بقلم: عيد فكري
"هي... فوضى"... هكذا يمكن وصف حال مسابقة الدوري العام المصري ، التي لا تكاد فرقها تقف عند مستوى معين وتتأرجح بين سيئ وأسوأ، فلا أداء مقنعا يسر الناظرين ولا روح متقدة ولا لياقة تسعف اللاعبين لتأدية مباراة على مدار 90 دقيقة..والسؤال !! ما الذي يحدث في الدوري؟... هذا لسان حال المتابعين والجماهير الذين يتسألون كيف أن نتيجة مباراة قد تطيح بالجهاز الفني وبلا رجعة !! يبدو أن "مقصلة النتائج" ستطيح برؤوس المزيد من المدربين منذ انطلاق الموسم الحالي، ولن يكون "مختار مختار" مدرب المصري البورسعيدي آخر ضحايا نتائج فرقهم، طالما ان المدرب هو الذي يدفع ثمنا باهظا لسوء نتائج فريقه..علي الرغم من بلوغ الدوري المصري جولته الثانية عشر ، غير أن حصيلة المدربين الذين تمت إقالتهم ارتفع إلى 8 مدربين، وهو رقم وصفه مختصون في الشأن الكروي بـ"المفزع والخطير".
أن استفحال ظاهرة إقالة مدربي الأندية وفرق الدوري في وقت قياسي، تعبر عن الوضعية المتأزمة التي تتخبط فيها الكرة المصرية، التي انعكست نتائجها على مردود اللاعبين والفرق والمنتخب الوطني بالأخص والذي يمني النفس بالوصول الى نهائيات الامم الافريقية المقبلة بعد تأزم موقفة بنتائجة السيئة فعندما تتراجع النتائج وترتفع ذروة إحتجاجات الجماهير على الفريق ككل، لا يجد المسؤولون والقائمون على الأندية بدا من البحث عن المبررات والأسباب، لذلك من الطبيعي أن تتخذ خطوات من أجل إخماد نار هذه الإنتقادات، وأولها إقالة المدرب، حيث يجعل منه شماعة لتعليق الإخفاقات وقربانا يهدئ به الجماهير، وتلك خطوة متوقعة من ادارات الاندية كلما ساءت النتائج ويتم الزج بالمدرب الذي لا يجد قوة إلا للخضوع للأمر الواقع والرحيل، على أن أدارات الاندية في غالب الأحيان لا تعترف بالخطأ والفشل ولا يضطر اعضاؤها لتقديم استقالاتهم حتى وإن كانت الإنتقادات تطالهم. . ومن غرائب الدوري المصري هذا الموسم بالذات ان مجموعة من المدربين يتعاقبون على الأندية، حيث تتغير الأسماء والوجوه من دون أن يتغير القائمون عليها من اداريين، علما أن تغيير المدربين في بعض الأحيان لا يجد نفعا ولا يغير من حال الفريق، حيث تظل النتائج الإيجابية تخاصمهم والهزائم تطاردهم، وبالتالي لا تمتلك الادارات واعضاؤها الشجاعة ليعترفوا بأخطائهم وفشلهم .. قد يجد مجموعة من المدربين أنفسهم مجبرين على الرحيل، حيث يعيشون ضغوط رهيبة من الجماهير واللاعبين وحتى الادارات، والامثلة كثيرة ولا حصر لها والدليل ما حدث مع البدري وصالح ومختار وأسماعيل يوسف وكابرال وعامر وحمزة الجمل وباتريس نوفو وغيرهم كثيرون والبقية قادمة كما تبرز أيضا ظاهرة الإنفصال بالتراضي وهي الأسطوانة التي أصبحت سائدة في الاونة الاخيرة، وهذا الإنفصال في الواقع يحمل في طياته أن المدرب يضطر أمام جملة من الدوافع والأسباب إلى الخضوع لمطلب الرحيل، بل يضطر للجلوس إلى طاولة المفاوضات لدراسة إقالته، ذلك أن جملة من المدربين يضطرون إلى كتمان الضغوطات التي يعيشونها، وكذلك تقديم استقالتهم، وذلك حفاظا على كرامتهم ومستحقاتهم المالية هذا هو حال الرياضة المصرية في الوقت الراهن وحال المدربين وكأنهم للايجار بالمدة .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com