بقلم نسيم عبيد عوض
قال شهود العيان من سكان المنطقة المسلمين انهم جميعا يعلمون ان المبنى هو لكنيسة العذراء والملاك ميخائيل , وكذلك كل موظفى الحى والمحافظة الذين يعترضون اليوم , ويدعون انها ليست كنيسة و هذا قول سكان الحى والذين يعيشون فى سلام وهدوء , ولا تكدر علاقتهم مسلمين ومسيحيين أى فتنة او توتر, والذى حدث ويحدث من الشعب القبطى هو ثورة العمرانيين ضد الظلم والإضطهاد , وضد قوات الباغية والقهر والإستبداد , ولأن الصبر قد طال مداه , ولأن الأمر يخص بيتا لله ولقديسيه السيدة العذراء مريم والملاك ميخائيل , فالمكان ليس لهوا أو عبثا ولكن دارا للعبادة , فكانت تلك ثورة شعب العمرانية كرد فعل للأعتداء عليهم وعلى بيت الله , وهو حق لكل مواطن يحب إلاهه ويدافع عن بيته , ولا أحد يلوم هذا الشعب , بل أنا أتوقع ان ينضم الشعب المصرى كله مسلمية وأقباطة لهذا الشعب , ليقفوا مسيرة واحدة ضد الظلم والعدوان , وليحطموا أصنام العبودية , وينتصروا للحق الذى هو الله الذى لا يرضى بهذا الظلم.
خرج الشعب ليرد على إعتداء يقع علية , فليس هناك فتنة طائفية , وليس لمسلم طرف فى الموضوع إطلاقا , محافظ غبى ,سبق له بالموافقة على البناء يأمر قوات الدولة بالهجوم على مبنى الكنيسة لتدميرة , والإعتداء بالقوة على شعب الكنيسة , الطرفين قوة الظلم وشعب مسالم يبنى كنيسته , لا توجد أية شبهه لفتنة طائفية ,
ولكن للأسف يخرج علينا السيد الدكتور مصطفى الفقى , ووظيفته رئيس لجنة العلاقات العربية بمجلس الشعب فى لقاء بجامعة عين شمس عقد خصيصا ليقول فتواة , يقول سيادتة , ( ( أن أسباب أحداث العمرانية التى تفجرت واهية تماما , وان وراءها شحنة تحريض طائفى , ولم يستبعد وقوف جهات وأصابع خارجية واجنبية وراءها,.)) وأوضح الفقى ماقاله مدير المخابرات الإسرائيلية ( منذ أسبوعين ) انهم يقفون وراء الإضطرابات فى مصر وخصوصا المشكلات الطائفية , مؤكدا انه لا توجد مشكلات طائفية كبيرة كما يزعمون.
هل يعقل اى إنسان عاقل بما قاله سيادة الفقى , وللعلم هو حاصل على درجة الدكتوراة عن وطنية مكرم عبيد ووطنية الشعب والكنيسة القبطية , أى ان يعلم تماما أن الأقباط لم ولن يكونون فى يوم من الأيام عملاء لأى جهاز مخابرات يشعل فرقة طائفية , وصفحات التاريخ تشهد بذلك منذ اللورد كرومر وما قبله وما بعده, ودعنا نحلل ماقاله الدكتور الفقى و لأن الرجل خرج بهذا الكلام بأوامر من أسياده قادة مصر العربية متصورا أنه بتصريحاته هذه سيقلل من حجم المشكلة :
- على العكس تماما أوضح لنا ان هناك عمالة خارجية لإسرائيل أشعلت مشكلة العمرانية , وحيث ان أطراف النزاع هم الدولة والشعب القبطى , وحول بناء كنيسة , والذى بدأ الإعتداء هم قوات الدولة , فمن هو العميل الذى أشعل المنطقة نارا ورصاصا ضد أبرياء ؟ ياليت الففقى يرد علينا , لنه أوضح فى قوله هذا ان هناك فى الدولة عملاء يخطط لهم العدو الإسرائيلى تفجير الفتن الطائفية.
- تعبير الفقى خرج منه بدون وعى و لأنه تعود على رددود مسطرة له , الموضوع يادكتور ليست فيه اية فتنة طائفية , شعب يبنى كنيسة وقوات الدولة هاجمته لتدمير المبنى , فأين الفتنة الطائفية هنا , ولو كان الهدف هو إشعال الفتنة الطائفية , فالذى أشعلها هذه المرة قوات الدولة وقياداتها , وإذا أردت ان تسمى حقيقة ماحدث هو إرهاب الدولة الإسلامية ضد الأقباط لعدم بناء كنائس للصلاة والعبادة , هذا إضطهاد دينى تقوم به قوات الدولة , وليست فتنة بين الشعب مسلمية وأقباطه.
- قول الفقى ان أسباب ماحدث ويحدث فى العمرانية أسبابه واهيةتماما, وان وراءها شحنة تحريض طائفى , هل الرجل كان فى وعيه وهو يقول هذا القول العارى من الصحة , ومن الواضح انه يتحدث عن موضوع آخر مثل خروج المتظاهرين من جوامع , تهين الكنيسة وتشتم قيداتها , او قد يكون يتحدث عن الحملة الإعلامية الشرسة والكاذبة التى أطلقها أحمد منصور وسليم العوا من قناة الجزيرة والتى ألهبت بعض الأقلام والغوغاء ولكنها لم تحرك لحوائط مصر الوطنية قيد شعرة , قد يكون هو يتحدث عن ماكتبة المستشار البشرى أو عن ذلك وتلك , ولكن يادكتور أرجوا أن تستيقظ من غفوك وتعلم ان الموضوع ليس هينا ولن يمر بسهولة لأننه بين الظالم والمظلوم بين قوات الشر وخدام السيد المسيح , وسيادتك تعرف من هو المنتصر فى نهاية الأمر, ثانيا لم يكن فى ماحدث أى شحنة لتحريض طائفى , شعب فى سلام وهدوء وتعبد يبنون كنيسة , أتى إليها من شرق البلاد وغربها متطوعين يشاركون فى فرح وسرور بناء كنسى فى محبة الست العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل الواقف أمام العرش الإلهى, وفجاة تنهال عليهم معاول الهدم والطغيان , فأين هو شحنة التحريض الطائفى, ارجوا ان لا يكون سيادتكم تحت تأثير أى أدوية تسببت فى هذه الهلوسة.
انها ثورة العمرانيين يارئيس لجنة الشئون العربية, وجاء الرد الفورى على مهاترات الدكتور الفقى من الناشط الحقوقى محمد منيب الذى رفض إدعاءات الفقى , وعلق قائلا ان مايقوم به الحزب الوطنى لم يعد مقبولا وتساءل كيف يتحدث الحزب وهو ممثل للدولة الحاكمة , عن قصور بعض الأجهزة الإدارية والمحلية وهو المسئول عنها وعن إداراتها؟ , وأين كانت الدولة عندما أخطأ القائمون على البناء منذ البداية؟ , وان مبررات النظام الحاكم ومؤسساته تزيد الأمر إشتعالا , حيث لم يتركوا للمواطنين المقهورين أن يمتلكوا آخر وأغلى ماتبقى لهم فى حياتهم " الدين " , وتساءل منيب هل كان يجرؤ مهندسو الحى فى العمرانية ان يلغوا تصريح بناء لأحد أصحاب النفوذ , وللأخ منيب أقول انهم يحاولوا ان يلغوا ترخيص بناء لأعلى صاحب نفوذ فى الكون كله , وهو خالق السموات والأرض, ولقديسيه الأبرار , ومن هنا كان اللعب بالنار , , وهنا تسقط أيضا كل دعاوى الدكتور الفقى الذى ألصق بالدولة إتهام بالعمالة دون أن يدرى.
وتحت عنوان بجريدة اليوم السابع خرجت علينا بعنوان ردا ايضا على إدعاءات الفقى " 2000 مسيحى ومسلم يشيعون جنازة قتيل العمرانية بسوهاج " وجاء التفصيل , انه قد شيع ألآلاف من المسلمين والمسحيين الجنازة , وشهدت حضورا كبيرا من المسلمين وعلى رأسهم عمدة القرية ذكى الدين أحمد الذى قال " ان القرية بها كنيسة مارى جرجس والقرية بها مسلمين ومسيحيين يعيشون فى سلام وهذه أحداث غريبة علينا , وأنها لن تؤثر من قريب أو من بعيد على نسيجنا الوطنى , فكلنا نأكل ونشرب فى إناء واحد ولا فرق بين مسيحى ومسلم , واننى أطالب الجميع بعدم المتاجرة بمثل هذه الأحداث من أجل وحدة مصر, ومن المعروف أن اهالى القرية منعوا التصوير ورفضوا حضور كافة وسائل الأعلام للجنازة. وأكتفى بذلك الرد على تصريحات الدكتور الفقى ومن سيجاريه.
ماحدث يجب ان يسمى بثورة العمرانيين , أحقاقا بشاجاعتهم على التصدى لقوات القهر والظلم , وسيكون من القرار العاقل والحكيم لوقف ثورتهم , أن يفرج فورا عن المقبوض عليهم , وان يتم تعويض الكنيسة عن مالحق بها من أضرار , وتهدئة الأمور فى صالح الوطن كله , ولعل هذا يكون درسا من أولاد الأقباط فى العمرانية لمصر كلها ان يعود لهم الوعى ويتصدوا لكل ما هو ظالم وفاسد فى بلدنا الحبيب
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com