من واقع أقوال المتهمين وتحريات «الأمن الوطنى»
عندما اختارت العناصر الإرهابية من محافظة الشرقية، نقطة انطلاق لأعمالهم الدنيئة ضد الوطن، كانوا يظنون أن طبيعتها الجغرافية، ومساحتها الشاسعة، وظهيرها الصحراوى الهائل، وسائل ستوفر لهم الحماية، وخلال المرحلة الأولى من انتشار الأعمال الإرهابية في أعقاب ثورة 30 يونيو، كانت الشرقية على خط المواجهة، وسقط على أرضها عدد كبير من الشهداء، تاركين خلفهم أسرًا كاملة، بل شعب قوامه 90 مليون شخص، ينتظرون لحظة القصاص من هؤلاء الضالين المارقين، الذين ألهبوا صدور الأمهات، والزوجات، والأبناء بنيران الفقد، ولوعة الاشتياق.
وكما كانت «البوابة» في طليعة المحذرين من سقوط الشرقية في قبضة الإرهاب، فإنها تقف الآن على رأس من يكشفون كواليس وأسرار أخطر قضايا الإرهاب التي شغلت الرأى العام، قبل أن يصدر فيها القضاء أحكامه الرادعة، لتكشف للرأى العام انهيار أحلام تنظيم «داعش» في إقامة دولة له بمصر.
وعبر ما تنفرد «البوابة» بنشره في التقرير التالى، وهو حلقة أولى ضمن سلسلة مكتملة، سيبدو واضحًا أن عناصر الجماعات الإرهابية، كانوا يخططون بكل هدوء وروية، من أجل تحقيق هدف واحد فقط، وهو بناء إمبراطورية لهم، تنطلق من تلك البقعة التي تتوسط محافظات الدلتا المتاخمة للعاصمة، معتقدين أن هذا يمكن أن يسهل لهم التمدد شمالا وجنوبا، الأمر الذي يكشف بجلاء عن أن ما واجهته محافظة الشرقية، خلال الفترة الماضية لم يكن وليد مصادفة.
قادها عبدالله خليل طالب بـ«الشريعة والقانون» عمره ١٨ عامًا.. خلية «الأزهرى» لاستهداف عناصر الجيش والشرطة بالاغتيالات
في أحد أيام القصاص المشهودة، عاقبت دائرة الإرهاب بالزقازيق، برئاسة المستشار نسيم بيومى، وعضوية المستشارين محمد عبدالغفار، وعلى رجب، وسكرتارية أحمد رزق نباتة، بالسجن المؤبد حضوريًا، على المتهم عبدالله محمد عبدالله مرسي، المتهم بالتواصل مع تنظيم «داعش» الإرهابى، عبر الإنترنت، وذلك في القضية رقم ٣٨٢٣ لسنة ٢٠١٥، جنايات مركز أبوحماد.
تحمل أوراق القضية رقم ٣٨٢٣ لسنة ٢٠١٥ جنايات أبوحماد، الكثير والكثير من التفاصيل المثيرة، التي تكشف عن عمق الفجوة بين المجتمع، والعناصر الإرهابية من أصحاب الفكر الضال بشكل يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنه لا مجال للتصالح أو مراجعة لأفكار هذه الفئة التي وصل الشر داخلها إلى منتهاه، وتضم دفتا ملف هذه القضية عددًا هائلًا من المعلومات، التي توضح تفاصيل عمل وتحركات هذه العناصر على أرض مصر، وكذلك اعترافات قائد الجناح العسكري لتنظيم «داعش» الإرهابى، بمحافظة الشرقية، وكيف كان ينفذ المهام الموكلة إليه، خاصة الترتيبات المتعلقة بتسفير العناصر المطلوبة، إلى سوريا للقتال ضد بشار الأسد.
هو عبدالله محمد عبدالله مرسي، طالب بكلية الشريعة والقانون، في جامعة الأزهر، ولم يتجاوز عمره ١٨ سنة، وجهت له النيابة العامة تهمة السعى إلى الانضمام لعصابة، يوجد مقرها خارج البلاد «تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام»، «داعش»، وذلك من خلال التواصل مع كوادر هذه العصابة عبر شبكة الإنترنت، بغية الاتفاق معها على تكوين خلية عنقودية، تتخذ من أفكار التنظيم أيديولوجيا لها، وتلقى تدريبات عسكرية، على استخدام الأسلحة بجميع أنواعها، وإتقان حرب العصابات، وصناعة المتفجرات، والسفر إلى سوريا للتدريب، والمشاركة في القتال ضد الجيش السورى، وبالتالى العودة إلى البلاد، لتنفيذ مخطط عدائى، وارتكاب أعمال إرهابية ضد مؤسسات الدولة.
وخلال تواصله مع بعض كوادر التنظيم، عبر شبكة المعلومات الدولية، تعرف المتهم على أبى قاسم الحمدانى القرداحى، وهو العنصر الذي تم تكليفه بالتعامل مع المتهم، وتولى الاتصال به وإعطاءه الأوامر بالترويج لأفكار التنظيم، واستقطاب وتجنيد عناصر جديدة، تمهيدًا لتكوين خلية تسعى لتنفيذ عمليات إرهابية، بهدف إسقاط الدولة.
وكشفت التحريات تحركات الإرهابى قائد التنظيم، ودعواته للأفكار الضالة عبر الإنترنت، من خلال عدد من الحسابات الشخصية الخاصة به، وتمكنه من استقطاب بعض العناصر ونجاحه في تكوين خلية إرهابية تعتنق الفكر الداعشى المتطرف، وأبرزهم: هشام سعد، طالب ثانوى، محمود عبدالسميع، طبيب، آدم عزت آدم، وكنيته «الصقر الجارح»، وآخرون.
وأضافت التحريات أن القيادى المذكور، أعد برامج لتجهيز عناصر تلك الخلية، لارتكاب أعمال عدائية، ضد مؤسسات الدولة، وتضمن هذا الإعداد، تنظيم لقاءات لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وإمدادهم بالمطبوعات والإصدارات التي تدعم أفكار التنظيم، وتؤكد فرضية الجهاد ضد السلطة الحاكمة، باعتبارها فاقدة للشرعية، وحثهم على استقطاب عناصر شبابية جديدة لمنهجهم الفكرى. وأفادت التحريات التي ضمها ملف القضية، عن نقل تبعية الخلية كاملة إلى القيادى الداعشى، في سوريا، أبى قاسم الحمداني، حتى يمكن تيسير سفر هذه العناصر إلى هناك، للتدريب على حمل السلاح، وتصنيع المتفجرات، والمشاركة في القتال ضد قوات بشار الأسد، ثم العودة إلى البلاد لارتكاب أعمال عدائية ضد الوطن. وتضمنت أوراق التحريات تحرك المتهم عبدالله محمد عبدالله مرسي، لتنفيذ مخططه، برصد عدد من ضباط الجيش والشرطة، سواء المقيمين بدائرة مركز أبوحماد، محل إقامته، أو من خلال حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، وكذا من خلال اطلاعه على بعض المواقع الجهادية، عُرف منها «مصر إسلامية» الذي يبث بيانات بعض الضباط، للتحريض على استهدافهم، وأشارت المعلومات إلى حيازة عناصر تلك الخلية للأسلحة، والذخائر، والمواد المتفجرة.
اعترف أمام النيابة بتلقيه أموالًا منهما للمغادرة إلى دمشق.. أمير التنظيم: سافرت إلى سوريا عن طريق نجلى «الحوينى» و«يعقوب»
أبلغت عن ٧ ضباط لاغتيالهم على رأسهم ابن عمتى وثروت سويلم كنت مؤيدًا لـ«الإخوان» ثم ابتعدت عن الجماعة وانضممت لـ«داعش»
تكشف أوراق القضية عن أسرار مهمة، تضمنتها اعترافات المتهم الأول، أمير التنظيم، في سياق رده على أسئلة الادعاء، والتي تنشرها «البوابة» بنصها كما وردت في التحقيقات.
س: ما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك متهم بالانضمام إلى عصابة كُلفت بمقاومة رجال السلطة بالسلاح، ومهاجمتهم على النحو المبين بالتحقيقات؟
ج: أنا كنت منضمًا لداعش وتركتهم.
س: وما قولك في أنك متهم بالسعى للعمل لدى عصابة مقرها خارج البلاد للقيام بأعمال إرهابية داخل القطر المصرى على النحو المبين بالتحقيقات؟
ج: أنا مروحتش، أنا كنت براسلهم بس هما كانوا عايزينى أنتقم من الضباط.
س: وما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك متهم بالترويج للأغراض سالفة الذكر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت؟
ج: محصلش.
س: ما الذي حدث إذن وما ظروف ضبطك وإحضارك وعرضك علينا؟
ج: اللى حصل أن ابن عمتى ضابط في الصاعقة، وشوفت صورته هو وزوجته وابنته على الإنترنت فقلت له إنه مرصود، فتخيل إن أنا اللى ورا الكلام ده، وإنى ورا كتابة اسمه وبياناته ونشرها على المواقع، وأنه اشترك في أحداث الحرس الجمهورى، وأن أنا الذي كتبت الكلام ده على الإنترنت، وهو بعتلى الرابط، وقالى نام واحلم هعمل فيك إيه، وبعدين جه ضربنى جامد، وفضل يضايقنى على طول، ويشتم فىّ، وهددنى بالسجن، وبأمن الدولة، ووصلنى لدرجة أنى عايز أخلص منه بأى طريقة، وبعدين شوفت على النت واحد تواصل معى اسمه أبو قتيبة الأنصارى، فتواصلت معه، وبعده تواصلت مع واحد عراقى من الأنبار اسمه أبوقاسم الحمدانى وأقنعنى أسيب الإخوان وأروح لداعش.
تواصلت استفزازات ابن عمتى الضابط، وفى الوقت نفسه طلب أبوالقاسم منى أسماء أقاربى وأهل القرية من ضباط الشرطة والجيش، فأخبرته بأكثر من اسم، أولهم ابن عمتى، محمد يحيى زين العابدين، وكذلك محمد علاء عليوة، واللواء عبدالباسط سليم وابنه محمد عبدالباسط سليم وابن عمه رامى سليم واللواء محمد المسلمى، وكذلك اللواء ثروت سويلم (المدير التنفيذى لاتحاد الكرة)، ودول اللى قلت عليهم بس من الضباط، غير عدد من أمناء الشرطة بالأمن الوطنى.
فضلت أتواصل معاهم لحد ما تواصلت مع واحد اسمه خطاب، قال لى لو عايز تسافر أو تروح سوريا تنتقم لداعش تواصل مع ناس معينة، منهم أبويحيى الحوينى، وشقيقاه، وعلاء محمد حسين يعقوب، وبعد كده طلب منى أقنع الشباب في مصر بفكر داعش، وبالفعل تكلمت مع الناس، واكتشفت أنهم كانوا مقتنعين بالفكر من أنفسهم، ومنهم هشام سعيد، وهو واحد ممن تم تسفيرهم إلى سوريا وهو في ثالثة ثانوى، ويقيم بمنشأة الكرامة بالدقهلية، بعد أن طلب منى أن أساعده في السفر لداعش، فتواصلت مع أبوقتيبة الأنصارى وبعدين شخص آخر اسمه خطاب، وقال لى إنه ممكن يوصلنى لوهيب شاكر، مساعد أبوبكر البغدادى، أمير داعش، لأنه ابن عمه، وعايش في تركيا، وكنت أتواصل معهم عبر تويتر وفيس بوك، وتواصلت مع صفحة اسمها «إرهابية وأمى عارفة»، وقلت لها أنا عايز أفضح ضباط قالت ابعتلى بياناتهم.
س: ما كيفية تعرفك على المدعو أبوقتيبة الأنصارى؟
ج: على فيس بوك، وهو عرفنى على أبى القاسم الحمدانى.
س: ومن المدعو أبوالقاسم الحمدانى؟
ج: أحد أعضاء تنظيم داعش، ويروج لفكره، وكان معتقلًا خمس سنوات بالعراق.
س: وما الفكر الذي يروجه سالف الذكر؟
ج: كان يروج لإقامة الخلافة الإسلامية، ودولة العدل، وتكفير العاملين بالقوات المسلحة، والشرطة، واستهداف المسيحيين، وكانوا عايزين ينفذوا عمليات في مصر، ويستهدفوا وزارة الداخلية.
س: وهل تواصلت مع سالف الذكر؟
ج: أيوة تواصلت معه، ومع خطاب الذي أخبرنى بإمكانية سفرى لسوريا، عن طريق أبويحيى الحوينى، ابن الشيخ أبوإسحاق الحوينى، وعلاء ومحمد حسين يعقوب، وقال لى لو محتاج فلوس روح له.
س: وما العمليات التي كان يريد سالف الذكر استهدافها؟
هما كانوا عايزين يستهدفوا وزارة الداخلية، المبنى نفسه.
س: وهل أبدى لك سالف الذكر أسباب السفر لدولة سوريا؟
ج: للقتال مع داعش ضد نظام بشار الأسد، والدعوة لفكر داعش والخلافة الإسلامية وإقامة دولة الحق
س: وما الحسابات التي كنت تتواصل مع سالف الذكر من خلالها عبر شبكة التواصل الاجتماعي؟
ج: fares@yahoo/com
faresmorsi١@yahoo.com
skypesfaresmorsi٥٣@yahoo.com
س: هل لديك أو لدى أسرتك أي انتماء سياسي؟
ج: أنا كنت مؤيدا للإخوان وأسرتى معى.
س: وما أسباب تأييدك لهم؟
ج: علشان كانوا بيأيدونى في موقفى ضد ابن عمتى الضابط.
س: هل قمت بإعطاء الأشخاص الذين كنت تتواصل معهم أسماء ضباط؟
ج: إديتهم أسماء الضباط السابق ذكرهم.
س:وما علاقتك بالرائد حسام محمد وهل ثمة خلافات بينك وبينه؟
ج: معرفوش ومفيش أي خلافات بينا.
خططوا لاستهداف المسيحيين ودور عبادتهم.. ضابط «الأمن الوطنى»: معظم عناصر الخلية «طلاب» تواصلوا مع «دواعش سوريين»
خلال أقواله أمام النيابة العامة، كشف الرائد بقطاع الأمن الوطنى، المكلف بمتابعة القضية، حسام سليمان، عن تفاصيل مثيرة أثبتتها التحريات، وأكدت صحة اعترافات المتهم وذلك طبقا للنص التالى:
س: ما معلوماتك بشأن الواقعة محل التحقيق؟
ج: توافرت معلومات من مصادرنا السرية الموثوق فيها، والتي أكدتها التحريات الدقيقة عن قناعة عبدالله محمد عبدالله مرسي مواليد ٤/٦/١٩٩٦ شرقية، ومقيم بقرية «صفط الحنا» في أبوحماد، وطالب بالفرقة الأولى بكلية الشريعة والقانون، بأفكار تنظيم داعش الإرهابى المتمثلة في تكفير الحاكم، ووجوب الخروج عليه، وتكفير العاملين بالقوات المسلحة، والشرطة، واستهدافهم بأعمال إرهابية، واستهداف المسيحيين ودور عبادتهم وإقامة الخلافة الإسلامية، والمشاركة بمناطق الجهاد بالخارج وذلك من خلال تواصله مع بعض كوادر التنظيم عبر شبكة المعلومات الدولية، عُرف منهم أبوقاسم الحمدانى القرداحى وهناك آخرون جارٍ تحديدهم وتكليفه من قبل الأخير بالدعوة لصالح أفكار التنظيم واستقطاب عناصر جديدة تمهيدا لتكوين خلية عنقودية تعتنق أفكار التنظيم والسعى لتنفيذ عمليات إرهابية ضد ضباط وأفراد القوات المسلحة والداخلية والمنشآت العسكرية والشرطية المهمة، كذا الكمائن الثابتة والمتحركة لإشاعة الفوضى.
المعلومات التي وفرتها التحريات، أفادت بتمكن المتهم من استقطاب العديد من العناصر لصالح توجهاته، وتكوين خلية تابعة لداعش، ضمت العديد من العناصر ومنهم هشام سعيد طالب الثانوى، ومحمود عبدالسميع، وآدم عزت والملقب بـ«الصقر الجارح»، كما أكدت التحريات أن سالفى الذكر ربطتهم علاقة بالحركى أبوقاسم الحمدانى، أحد كوادر تنظيم داعش الإرهابى بدولة سوريا؛ لتسهيل سفرهم والانضمام إلى التنظيم، لتلقى تدريبات عسكرية في مجال استخدام الأسلحة بجميع أنواعها وحرب العصابات وطرق تصنيع المتفجرات لتنفيذ عمليات عدائية تستهدف ضباط القوات المسلحة والشرطة عند العودة.
تمكن عضوا البؤرة، هشام سعيد، ومحمود عبدالسميع من السفر إلى سوريا كما أكدت التحريات والمعلومات تحرك عبدالله محمد مرسي بمخطط عدائى يستهدف الضباط والأفراد بالقوات المسلحة والشرطة ورصد العديد منهم سواء المقيمين بدائرة مركز أبوحماد، أو من خلال حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، وكذا من خلال بعض المواقع الجهادية.
س: وما المدة الزمنية المستغرقة في إجراء تحرياتك؟
ج: نحو شهر تقريبًا.
س: وهل تلك المدة تكفى لإجراء تحرياتك؟
ج: أيوه.
س: وهل اشترك معاك أحد في إجراء تلك التحريات؟
ج: لا.
س: ما المصادر التي اعتمدت عليها في تحرياتك؟
ج: مصادر سرية.
س: وما تلك المصادر تحديدا؟
ج: لا يمكن البوح بها.
س: هل تتقاضى تلك المصادر أجرًا؟
ج: لا.
س: ومن أين نشأت تلك الأفكار لدى المتهم ومن أين تلقاها تحديدا؟
ج: من خلال تواصله مع بعض كوادر التنظيم عرف منهم أبوقاسم الحمدانى القرداحى وهذا هو اسم حركى.
س: وما كيفية التواصل بين المتهم المذكور وبين سالف الذكر؟
ج: عن طريق شبكة التواصل الاجتماعى.
س: وما الذي قام به المتهم المذكور عقب تواصله مع سالفى الذكر وقناعته بالأفكار سالفة الذكر؟
ج: حاول استقطاب عدد من العناصر لصالح توجهاته، وتكوين خلية عنقودية تتبع تنظيم داعش الإرهابى، تضم عددا من العناصر جارٍ تحديدهم.
س: هل قام المتهم المذكور بالتواصل أو السعى لدى أي جهة من العصابات أو الجماعات خارج مصر العربية؟
ج: أيوه.
س: وكيف تم ذلك وما مظاهر ذلك السعى؟
ج: عن طريق تواصله مع تنظيم داعش بسوريا، وقام بتزويدهم بأسماء وبيانات عدد من العاملين بالقوات المسلحة والشرطة والواردة أسماؤهم بمحضر الضبط.
س: هل تمكنت من الوقوف على المواقع الإلكترونية التي تم السعى من خلالها؟
ج: أيوه وارد ذكرها بمحضر التحريات.
س: وما قصد المتهم من تواصله مع عناصر تابعة لتنظيم داعش خارج البلاد تحديدًا؟
ج: استقطاب عناصر للتنظيم وتنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد.
س: وما كيفية قيام المتهم بتكوين خلية عنقودية كما سبق وقررت التحقيقات؟
ج: قام بالتواصل مع عدد من الشباب، لعرض أفكاره عن تنظيم داعش عليهم ولاقت قبولًا، وبدأ بالفعل في تكوين تلك الخلية لتوفير عناصر بتنظيم داعش الإرهابى سواء للقيام بعمليات داخل البلاد أو بتسفيرهم خارج البلاد والانضمام لصفوف التنظيم.
س: ومن تولى رعاية تلك الخلية تحديدا؟
ج: المتهم عبدالله محمد عبدالله مرسي.
س: ما الذي قام به المذكور حيال تأسيس أو تجسيد أفكار ومفاهيم تلك الخلية على أرض الواقع؟
ج: قام باستقطاب عناصر بصفوف الخلية وتحديد عدد من العاملين بجهاز الشرطة والقوات المسلحة تمهيدا لاستهدافهم.
س: من أعضاء تلك الخلية تحديدًا؟
ج: الأسماء الواردة بمحضر التحريات وآخرون جارٍ التحري عنهم.
س: ما قولك فيما أضافه سالفو الذكر بالتحقيقات أمام النيابة العامة من أنه عقب تواصله مع سالفى الذكر، بأنه إذا توافرت لديه الرغبة للسفر لسوريا وذلك عن طريق أبويحيى الحوينى وأبوإسحاق الحوينى ومحمد حسين يعقوب؟
ج: لم تتوصل التحريات إلى معلومات عن دور سالفى الذكر تحديدا.
س: وما الذي بدر منك حيال تنفيذ إذن النيابة العامة بشأن المتهم المذكور؟
ج: انتقلت على رأس قوة من الشرطة لمسكن المتهم، وتمكنت من ضبطه وبتفتيش مسكنه عثرت على جهاز كمبيوتر وتليفون محمول.
س: متى وأين حصل ذلك؟
ج: بتاريخ ٢٩/١١/٢٠١٤ الساعة ٩ مساء بمحل إقامته بصفط الحنا في مركز أبوحماد.
س: من كان برفقتك آنذاك؟
ج: قوة من الشرطة السرية.
س: وما الجهة التابعة لها تلك القوة؟
ج: مديرية الأمن والأمن المركزى.
س: وما الذي حدث حال دخولك مسكن المتهم المذكور؟
ج: قمنا بتوزيع القوات لتأمين المأمورية، وقمنا بالطرق على الباب، فتح لنا المتهم، فقمنا بضبطه والسيطرة عليه، واطلعناه على شخصنا وطبيعة المأمورية وسمح لنا بتفتيش المسكن، وقمنا باصطحاب المضبوطات الواردة من حجرة نوم المتهم المذكور.
س: وهل قمت بمواجهة المتهم بالمضبوطات؟
ج: أيوه.
س: وما الذي أقره المتهم؟
ج: أقر بملكيته للمضبوطات.
في قرار الإحالة للمحاكمة الجنائية.. النيابة: المتهمون تلقوا تدريبات على «حرب العصابات» خارج البلاد
بناء على الاعترافات التي أدلى بها المتهم، وما أثبتته تحريات جهاز الأمن الوطنى، أصدرت النيابة العامة قرارًا بإحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية طبقًا للنص التالى:
تتهم النيابة العامة عبدالله محمد عبدالله مرسي «محبوس»، ١٨ سنة طالب بكلية الشريعة والقانون، ومقيم بصفط الحنا مركز أبوحماد محافظة الشرقية، بأنه في يوم ٢٥ نوفمبر ٢٠١٤ وبتاريخ سابق عليه، بدائرة مركز شرطة أبوحماد محافظة الشرقية، سعى لدى عصابة يوجد مقرها خارج البلاد، تسمى تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام «داعش»، وذلك من خلال تواصله مع كوادرها عبر شبكة المعلومات الدولية الإنترنت؛ لتكوين خلية عنقودية إرهابية، تتخذ من أفكار التنظيم أيديولوجية لها للعمل على الالتحاق بحقل الجهاد السورى، وتلقى تدريبات عسكرية في مجال استخدام الأسلحة بجميع أنواعها وحرب العصابات والمدن، وصناعة المتفجرات والعودة للبلاد، تمهيدًا لتنفيذ مخططهم العدائى، وارتكاب أعمال إرهابية داخلها، وضد مؤسساتها، وممتلكاتها، ومواطنيها وموظفيها على النحو المبين بالتحقيقات.
أسس على خلاف أحكام القانون عصابة «خلية عنقودية»، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنيين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى كونه متوليًا قيادتها على النحو المبين بالتحقيقات.
بناء عليه: يكون المتهم قد ارتكب الجناية المنصوص عليها بالمواد ٨٦ و٨٦ مكرر و٨٦ مكرر «أ» و٨٦ مكرر «ج» و٨٨ مكرر«ج» و«د» من قانون العقوبات.
ويأتى قرار الإحالة على أدلة الثبوت كما أوضحتها النيابة العامة في تقريرها، حيث ذكرت عددا من الملاحظات، التي تعد أدلة ثبوت ضد المتهم، ومنها: إقرار المتهم في التحقيقات بتواصله مع المدعو أبوقاسم الحمدانى، المنضم لتنظيم داعش، والذي يروج لفكره، في إقامة دولة العدل والخلافة الإسلامية، وتكفير العاملين بالقوات المسلحة، والشرطة، واستهداف أبناء الطائفة المسيحية، ورغبته في تنفيذ عمليات داخل جمهورية مصر العربية، وتواصله مع من يدعى وهيب شاكر، مساعد أبوبكر البغدادى، أمير تنظيم داعش، وأنه عرض عليه السفر إلى سوريا للانضمام للتنظيم، والقتال بين صفوفه، وذكر الحسابات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعى، التي تم التواصل مع سالفى الذكر عن طريقها، كما أقر بأن ما تم تفريغه، من محتوىات الهاتف الجوال المضبوط بحوزته، خاص به.
ثبت من تفريغ النيابة العامة لمحتوىات الهاتف الجوال المضبوط بحوزة المتهم، أن صورة الخلفية الخاصة بالجهاز، عبارة عن شخص مقطوع الرأس، ويحمل رأسه بين يديه، وتبين وجود صورة مدون عليها الأصدقاء، وبها أشخاص منهم من يدعى أبوقتيبة الأنصارى، وتغريدات خاصة بالمتهم عبر موقع تويتر، يظهر بها صورته مدون عليها: «اللهم اشف أمير المسلمين وانصر دولة الإسلام في بغداد»، و«اللهم مكنا من رقابهم في مصر وسوريا وجزيرة العرب»، وكذلك عبارات مسيئة لشخص رئيس الجمهورية.
تفريغ عبارات منها: «أنا ذاهب لدولة الخلافة خلال أيام، إذا قدر الله لى أن التقى بأمير المسلمين مرة ثانية، وسوف أعرض عليه إن شاء الله، جهاز المخابرات العامة للدولة الإسلامية»، وأخرى: «أعلن اليوم دعمى للشيخ أبومصعب ابن الدولة باليمن، وإمداده بالمال فقط، أما السلاح فيصعب علىّ إخراجه، وصورة سوداء مدون عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله الدولة الإسلامية الخلافة الراشدة»، كما ثبت بتفريغ محتوىات جهاز الحاسب الآلى المضبوط بحوزة المتهم، وجود صور، وفيديوهات خاصة بمتابعة أخبار تنظيم داعش.
وشملت أدلة الثبوت التي قدمتها النيابة العامة شهادة الرائد حسام سليمان، ضابط الأمن الوطنى، المكلف بمتابعة القضية، والتي تضمنتها محاضر أقواله أمام النيابة العامة.
وقال رائد الأمن الوطنى إن تحرياته توصلت إلى تأكيد قناعة المتهم عبدالله محمد عبدالله مرسي، بأفكار تنظيم داعش الإرهابى المتمثلة في تكفير الحاكم المبدل لشرع الله ووجوب الخروج عليه والعاملين بالقوات المسلحة والشرطة، واستحلال القيام بأعمال عدائية ضدهم.
واستهداف أبناء الطائفة المسيحية ودور عبادتهم وإقامة الخلافة الإسلامية وفرضية المشاركة بحقول الجهاد بالخارج من خلال تواصله مع بعض كوادر التنظيم المذكور عبر شبكة المعلومات الدولية، وعرف منهم الحركى أبوقاسم الحمدانى القرداحى وآخرون، وتكليف الأخير له بالتحرك للدعوة لصالح أفكار التنظيم لاستقطاب عناصر جديدة، تمهيدا لتكوين خلية عنقودية إرهابية تتخذ من أفكار تنظيم داعش الإرهابى أيديولوجية لها تسعى لتنفيذ جملة من العمليات الإرهابية المتصلة ضد الضباط وأفراد القوات المسلحة والداخلية والمنشآت العسكرية والمهمة، وكذا الكمائن الأمنية الثابتة والمتحركة لترويع المواطنين، وتعطيل العمل بالدستور وزعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى بالبلاد لإسقاط الدولة.
وأضاف أن التحريات أكدت تحرك المتهم المذكور بالدعوة لصالح أفكار التنظيم بشبكة المعلومات «الإنترنت» من خلال العديد من الحسابات الشخصية الخاصة به لصالح توجهاته الفكرية وتكوينه خلية عنقودية تتبع تنظيم داعش الإرهابى، ضمت العديد من العناصر، وأضاف بقيام المتهم المذكور بإعداد برنامج لتجهيز عناصر تلك الخلية، للقيام بأعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة، تتضمن تنظيم لقاءات تثقيفية لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى بشبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، لتجنب الرصد الأمنى يتدارسون خلالها أيديولوجية تنظيم داعش الإرهابى والمعادية لمؤسسات الدولة، وإمدادهم ببعض المطبوعات والإصدارات التي تدعم تلك الأفكار، وتؤكد فرضية الجهاد ضد السلطة الحاكمة باعتبارها فاقدة للشرعية، وحثهم على استقطاب عناصر شبابية جديدة لمنهجهم الفكرى.
وأضاف أنه في إطار إعداد المتهم المذكور لتلك العناصر عسكريًا، قام بربطهم بالحركى أبوقاسم الحمدانى أحد كوادر تنظيم داعش الإرهابى لتلقى تدريبات عسكرية في مجال استخدام الأسلحة بجميع أنواعها وحرب العصابات والمدن وطرق تصنيع المتفجرات، تمهيدًا للعودة للبلاد لتنفيذ عمليات عدائية، تستهدف ضباط القوات المسلحة والشرطة وإحداث حالة من الانفلات الأمنى لتعطيل خارطة الطريق وإسقاط الدولة.
وأضاف بتحرك المتهم المذكور لتنفيذ مخططه العدائى الذي يستهدف الضباط والأفراد العاملين بالقوات المسلحة والشرطة، لإحداث حالة من الانفلات الأمنى لإشاعة الذعر والفزع بنفوس المواطنين، وقام برصد العديد منهم من خلال حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، وكذا من خلال تواصله مع بعض المواقع الجهادية التي تبث بيانات بعض الضباط والتحريض على استهدافهم، وعرف منهم محمد علاء عليوة الضابط بقسم ثان الزقازيق، محمد عمر المسلمى ملازم بالقوات المسلحة وعمر المسلمى مقدم قوات مسلحة، وثروت سويلم ضابط شرطة، والمدير التنفيذى لاتحاد الكرة ومحمد عبدالباسط سليم ضابط شرطة وعبدالباسط سليم لواء شرطة بالمعاش، رامى ماهر سليم مقدم قوات مسلحة.
وبعرض محضر التحريات بمحتواه سالف الذكر على نيابة أمن الدولة العليا، أصدرت إذنًا بضبط وتفتيش شخص ومسكن المتحرى عنه لضبط ما بحوزته، ويعد ذا صلة بالجريمة موضوع التحرى، ونفاذا لإذن النيابة العامة سالف الإشارة إليه، توجه لمسكن المتهم وتمكن من ضبطه وبتفتيش مسكنه عثر على حاسب آلى وهاتف جوال.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com