ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الدراسة عن بعد فرصة مهمة لتحقيق النجاح المهني

دويتسه فيليه - كتب:هشام الدريوش | 2010-11-30 00:00:00

الدراسة عن بعد أصبحت طريق الكثيرين من الطلبة الموظفين للحصول على شهادات جامعية
بفضل برامج الدراسة عن بعد التي تتيحها بعض الجامعات في ألمانيا أصبح بوسع الكثيرين ممن لم يسعفهم الوقت للتفرغ للدراسة بسب الوظيفة أو الأسرة، الحصول على شهادات جامعية تفتح لهم آفاقا جديدة في حياتهم المهنية.
 
بعد حصول دانا برسيموس على شهادة الثانوية العامة اختارت التأهيل المهني في أحد المعاهد الألمانية المتخصصة في اللغات في مدينة لايبزيغ بشرق ألمانيا. فالشابة الألمانية، التي كانت تبلغ آنذاك 20 عاما، فضلت في البداية التأهيل المهني على الدراسة الجامعية لرغبتها في ربح الوقت والاندماج بوتيرة أسرع في سوق العمل.

الآن، وبعد انتهاء فترة تعلمها في معهد اللغات وحصولها على عمل مناسب في إحدى الشركات، تشعر دانا برغبة شديدة في الدراسة في الجامعة؛ فهي ترى أنه "بدون شهادة جامعية، فإن إمكانية الترقي في سلم الوظيفة وتقلد مهام قيادية في الشركة يكون صعبا جدا." وتضيف دانا، التي تعمل مساعدة مدير في إحدى الشركات الدولية المتخصصة في التصدير، قائلة: "بدأت أشعر بالندم لأنني لم أختر في البداية الدراسة في الجامعة بدل التأهيل المهني".

متابعة الدراسة من أي مكان في العالم
الدراسة عن بعد أتاحت لدانا برسيموس تحقيق حلمها في الدراسة دون الاضطرار لترك وظيفتها
ولحسن حظ دانا برسيموس وغيرها من الشباب والشابات الراغبين في الدراسة الجامعية دون الاضطرار للتخلي عن عملهم، توجد في ألمانيا جامعات معترف بها من طرف وزارة التعليم تقدم برنامجا للراغبين في الدراسة عن بعد. ويمكنهم هذا البرنامج من متابعة دراستهم من منازلهم أو من أي مكان آخر ليحصلوا في النهاية، إذا ما تمكنوا من اجتياز الاختبارات بنجاح، على شهادات معترف بها تؤهلهم لتحسين وضعهم في العمل أو الترشح إلى القيام بوظائف أخرى أكثر أهمية ومسؤولية.

و كما يشرح الدكتور مارتين هايندرك كورس رئيس جامعة هامبورغ الأوروبية للدراسة عن بعد، فإنه بمجرد أن يسجل الطالب نفسه في إحدى جامعات الدراسة عن بعد، فإنه يحصل عن طريق البريد على كل المواد التي تمكنه من متابعة دراسته. و ويضيف كورس قائلا : "يمكن للطالب عن طريق موقعنا الإلكتروني تنزيل الكثير من البرامج والمحاضرات التي يحتاجها في دراسته. وعندما يقوم باجتياز كل الامتحانات اللازمة يحصل على الشهادة المطلوبة".

الدراسة بمعايير دولية
وعلاوة على ذلك يحصل الطالب على رقم سري يُمَكنه من الدخول إلى موقع جامعته على الانترنت ليتابع المحاضرات وليستفسر عن الأشياء غير الواضحة لديه. كما تخصص هذه الجامعات أساتذة مساعدين يشرفون على سير دراسة الطلبة المسجلين لديها، وتتيح لهم فرصة الاتصال بهم في أي وقت لطلب المساعدة.

ولمواكبة التطور الحاصل في مستوى التعليم الجامعي العالمي، ولتطوير قدرة خريجي جامعة هامبورغ للدراسة عن البعد على المنافسة في سوق العمل، تقدم هذه الجامعة لطلبتها عروضا للحصول على شهادات معترف بها عالميا في اللغات الأجنبية كالإنجليزية والإسبانية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهم لمتابعة دراستهم لمدة أسبوعين في واحدة من ست جامعات في الدانمارك و إنجلترا وبولندا والصين والولايات المتحدة الأمريكية. والهدف من ذلك كما يوضح كورس هو "إتاحة الفرصة للطلبة للتعرف عن قرب على خصوصية هذه البلدان وثقافاتها المختلفة. وهو ما يلعب في وقتنا الحاضر دورا جوهريا في الحياة العملية ويعطي لصاحبه امتيازات عديدة".

وليست الدراسة عن بعد في جامعة هامبورغ أو في مثيلاتها من الجامعات مفتوحة أمام الألمان فحسب، بل إن طلبة من مختلف دول العالم يمكنهم متابعة دراستهم فيها. وحتى لا يكون هؤلاء الطلبة مضطرين للسفر، خصيصا إلى مقر هذه الجامعة لاجتياز الامتحانات، فإن جامعة هامبورغ، على سبيل المثال، تمكن طلابها في الخارج من اجتياز الامتحانات في القنصليات والسفارات الألمانية وكذلك في المعهد الثقافي الألماني غوتة، بالإضافة إلى المعاهد والمدارس المعترف بها.

تحدي الجمع بين العمل والدراسة
دانا برسيموس اختارت جامعة هامبورغ للدراسة عن بعد نظرا للتنوع في المواد الدراسية التي تتيحه هذه الجامعة
وإلى جانب كون الدراسة عن بعد تساعد على كسب الوقت وتنظيمه بشكل يتناسب مع الوضع الشخصي لكل طالب، فإنها لا تخلو من مصاعب حتى بالنسبة للطلبة الألمان، وخاصة أولئك الذين يجمعون بين العمل والدراسة كما هو الحال بالنسبة للطالبة دانا برسيموس، التي تواجه صعوبة كبيرة "في إيجاد وقت إضافي للدراسة وإنجاز البحوث الجامعية بعد أكثر من ثماني أو عشر ساعات تقضيها في العمل". وإذا ما تمكنت من ذلك فإنه يكون على حساب حياتها الخاصة التي تضطر "إلى إهمالها من أجل التفرغ للدراسة".

سنتان فقط تفصلان دانا عن حصولها على شهادة الماجستير في تخصص إدارة الأعمال، وبالتالي تحقيق حلم لطالما راودها، وهو حصولها على شهادة أكاديمية تؤهلها مستقبلا لتقلد وظائف رائدة. ورغم ما يرافق ذلك من صعوبات فإن هذا الحلم ما كان ليتحقق لولا وجود جامعات تقدم دروسا عن بعد مثل جامعة هامبورغ، حيث تمكنت دانا بفضلها من أن تدرس دون أن تضطر إلى ترك عملها الذي يشكل أحد أهم مصدر عيشها.

مراجعة: أحمد حسو

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com