قنا – كرستين انطون
المفكر القبطي مكرم باشا عبيد هو رائد الوحدة الوطنية فى مصر ووزير ماليتها الأسبق وأحد أبناء محافظة قنا يمتلك مجموعة من القصور ذات الطابع الاثرى والمعماري الخاص من بينها ذلك القصر الذي يقع بوسط قنا والذي استقبل رموز وطنية ووزراء وزعماء وصاحب المقولة الشهيرة "نحن مسلمون وطناً ونصارى ديناً" ويحتوى القصرعلى رسوم زخارف فريدة حيث تم بناؤه على الطراز الأوربي وبه مجموعة من الرسومات الفريدة منها السيد المسيح ممسكا بالإنجيل
فى عام 2013 وعقب ثورة يناير تعرض القصر الذي يتكون من طابقين وفناء مبنى على مساحة 6 قراريط للاغتيال بدء بترك صنابير المياه بالقصر مفتوحة فى محاولة للعبث بأساس القصر وتهدمه وانتهت بإشعال النيران فى القصر .
كان ولسنوات طويلة قصر مكرم عبيد مقرا لمدرسة سيدي عمر الابتدائية وتمكن الملاك الجدد من رفع دعوى قضائية لاستلام المبنى المؤجر من وزارة التربية والتعليم وعقب حكم الدعوى لصالح الملاك الجدد تم نقل التلاميذ لمدارس أخرى وتسليم مبنى المدرسة للملاك الجدد بل أنهم حصلوا على تقرير من هيئة الأبنية التعليمية بان المبنى قديم ومتهالك وآيل للسقوط
وذكر قطاع الآثار القبطية والإسلامية ان الوزارة كانت تشرف على القصر لمدة ثمانية سنوات ولكن الملاك الجدد طعنوا على قرار هيئة الآثار ـ في ذلك الوقت ـ وانتهى الأمر بعدم دستوريته وقررت الآثار عدم الإشراف عليه منذ عاميين وتقدم وظل القصر مغلق بالجنازير والسلاسل وتقدم الأشخاص الذين اشتروا القصر والبالغ عددهم 6 أشخاص بطلب لرئيس القطاع المركزي لهيئة الآثار الإسلامية فى يناير 2013 والذي أكد على أن القصر لايخضع لقانون حماية الآثار مع العلم أن عدم التسجيل لايعنى الهدم والبناء بالقصر إلا بالرجوع للجهات المختصة وذالك كما ورد بالنص فى رد رئيس قطاع الآثار المركزية .
بدأت محاولات ذكية من مالكي القصر بعد ان قاموا بالحفر والتنقيب داخل القصر والعب بأساسه حتى ينهار المبنى ويقوما بالبناء عليه وفور علم مجلس مدينة قنا الذي رفض أن يعطيهم قرار بالإزالة أخطر مدرية أمن قنا التي انتقلت إلى موقع القصر وتمكنت من وقف العمال من العمل داخل القصر وتحرير محاضر ضدهم وكانت هذه المحاولة الأولى لطمس معالم قصر أثرى كان يستقبل العديد من الوزراء وزعماء الأمة آنذاك إلا أن محاولاتهم لم تنتهي فهم يطمحون الى بناء برج سكنى يحقق لهم مكاسب طائلة وخاصة أن القصر يقع فى منطقة حيوية حيث شهد القصر اشتعال النيران فى أحد أجزائه وتسلل مجهولون من أحد الشوارع الجانبية وتمكنوا من إشعال النيران بأجزاء من المبنى ونجحت أجهزة الأمن فى السيطرة على الحريق بعد أن التهم عدد من الأبواب المزخرفة بالقصر وانتقل فريق المعمل الجنائي بمديرية أمن قنا إلى مكان القصر وتفقد مكان الحريق حيث عثر على عبوات من البنزين وبعض المواد القابلة للاشتعال ودلت المعاينة الأولية لفريق البحث الجنائي على وجود شبهة جنائية وأصابع خفية وراء الحريق.
من جانبه أمر اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا بتشديد الحراسة بمحيط القصر مؤكدا على أنه لايقبل باى محاولات لتشويه وسرقة المباني التاريخية .
وعلمنا من مصادر مطلعة أن عملية البيع والشراء تمت فى عهد اللواء عادل لبيب محافظة قنا الأسبق حيث قام 6 من الأشخاص بشراء القصر الذي تبلغ مساحته 2500متر تقريبا بمبلغ 14مليون جنيه .
ومازال القصر متهدم دون تدخل من الجهات المعنية للحفاظ على قصر تاريخي شهد لقاء زعماء الأمة وإحداثا تاريخية هامة
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com