فى مثل هذا اليوم 10يوليو 1964م..
كتب : سامح جميل
سألتك، إذا كنت تريدين الزواج منى، طلبت منك أن تفكرى فى هذا وأننى عازم السفر إلى فيينا من أجل العمل لمدة عشرة أيام وسوف أعود لأسمع إجابتك، لم أكن قاصدا فيينا بل ميلانو «إيطاليا»، أردت أن أحدث رئيسى عنك، وأن يستوضح أمرك ويعطينى موافقته بشأنك، ووافق رئيسى فى ميلانو على أن يتحقق من أنك لا تعملين لحساب المخابرات الألمانية أو الموساد، واستغرق بحث ذلك عشرة أيام حتى تأكدنا منك، وفرحت بالنتيجة فرحة صبى صغير فى عيد ميلاده، عدت إلى فرانكفورت(ألمانيا) وفوجئت أنت بعودتى، واصطحبتك على الفور إلى باريس، وتذكرين أننى تركتك وحدك فى الفندق لمدة ثلاث ساعات فى اليوم التالى لوصولنا، كان لابد لى أن أقابل رجل الاتصالات، أردت أن أخبره بما خططته لمستقبلى فى هذه الفترة حسبما أراد أن يعرف رئيسى ومركز القيادة فى القاهرة». هكذا يكتب «جاك بيتون» الإسرائيلى، الذى هو فى الحقيقة «رفعت الجمال» المصرى، و«رأفت الهجان» فى الرواية التى حملت اسمه تأليف صالح مرسى، وتم تحويلها إلى مسلسل تليفزيونى شهير. كشف «جاك بيتون» عن حقيقته فى رسالة طويلة إلى زوجته الألمانية «فالترواد بيتون»، وأوصى بعدم فتحها إلا بعد ثلاث سنوات من رحيله، وجاءت فى كتاب «18 عاما خداعا لإسرائيل - قصة الجاسوس المصرى رفعت الجمال» الصادر عن مؤسسة الأهرام، وينقسم إلى قسمين، قسم كتبته «فالترواد بيتون» وقسم خاص بالرسالة، ويزيح الكتاب الكثير من الغموض فى قصة «الجمال»، وقصة زواجه التى استمرت 23 عاما دون أن تعرف زوجته حقيقته كمصرى عاش فى إسرائيل 18 عاما كعميل للمخابرات المصرية دون الكشف عنه. تقول فالترا: «قدم جاك نفسه إلى وإلى كل من عرفتهم باعتباره يهوديا فرنسيا ولد فى المنصورة يوم 23 أغسطس 1919، وقال إن أباه كان رجل أعمال فرنسيا عمل فى مصر، وتزوج من مصرية ولدت له ابنين كان جاك هو الأكبر، أما روبرت الأخ الأصغر فقد انتحر، وبعد وفاة أم جاك تزوج أبوه للمرة الثانية من امرأة فرنسية، ومن ثم أصبحت حياة جاك فى البيت غير مريحة مع أخته من زوجة أبيه فأثر الهروب، وكانت تلك القصة التى صدقناها دائما، لكننى اكتشفت فور وفاته أنها غير حقيقية». تتحدث عن يوم زواجهما وكان فى مثل هذا اليوم «10 يوليو 1964» فى فرانكفورت بألمانيا، والذى جاء بعد زواجهما فى إسرائيل، وحدث ذلك لأن جاك «كان قد قرر الانتقال للعيش فى ألمانيا، ومنها يتردد على إسرائيل، وباعتباره أجنبيا سيتزوج من ألمانية كان لابد أن يسجل الزواج أمام مسؤول البلدية فى «فرانكفورت»، والمثير فى هذه القصة ما يذكره عن الفترة التى عاشتها زوجته معه فى إسرائيل حتى عقد الزواج فى فرانكفورت، فهو يذكرها بتفاصيل مدهشة تؤكد كيف كانت صلاته قوية بزعماء إسرائيل، يقول: فى تل أبيب عرفتك هناك بجميع أصدقائى، أحبوك وأعجبوا بجمالك، وتذكرين أن «ديانوزير الدفاع» نفسه أتى إلى البيت ليرى «الغلطة التى ارتكبتها»، وضحكت أنا وديان مرات ومرات كلما فكرنا فيما حدث، لقد أخبرنى بأنك عندما رأيته لأول مرة ارتسمت على وجهك تعبيرات غريبة مضحكة، وعشنا وقتا طيبا فى إسرائيل، واصطحبتك فى جولاتى لتشاهدى البلد والمدن، وأرسلت فى هذه الأثناء بطاقات بريدية إلى أسرتى فى فرنسا، ولم يكن هذا سوى روتين لإبلاغ ما لدى من معلومات، ولعللك تفهمين الآن لماذا لم أصطحبك لمقابلة أسرتى فى فرنسا، واعتدت كلما سألتينى عنهم أن أقول لك أن علاقتى بهم سيئة. يضيف: «بيتون» أو «الجمال»: فى أوائل يناير 1964 قدمتك إلى جولدا مائير «رئيسة الوزراء فيما بعد» وأحبتك كثيرا، ثم اصطحبتك فى زيارة إلى بن جوريون «أول رئيس وزراء لإسرائيل» فى الكيبوتز الخاص به، رافقنا ديان فى هذه الزيارة، وبعد أن استقبله بن جوريون العجوز مرحبا، طلبت منك التجول فى الكيبوتز إلى أن نفرغ من حديثنا أنا وبن جوريون وديان.!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com