نظرًا إلى الغلاء المستشري في البلاد
شراء الملابس الجديدة قبل العيد هي عادة متوارثة عند المصريين منذ زمن بعيد، لكن الظروف الاقتصادية السيئة من غلاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية أدى إلى تخلّي الكثير من المصريين عن هذه العادة، الأمر الذي أصاب سوق الملابس في مصر بحالة ركود شديدة.
حسام المهدي من القاهرة: حالة من الركود أصابت معظم محال وأسواق الملابس في مصر في موسم عيد الأضحى، على الرغم من أن هذه الفترة من السنة تشهد إقبالاً كبيرًا على شراء الملابس الجديدة، كما جرت العادة. وقد أرجع التجار وأصحاب المحال هذه الحالة إلى الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد وارتفاع الأسعار والغلاء الذي استشرى بصورة كبيرة في مصر.
ومن خلال جولة في أسواق القاهرة لاحظت "إيلاف" إقبال العديد من المواطنين على باعة الأرصفة والباعة الجائلين نظرًا إلى الانخفاض النسبي في أسعار الملابس لديهم، كما لمست حالة الركود التي تشهدها المحال نظرًا إلى ارتفاع أسعار الملابس بنسب تتراوح بين 20 و25 % عن الموسم الماضي.
الملابس واللحوم حلم بعيد المنال
تقول هبه محمد – ربة منزل - "ألجأ إلى باعة الأرصفة هروباً من ارتفاع الأسعار في المحال، وحتى تُتاح لي الفرصة كي "أساوم "البائع على السعر، وهو ما لا يتوافر في المحال"، وأضافت أنها لولا أطفالها ما كانت خرجت من منزلها لشراء ملابس العيد، فالأولى من شراء الملابس الجديدة هو توفير الأكل والشرب، وخاصة اللحوم، التي أصبح شراؤها حلمًا بعيد المنال للفقراء ومحدودي الدخل.
وأشار محمد – بائع ملابس متجول - إلى أن السوق يشهد حالة ركود كبيرة هذا العام، وأن المشتري يلجأ إليه نظراً إلى ارتفاع الأسعار في المحال. وأكد أنه لا يغير مكان وقوفه، وأن الزبون يذهب إليه مباشرة، ويعلم محمد أن البضاعة زهيدة الثمن غير مطابقة لمواصفات الجودة ومصنوعة بطرق غير شرعية، و"لكنها هي التي يبحث عنها الناس الفقراء والبسطاء".
أما شعبان حسن – صاحب محل ملابس - فأشار إلى أن معظم المنتجات تشهد ثباتًا في الأسعار، وأنها في متناول الجمهور، ولكن عزوف الناس عن الشراء له أسباب أخرى غير ارتفاع أسعار الملابس، وهذه الأسباب الجميع يعرفها ومغروس في وحلها، وهي موجات الغلاء التي تشهدها السلع الأخرى، التي تعتبر من الأولويات التي يجب أن تتوافر في المنزل، مثل المنتجات الغذائية والغاز والوقود وتكاليف التعليم وعلاج الأمراض.
التخلي عن العادات
توافقه الرأي هدى حسين – ربة منزل - التي كانت في طريقها لشراء ملابس العيد لأطفالها من سوق العتبة في وسط القاهرة حيث لفتت إلى أن السوق يشهد حالة ركود ناتج من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، التي أثرت بالسلب على بقية السلع والأسواق. ونتيجة لأن الناس غير قادرة على مواكبة هذه الموجات من الغلاء أصبحت تتخلى عن جزء من عادتها، ومن بين ما تخلى البعض عنه هو شراء الملابس الجديدة في العيد.
من جانبه أكد يحيى زنانيري نائب رئيس غرفة الملابس الجاهزة في القاهرة ورئيس جمعية منتجي الملابس أن حالة الركود التي تشهدها سوق الملابس يرجع لأسباب متشابكة عدة، ومنها أن العروض معظمها من الملابس الشتوية، ودرجات الحرارة لا تزال مرتفعة، إضافة إلى ظروف الغلاء التي جعلت شراء الملابس الجديدة أولوية متأخرة لدى الناس.
وأضاف زنانيري أن اتجاه مؤشرات البيع في سوق الملابس ينخفض منذ عامين، وجاء ارتفاع أسعار اللحوم ليجعل توفيرها في عيد الأضحى عبأ ثقيلاً على كاهل المصريين، مما أثر على باقي المتطلبات، ومنها الملابس.
وأشار إلى أن معدل استهلاك المواطن المصري للملابس يقدر من 200 إلى 300 جنيهًا سنويًا، والأعياد والمواسم هي أكثر فترات السنة نشاطًا بالنسبة إلى حركة البيع، وذكر أن حجم الاستثمارات المحلية في الملابس يقدر بحوالي 250 مليار مصري وأصبحت مهددة نتيجة لغزو الملابس المهربة للأسواق، التي أصبحت تمثل 50 % من حجم سوق الملابس في مصر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com