ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الأمين وسط لوائح غير امينة

د. رأفت فهيم جندي | 2010-11-16 00:00:00

بقلم: رأفت فهيم جندى
بالرغم من وجود الشخصيات الأمينة الغير متعصبة فى اماكن كثيرة فى مصر ولكنهم مقيدو الايدى بما تمليه عليهم اللوائح العنصربة من الأدارات العليا فى هذه الأماكن.
كانت من اوائل دفعتها بأحدى كليات الفنون التطبيقية بأحد جامعات مصر، ولكونها كانت متفوقة  والأولى فى مادة معينة, طلب منها رئيس القسم أن تتقدم بطلب للتعيين معيدة فى هذه المادة، ففعلت هذا.

ارسل لها رئيس القسم بعدها لكى تقابله فى المكتب وقال لها امام الحاضرين من مجلس الكلية  "لأنك متفوقة علميا وايضا على درجة عالية من التهذيب والأدب وافق  مجلس الكلية على تعيينك كمعيدة، ولكن عندما ارسلنا هذا لأدارة الجامعة لأعتماده رفضوا تعيينك لأنك قبطية، ولهذا اطلب منك أن تكتبى لهم لحل هذا الأمر". شكرته على هذا وتقدمت بطلب استعلام للجامعة عن رفضهم تعيينها بالرغم من قبول مجلس الكلية لها, ولكنها لم تسمع ردا منهم حتى الآن.
فى هذه الاثناء عرض عليها مجلس البحوث وظيفة معهم وقبلتها وسجلت مع نفس الكلية رسالة الدكتوراة وقطعت شوطا كبيرا بها وهى فى عملها بمركز البحوث, لكن ظروف زواجها وعائلتها حتمت عليها الحضور لكندا.

كانت تتردد كثيرا على مصر لأنهاء درجة الدكتوراة التى بدأتها هناك، وعند مناقشة الرسالة تخلف عن الحضور احد الأساتذة المشرفين على رسالتها بدون اى اعذار ولم يرسل لها ايضا عن السبب  وتعطلت رسالتها فما كان منها الا ان تقدمت بطلب شطب هذا الاستاذ من الرسالة، وهى طريقة لم يعتدها مجلس الكلية ولا الجامعات المصرية كلها لما بها من جسارة فى تحدى أحد الأساتذة.

علمت بعدها ان مناقشة حامية الوطيس دارت بين هذا الاستاذ المشطوب وبين أستاذ آخر مشرف على الرسالة وكانت حجة الأستاذ المعاكس انها صغيرة فى السن وايضا قبطية فلا يصح لها أن تأخذ هذه الدرجة، ولكن الآخر كان مقتنعا بموضوع الرسالة والجهد المبذول وانه لا يفرق بين انسان وآخر لأن اخلاقة تمنعه من هذا، واضاف "وايضا لأن الرب واحد"، علمت بعدها أن كل منهما تقدم بشكوى ضد الآخر بسبب رسالتها.

كان هذا الاستاذ الأمين يعلم أنه ممكن له أن يكون فى وضع حرج مع ادارة الجامعة بسبب امانته واخلاقه ودفاعه عن حق لأحد الأقباط، ولكنه لم يتراجع وانتقى لها استاذا آخر لكى يكمل به الهيئة العلمية المشرفة على الرسالة.

نالت درجة الدكتوراة التى تقدمت لها وعادت لكندا ولكن تجربتها الجسورة فى شطب احد الأساتذة المشرفين على الرسالة تركت آثارها هناك ليس فقط كمثال للشجاعة والجرأة ولكن فى الجدل الذى صار بعدها بين بعض الشخصيات الأمينة وآخرين من البشر لا ضمير لهم.
رئيس جريدة تحرير الأهرام الجديد الكندية

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com