الاوحد هو تفتيت هذا الوطن.
لقد نضج الشعب كفاية حتى يعرف الفرق بين الخطاب التحريضى و الخطاب المخلص...و لن تفلح كل تلك المؤمرات فى النيل من وحدتنا مهما ظهرت وجهتها الخارجية و كانها حامى الحمى .لن نسلم عقولنا لمن يفكر لنا و سياتى اليوم حين تظهر كل الحقائق و ساعتها على الباغى تدور الدوائر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com