ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

عقبات أمام الحوار المصرى الإسرائيلى

مراد وهبة | 2016-05-29 16:45:39

فى بداية عام 1997، اقترحت على الجمعية الفلسفية الأفروآسيوية التى كنت أشرف بتأسيسها ورئاستها عقد ندوة مصرية إسرائيلية، فى نوفمبر من ذلك العام، تحت عنوان «الشرق الأوسط فى مفترق طرق: التنوير والمجتمع»، وأن تكون طابا مكان انعقاد الندوة. وقد تمت الموافقة وبقى التنفيذ مشروطاً بالبحث عن التمويل. فماذا حدث؟

أرسلت خطاباً إلى وزير الخارجية السيد عمرو موسى أطلب فيه الموافقة على تمويل الندوة، فلم يصلنى أى رد. ولكن فى 14 /7/ 1997 تم لقاء بينه وبين وفد إسرائيلى وجماعة كوبنهاجن. وفى هذا اللقاء قال: على الطرفين (الفلسطينى والإسرائيلى) أن يتعلما كيف يعيشان سوياً. ثم أضاف قائلاً: «قلت هذه العبارة لرابين على حدة، ثم قلتها لبيريز أمام حشد من الإسرائيليين».

فكرت بعد ذلك فى طلب منحة من فرع الاتحاد الأوروبى بتل أبيب، فجاءنى الرد بأن المنحة ممكنة، ولكن بشرط إرسال موافقة رسمية من الحكومة المصرية على عقد الندوة، ولكنى لم أتمكن فتوقفت المنحة.

وبعد ذلك، فكرت فى البحث عن مؤسسة غربية من المؤسسات التى تتخذ من القاهرة موقعاً لها. ولكن قبل البحث التقيت مدير شركة مصر للطيران لأستفسر منه عن إمكانية عقد ندوة فى طابا، وكان رده أن هذه الإمكانية تكاد تكون ممتنعة، لأن طائرة واحدة تقوم برحلة واحدة أسبوعياً، ولكن يشترط لقيامها أن تكون كاملة العدد، وفى حالة عدم الاكتمال تُلغى الرحلة، وعندئذ اختفت فكرة الندوة.

ومع ذلك، فقد وصلتنى فى 9 /11/ 1998 دعوة للمشاركة فى المؤتمر السنوى الذى تعقده «الجمعية الفلسفية لإسرائيل الجديدة» بمقر الجامعة العبرية فى القدس الشرقية، على أن أكون أول متحدث. قبلت الدعوة ووصلتنى الموافقة الرسمية، ولكن بعد إقلاع الطائرة لم أتمكن من الذهاب.

وفى 10 /4 /2000 تسلمت رسالة من كلية الإنسانيات بجامعة حيفا للمشاركة فى ندوة دولية عن «البحر المتوسط: الثقافة والبيئة والمجتمع». قبلت الدعوة ولكنى لم أتمكن من الذهاب.

والمفارقة هنا أنه قد تم الاتفاق على عقد مؤتمر دولى للسلام بالقاهرة فى 5 يوليو 1999 ينظمه التحالف الدولى من أجل السلام العربى الإسرائيلى (كوبنهاجن)، برئاسة الدكتور مصطفى خليل، رئيس الوزراء الأسبق، والغاية منه توجيه رسالة للحكومة الإسرائيلية من أجل العمل على بناء الثقة والإسراع فى المباحثات حول الوضع النهائى. وكان من المقرر أن يلقى الرئيس عرفات كلمة فى الجلسة العامة للمؤتمر تحت عنوان «حول مسيرة السلام»، بالإضافة إلى كلمات يلقيها كل من: شيمون بيريز، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، وميجيل موراتينوس، مبعوث السلام الأوروبى للشرق الأوسط، وفلاديمير جوزيف، سفير روسيا بالقاهرة بصفته ممثلاً للدولة الثانية الراعية لعملية السلام، وممثلا عن كوفى عنان السكرتير العام للأمم المتحدة، ومتحدثين من حركات السلام فى مصر وإسرائيل، فى حضور السفراء العرب والأجانب فى القاهرة.

وجاء فى جريدة «الأهرام» أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك سيوجه رسالة إلى المؤتمر الذى تحضره وفود فلسطينية وأردنية وإسرائيلية تضم نحو 165 عضواً إلى جانب حركة السلام المصرية، فماذا حدث؟

لم يوجه الرئيس الأسبق حسنى مبارك رسالة إلى المؤتمر، أما السيد عمرو موسى، وزير خارجية مصر، فقد صرح بأن وزارة الخارجية ليس لها علاقة بذلك المؤتمر، وأن تصور وجود مثل هذه العلاقة هو تصور خاطئ من البداية وتهويل للأمور. ولم يحضر الرئيس عرفات. والذى يهمنى هنا هو غياب عرفات، لأن قضية المؤتمر هى قضيته فى المقام الأول.

والسؤال إذن:

لماذا غاب عرفات؟
نقلا عن المصري اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com