ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

دهس «نيس» حرام.. ودهس النساء حلال

عادل نعمان | 2016-07-22 15:20:48

 الداعية الوهابى محمد حسان يقرر أن الدهس بالشاحنات حرام، وليس من الإسلام فى شىء وأبعد ما يكون عن تعاليمه (فى إشارة لجريمة دهس مواطنين فرنسيين بمدينة نيس ليلة الاحتفالات بالعيد الوطنى، وذكرى تدمير الثوار لسجن الباستيل، ومات من جراء هذا الدهس أكثر من ثمانين بريئاً، وهناك خمسون فى حالة خطيرة بين الحياة والموت، وعشرات المصابين وذلك بواسطة شاحنة يقودها مسلم مهووس من أصول تونسية يدعى محمد لحويج بوهلال). ويعزز الشيخ كلامه ويختتمه قائلاً: «هذا إسلامنا قرآناً وسنة، فمن أين جاء هؤلاء الناس بهذه الطريقة البشعة والتى تسىء للإسلام والمسلمين».

يا سيد حسان.. تتساءل من أين جاء؟

عينى فى عينك!!

جاءنا به مشايخك وتراثك العامر، وأنت تدرى وتعلم حتى لا تكون مصيبتنا فيك الأعظم!!

الدهس يا شيخ يجوز على سبيل القياس، فلا تحرم رفقة الطريق متعة الدهس، وأجِزه لهم حتى تشفى صدورهم (القياس هو إلحاق الفرع بالأصل، بأن ينقل حكم الأصل إليه، لاشتراكهما فى علة حكم الأصل).

ولا تنسَ أن السيارة لم تكن قد اكتشفت بعد، وإلا أجاز مشايخك الدهس كما أجازوا الحرق والحز والنفخ والشى، وكلها وسائل كانت أدواتها مكتشفة وحية فأباحوها وأجازوها، واستكمل الأحفاد ما استجد من وسائل التعذيب، كما حدث من الإرهابى «بوهلال»، ومن قبله الدواعش ومنظمة حماس الذين يلقون بأسراهم من شواهق العمارات، وقد كانت شواهق الجبال وسيلة رئيسية فى فنون القتل والتنكيل، وحلت محلها شواهق العمارات، لوفرتها وسهولة صعودها، بدلاً من مشقة صعود قمم الجبال.

أما عن الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، فقد أباحت كما أباح مشايخها للرجل المسلم نوعاً آخر من الدهس وفقاً لتراثها العامر، وهو دهس النساء من سبايا الكفار (العرب يسمون مضاجعة النساء دهس النساء، أو ركوب النساء أو امتطاءهن أو اعتلاءهن كاعتلاء الدابة أو دهسها كناية عن عنف العلاقة وفتوتها وفحولتها وشراستها، وإهانة الطرف المدهوس أو المركوب).

الشيخ حسان يحرّم دهس الناس تحت عجلات السيارات لأنه ليس من الإسلام، والسيدة سعاد صالح تبيح دهس النساء المهزومات المقهورات تحت عجلات الرجال بقوة وقسوة لأنه من الإسلام. ماذا تقول الدكتورة سعاد صالح عن دهس النساء من سبايا الأعداء، وهن من بنى جنسها؟

تقول د. سعاد: «إن من حق المحتل أن يغتصب ويستمتع بالنساء (المقهورات) من الشعب المهزوم على يديه استمتاعاً بهن، وإذلالاً لرجالهن». وقالت: إن الإسلام يؤيد تلك الفكرة، مضيفة أنه كان منتشراً قبل الإسلام وكان يسمى «بيع الأحرار». نشكرك يا دكتورة على هذه الفتوى التى ستجعلنا نترك المعركة لمضاجعة النساء على مفارق الطرقات كما حدث فى تاريخنا النسائى النكاحى العامر.

يا سيد محمد حسان.. السيدة سعاد صالح كانت متفقة مع ذاتها، ومع تاريخها ولم تكذب ولم تدارِ ولم توارِ سوءتنا، بل أعلنت حقيقة الفتوى التى أفتى بها مشايخنا، وارجع إلى كتب التراث وتاريخ حكامنا وفتاوى مشايخهم. ليس الأمر فيه خلاف عمّا قالته الدكتورة سعاد صالح.

يا دكتورة سعاد.. هل تقبلين إهانة نساء المسلمات ودهسهن فى الطرقات للاستمتاع بهن وإذلال رجال المسلمين إذا انهزموا؟

فإذا قبلتِ الدهس ببنات الناس فاقبليه على نسائنا، وهم الفائزون ونحن الخاسرون لأن هزائمنا بطول أرض الله وعرضها.

يا دكتورة.. هل سمعتِ عن جواز استمتاع المسلم المنتصر بالمسبية المسلمة؟

نعم سمعت وقرأت (المؤرخون يقولون إن الجيش الأموى لما دخل مدينة رسول الله بعد موقعة الحرة وقتل عبدالله بن الزبير ابن أسماء بنت أبى بكر المتمرد على بنى أمية، والرافض لبيعتهم، والتى طلبها لنفسه، قد أباحها لجنوده ثلاثة أيام دهساً واستمتاعاً).

والله لقد أخجلتمونا بالدهس والوطء والرسغ، ولا أدرى لماذا تكون مكافأة المسلم المنتصر دائماً مضاجعة النساء؟ ولم يُفتِنا أحدكم بالاستفادة من علمائهم أو المتفوقين منهم أو نقل تراثهم العلمى والثقافى والاجتماعى لحل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهذا أشرف لنا وأجدى وأنفع.

يا دكتورة.. هل وصل إلى مسامعك أن هناك قانوناً يحكم التعامل مع أسرى الحرب؟ يحميهم من الإهانات والإذلال والاغتصاب ويحافظ على كرامتهم وآدميتهم، فربما نقف يوماً نحن وبناتنا فى نفس الطابور، فنضمن كرامتنا وعرضنا وشرفنا. اقرئى عن بعض حقوق الأسرى ومعتقلى الحرب (للأسير والمعتقل الحق فى رفض الإجابة عن أى أسئلة توجه إليه من جانب السلطات التابعة لقوات العدو، وحقه أن يعامَل معاملة إنسانية، وحقه فى الرعاية الصحية والطبية، وحقه فى ممارسة الشعائر الدينية الخاصة به وفى الاتصال مع أهله وذويه، ويحفظ للأسير أن لا يمس عرضه أو يسلب ماله أو يباح دمه). هذا ما وصلت إليه الإنسانية فى حفظ حق الأسير وصون ماله وعرضه وآدميته، وهذا تراثكم الذى تدعوننا إلى اتباعه، هذا هو الفرق يا دكتورة بين الدولة الدينية والدولة المدنية. دولة تقدس تراثها مهما حمل من ظلم وتفرقة وتعالٍ بين البشر، ودولة تحترم إنسانية الإنسان مهما كان دينه ومعتقده. إن أرقى وأعظم أنواع الاحترام للأسير وللذات وللدين نفسه حين يقع الأسير فى يدك مسلوب القوة مهيض الجناح وتحترم إنسانيته وحقه، وآدميته، هذا هو الفارق بين حكم دينى ثابت عند نقطة تاريخية بظروفها ومعطياتها، وبين حكم وضعى يتحرك تبعاً لمصالح الناس واحتياجهم.

ليتكم تعلمون.
نقلا عن الوطن

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com