ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

كيف بنى الملياردير الهندي موكيش أمباني أغلى منزل في العالم؟

الشرق الاوسط | 2010-11-23 00:00:00

يملك أثرى أثرياء الهند، موكيش أمباني، أغلى منزل في العالم وتقدر قيمته بأكثر من مليار دولار.
ويتمثل المنزل في أحدث برج سكني في مومباي بضاحية يقطنها فائقو الثراء، وهو عبارة عن برج من الصلب والزجاج يضم 27 طابقا ويحمل اسم «أنتيليا»، وهو اسم جزيرة أسطورية بالمحيط الأطلسي.

وقد اكتمل بناء هذه القلعة الحديثة بعد 7 سنوات من العمل، وتحمل فوق قمتها مهابط تسع 3 طائرات مروحية واكتسبت لقب أغلى مقر إقامة لفرد على مستوى العالم.

ويأتي تصميم البرج السكني في صورة مصاطب فوق بعضها البعض، وأحواض للسباحة وحدائق معلقة.

ويقال إن مساحة الأرض الخاصة بالبرج تفوق نظيرتها في قصر فرساي. ويبلغ ارتفاع سقف الحجرات ضعف ما هو موجود بالمباني الأخرى في المنطقة. وعليه، نجد أن ارتفاع البرج المؤلف من 27 طابقا يصل إلى 173 مترا، رغم أنه عادة ما يضم مبنى بمثل هذا الارتفاع 60 طابقا. يوجد بالمبنى 9 مصاعد ودار سينما وقاعة رقص مزينة بالكريستال وغرف «آمنة» و6 طوابق مخصصة كباحة للسيارات.

على مدار عقود، ظل آل أمباني الأكثر شهرة بين العائلات التجارية الهندية. وكان الأب، دهيروبهاي أمباني، أحد أقطاب رجال الأعمال بالبلاد وكافح حتى خرج من براثن الفقر إلى قمة الثراء، وبعد أن كان يسكن في الأزقة الضيقة الفقيرة نجح في بناء شركة «ريليانس إندستريز».

واليوم، تحتل الشركة المرتبة الأولى عالميا كأكبر منتج لألياف وخيوط بوليستر، وتشكل نحو 15% من إجمالي صادرات الهند، طبقا للتقرير السنوي للشركة. وورث موكيش وأنيل، نجلا دهيروبهاي، الإمبراطورية التي بناها والدهما وقسماها واشتعلت بينهما خلافات امتدت لسنوات طويلة، منها خلاف وقع بينهما مؤخرا حول حقوق استغلال بئر غاز طبيعي تسبب في تدخل رئيس الوزراء بتوجيهه توبيخا رسميا لهما، قبل أن تصدر المحكمة العليا الهندية حكمها لصالح موكيش.

يعد موكيش أمباني، 53 عاما، رابع أغنى رجل بالعالم وتقدر ثروته الشخصية بين 27 و29 مليار دولار. وقدرت مجلة «فوربس» أنه في طريقه لأن يكون أثرى أثرياء العالم بحلول عام 2014. وكانت آخر مرة تناولت فيها وسائل الإعلام البذخ الشديد لموكيش أمباني عندما اشترى طائرة نفاثة طراز «إيرباص» بقيمة 60 مليون دولار كهدية لزوجته في عيد ميلادها الـ44 عام 2007.

وتضم «أنتيليا» حديقة معلقة ممتدة لـ4 طوابق يستقي تصميمها الإلهام من حدائق بابل المعلقة. وتساعد هذه الحديقة في المساعدة على الحفاظ على درجات الحرارة داخل المبنى السكني لطيفا في الصيف ودافئا في الشتاء. يذكر أن شركة «بيركينز ويل» الأميركية البارزة بمجال التصميم المعماري هي التي تولت تصميم البرج، بينما أشرفت شركة «هيرش بيندر أسوشيتس»، ومقرها أتلانتا، على التصميمات الداخلية.

ويسود اعتقاد بأن تصميم البرج جاء متأثرا بـ«فاستو»، وهي نظرية هندية قديمة بعلوم البناء تشبه «فينغ شوي» في الصين، وتعمد إلى الحفاظ على مظهر وروح هندية مميزة في المباني.

حاليا، يعيش موكيش أمباني في برج سكني مؤلف من 14 طابقا بضاحية كوف باراد الفاخرة في مومباي، مع أسرته المؤلفة من زوجته، نيتا أمباني، وأبنائه الثلاثة ووالدته، كوكيلابن أمباني. ويشاركه في المبنى ذاته شقيقه الأصغر، أنيل أمباني. ويعتقد أن موكيش أمباني وأسرته ووالدته لن ينتقلوا إلى منزلهم الجديد قبل أسابيع.

بالنسبة للبرج الجديد، من الملاحظ أنه يضم الكثير من المنشآت المتنوعة والتصميمات اللافتة للأنظار. ولا يضم أي غرف أو أرضيات متشابهة، مما يعني أن المواد المستخدمة في أرضية غرفة ما لم تستخدم في بناء أخرى.

تضم الطوابق الـ6 الأولى من المبنى باحة تسع للسيارات الـ168 التي تملكها الأسرة. أما الطابق التالي فهو البهو الرئيسي ويضم 9 مصاعد، بعضها خاص لخدمة المبنى. في الطابق الثامن يوجد مسرح يسع 50 فردا، بينما يضم طابق آخر صالة للرقص يغطي سقفها مجموعة من الثريا المصنوعة من الكريستال.

وتضم طوابق أخرى سبا صحيا وصالة ألعاب رياضية واستوديو للرقص وأحواض سباحة ومنطقة مخصصة لصيانة السيارات، وغرفا للضيوف.

ومن المقرر أن تقطن أسرة أمباني الطوابق الـ4 العليا التي تقدر مساحتها بنحو 37 ألف متر مربع.

يرتفع البرج عاليا في سماء مومباي على نحو بارز، مما يتيح لسكانه المستقبليين منظرا رائعا يكشف جميع جنبات العاصمة المالية للبلاد، بما في ذلك أزقتها الضيقة، وكذلك ساحل البحر العربي. ومن الخارج، يبدو المبنى أشبه بكومة من الكتب مختلفة الأحجام.

وقد صمم المبنى على نحو يجعله صامدا أمام التفجيرات والزلازل التي تصل شدتها إلى 8 درجات. واستعان موكيش أمباني بأنظمة أمنية عالية الكفاءة والكثير من الحراس لحماية منزله الغالي. ويبلغ عدد العاملين في خدمة المبنى وسكانه 600 فرد.

وقال أحد رجال الأعمال، وهو رئيس لشركة اتصالات عن بعد: «شاهدت الكثير من المنازل الفخمة، بينها منزل لاكشمي ميتال (صاحب شركة أرسيلور ميتال)، لكن أنتيليا رائع حقا. وأتذكر أن المنزل يضم لوحة لبيكاسو فريدة من نوعها». وأضاف أن قاعة الرقص تبدو مذهلة ونسخة طبق الأصل من «ماندارين إن» في نيويورك.

حتى هنا داخل العاصمة المالية الهندية التي يعاين سكانها يوميا التناقضات الصارخة بين الفقر والثراء، يبدو مبنى أمباني بارزا على نحو صارخ يفتح آفاقا جديدة أمام هذه التناقضات.

من جهته، رفض أمباني التعليق على المبنى السكني الجديد وألزم المصممين المعماريين ومسؤولي التصميم الداخلي والآخرين المعنيين ببناء المبنى بتوقيع اتفاقات للحفاظ على سرية المعلومات المرتبطة بالمبنى، كما لو أنه يتخيل أن بإمكانه بناء حائط من السرية حول ناطحة سحاب تطل برأسها على البحر العربي. وكما هو متوقع، بدأت بعض التفاصيل المتعلقة بالمبنى في التسرب، وجرى التأكيد على أو نفي الكثير منها من قبل مصادر رفضت كشف هويتها.

أما مومباي، فقد استقبلت البرج الجديد بمزيج من الدهشة والتنديد والغيرة تلخصت جميعها في تساؤل واحد: لماذا فعل ذلك؟ يذكر أن البرج يوجد في ألتاماونت رود، وهو الشارع السكني نفسه بجنوب مومباي الذي انتقل إليه الأب بأسرته بعد نجاحه في الخروج بهم من دائرة الفقر.

وأعرب هاميش مكدونالد، الذي يتناول التأريخ لسيرة الأسرة في كتاب جديد بعنوان «ماهابهاراتا في البوليستر: صعود أغنى شقيقين بالعالم وخلافهما»، عن اعتقاده بأن هذه الخطوة «تعد بمثابة عودة انتقامية إلى المكان الذي شهد انتقال الأسرة إلى الطبقة المتوسطة. ويبدو لسان حال موكيش وكأنه يقول لمن حوله: إنني ثري ولا آبه بما تقولون عني». وكان لأغنى منزل بالعالم نصيبه من الخلافات، فمنذ البداية واجه مشكلات، ففي عام 2007، أصدرت حكومة ماهاراشترا قرارا يقضي بعدم قانونية البرج السكني بعد تلقيها شكاوى بعدم أحقية «لجنة الوقف»، المالك السابق للأرض، في بيعها.

ورغبت حكومة الولاية في أن تعيد اللجنة استحواذها على الأرض، التي كانت تخص سابقا «صندوق دار كريمبهوني للأيتام». وأصدرت اللجنة بالفعل مذكرة تحمل هذا المعنى. إلا أن البناء بدأ بعدما حصل موكيش أمباني على خطاب يعلن عدم الاعتراض من قبل اللجنة مقابل 1.6 مليون روبية.

كما أثارت مهابط الطائرات فوق سطح المبنى اعتراضات من جهات معنية بالبيئة. وكان سلاح البحرية أول من اعترض معلنا أنه لن يسمح ببناء مثل هذه المنشآت على أسطح المباني المرتفعة في مومباي.

وبعثت وزارة البيئة خطابا إلى محكمة مومباي العليا تفيدها بأنها لا تؤيد بناء مهابط طائرات مروحية جديدة بمومباي لأنها تنتهك القواعد المرتبطة بمستوى الضوضاء المسموح به. ورغم ذلك، نجحت أنتيليا في النجاة من جميع هذه العقبات.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com