لم يبحث المصريون عن المعنى الحرفى لكلمة «ضريبة» فى قواميس اللغة، يكتفون بالمعنى الاصطلاحى الراسخ فى أذهانهم، والذى لا يختلف تقريباً عن معناها الحرفى «مال تفرِضه الدَّولة على المِلك والعَمَل والدَّخل».. فيكفى أن يسمع المواطن عن فرض ضريبة جديدة، حتى يبدأ فى التكهن بالسلع التى ستزيد أسعارها، بمنطق «انت ما سمعتش عن الضريبة الجديدة؟»، ولا يخلو الأمر من شائعات، يستقبلها التاجر بفرحة المنتصر، الذى سيجد مبرراً لرفع أسعار سلعه.
«بيقولوا إن الأسعار هتغلى بنسبة 2% بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة».. سرت الشائعة قوية ما استلزم تحركاً من قبل الحكومة لنفيها، وتوضيح عدم زيادة الأسعار على الأقل للسلع الأساسية وعلى رأسها المواد البترولية والبنزين، يأتى النفى ليؤكد شكوك المواطن: «هو من إمتى الحكومة صدقت.. النفى بتاع الحكومة تأكيد عندنا»، قالها سيد عادل، الموظف الخمسينى المسئول عن أسرة مكونة من 4 أفراد، لم يسمع «عادل» عن ضريبة القيمة المضافة، ولا يعرف معناها من الأساس «مش مهم معناها إيه ولا معمولة ليه، هو احنا كنا فهمنا معنى الضرايب اللى قبلها، المهم إنها هتتطبق وتزود الغلا علينا».
داخل محل العطارة الخاص به يجلس مجدى الرومى فى انتظار الزبائن، يؤكد «الرومى» أن كبار التجار يرفعون الأسعار تحت أى مسمى وما صدقوا جت حكاية القيمة المضافة زودوا الأسعار على حسها، يؤكد: «الدولار خلى التجار الكبار يزودوا السعر ولما بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبى قالوا لنا إحنا اتأثرنا ودلوقتى بيقولوا القيمة المضافة اللى لسه أصلاً ماتطبقش وملوش علاقة بالسلع الغذائية هوه السبب، كله بيستغل كله ومفيش رقابة من الأساس».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com