تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد بدء مناورات عسكرية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الامريكية.
فقد هددت كوريا الشمالية بمهاجمة قوات البلدين في حالة تجاوزهما على مياهها الاقليمية.حسب بيان لوكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية.
وقد نشرت كوريا الشمالية صواريخ ارض جو على ساحلها الغربي قرب المنطقة التي تجري فيها المناورات في البحر الاصفر.
وبدأت صباح الاحد بالتوقيت المحلي الكوري مناورات عسكرية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الامريكية قبالة الشاطئ الكوري الغربي في البحر الاصفر،وستتواصل لاربعة ايام.
وتقول الولايات المتحدة إنها تمرينات عسكرية دفاعية تهدف إلى منع كوريا الشمالية من القيام بهجمات جديدة عبر حدودها مع الجنوب.
وتأتي هذه المناورات بعد خمسة ايام على قيام كوريا الشمالية بقصف جزيرة كورية ما أودى بحياة اثنين من رجال البحرية واثنين من المدنيين.
ودعت كوريا الجنوبية سكان جزيرة يونبيونج إلى الدخول في الملاجئ بعد بدء المناورات، بيد انها عادت والغت هذه الدعوة لاحقا.
ولم يعرف السبب وراء حالة الانذار تلك الا ان تقارير صحفية اشارت الى سماع اصوات قصف مدفعي بالقرب من الجزيرة.
قلق
وادانت كوريا الشمالية هذه المناورات ووصفتها بـ"الاستفزازية"، كما عبرت الصين عن قلقها بشأن الفعاليات العسكرية التي تقوم بها القوات البحرية الاجنبية بالقرب من مياهها الاقليمية وحذرت الامريكيين من الاقتراب اكثر.
ويقول مراسل بي بي سي في العاصمة الكورية الجنوبية سيول كريس هوج إن المصادر العسكرية هناك تقول إن التخطيط للتدريبات الحربية قد بدأ قبل الهجوم الكوري الشمالي الذي اسقط قتلى في جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية. بيد أنهم اشاروا إلى أن كثافة المناورات بإستخدام الذخيرة الحية والقنابل ستزداد الان.
وتشترك حاملة الطائرات الامريكية التي تعمل بالطاقة النووية جورج واشنطن إلى جانب أربع سفن بحرية امريكية في هذه المناورات فضلا عن عدد من المدمرات والسفن الحربية والفرقاطات وسفن الدعم والطائرات المضادة للغواصات من كوريا الجنوبية.
وتجري المناورات على مسافة 125 كم إلى الجنوب من منطقة الحدود البحرية المتنازع عليها بين الكوريتين وعلى مبعدة 40 كم من الشاطئ الكوري.
ويتوقع ان تتمركز حاملة الطائرات في مسافة أبعد من ذلك جنوبا في المياه الدولية، بيد أنها ستظل من الناحية التقنية ضمن مدى الاطلاق بالنسبة للمدن الصينية.
وقال بيان من وكالة (KCNA) الكورية الشمالية الرسمية: "إذا جلبت الولايات المتحدة حاملة طائراتها إلى بحر كوريا الغربي (البحر الاصفر)، لا يمكن لأحد أن يتنبئ بالعواقب التي ستعقب ذلك".
مراسم تشييع
وكانت كوريا الشمالية إتهمت السبت كوريا الجنوبية بإستخدام المدنيين كدروع بشرية في جزيرة يونبيونج.
وقالت الوكالة الكورية الشمالية إن الجنوب كان يستخدم موت إثنين من المدنيين كدعاية، أو حسب تعبيرها "لخلق انطباع بأن المدنيين العزل قد تعرضوا لقصف عشوائي من الشمال".
وقالت بيونج يانج إنها تعرضت لإستفزاز بسبب المناورات العسكرية للجنوب التي تجري قريبا من جزيرة يونبيونج.
واضافت ان الشمال أرسل "ملاحظة عبر الهاتف" في صباح القصف "لمنع حصول الاشتباك في اللحظة الاخيرة" بيد ن الجنوب واصل "استفزازه".
وتقول كوريا الجنوبية إن رجلين في الستينيات من العمر من العاملين في الجزيرة قد قتلا في القصف.
وقد اجريت مراسم تشييع سيو جيونج-وو ومون كوانج-ووك القتليين الاخرين من رجال البحرية الكورية في الحادث السبت في المستشفى العسكري في سيونجنام بالقرب من سيول وبثت تلفزيونيا في عموم البلاد.
وقد حضر التشييع المئات من المسؤولين الحكوميين والعسكريين والسياسيين والزعماء الدينيين والناشطين والمدنيين وبينهم رئيس الوزراء الكوري الجنوبي كيم هوانج-سيك.
الدور الصيني
وقالت وكالة الانباء الصينية شينخوا إن رئيس مجلس الشعب الاعلى الكوري الشمالي جوي تاي-بوك سيزور الصين بدء من يوم الثلاثاء، بينما يواصل مستشار الحكومة الصينية زيارته للعاصمة الكورية الجنوبية لتخفيف التوتر وتجنب المواجهة بين البلدين.
وذكرت تقارير اعلامية ان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج-باك قد قال للمسؤول الصيني بأن على بكين أن تتخذ موقفا اكثر مسؤولية وعدلا من النزاع بين الكوريتين.
وطالبت الولايات المتحدة الصين الحليف الوحيد لكوريا الشمالية بزيادة ضغوطها على بيونج يانج لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وقالت الصين إن في "مقدمة أولوياتها" الحفاظ على الوضع تحت السيطرة هناك، كما بدأت بكين سلسلة من المحادثات في محالوة لتخفيف التوتر السائد في المنطقة.
على الرغم من رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الادميرال مايك مولن قد صرح انه "لا يعرف لماذا لا تضغط الصين بشكل اكثر" على بيونج يانج.
واضاف في مقابلة مع شبكة سي ان ان تبث الاحد أنه بدا ان بكين تظن انها قادرة على السيطرة على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-ايل" موضحا انه غير واثق من انه شخص يمكن السيطرة على افعاله.
وقد عززت كوريا الجنوبية عديد قواتها في يونبيونج، وقالت إنها ستغير قواعد الاشتباك لديها للسماح برد أقوى في حالة نكرار مثل هذه الحوادث.
وجاء هذا التوتر بين الكوريتين بينما يشهد الشمال على ما يبدو اجراءات نقل السلطة من زعيمه كيم جونج-ايل الى نجله كيم جونج –اون.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com