بقلم: إيهاب شاكر
طار النوم من عيني وانتابني السهاد
خبر من بلاد الرافدين من بغداد
خبر غطى على الأخبار
حزن له حتى الأشرار
أشرار البشر
مَن قلوبهم ليست حجر
مِن وقتها والصمت داخلي ساد
أأكتب مقالاً عن الموضوع؟
أم تكتفي عيني بزرف الدموع؟
حرت واحترت وطالت فترة الصمت
والقلب بداخلي موجوع
لماذا كل هذا؟!
لماذا القتل والذبح في البشر
لماذا كل هذا الشر
أغادرت الرحمة البلاد؟
أم رخص دم العباد؟
أه عليكِ يا بغداد
شرد ذهني أيامًا كثيرة واخترت ألا أكتب
فماذا أكتب
وأنا أشعر كأني على الصخر أضرب
أشعر كأني أنا المذنب
انتحبت واكتأبت وأجبرت قلمي على السكوت
فلم أسمع بداخلي سوى نحيب الموت
وارتفع بضجيج ذلك الصوت
وآبى الصمت
بل طلب الصراخ في البرية
ورفض لبس المسوح والسواد
وطلب النهوض لأجل بغداد
بل طلب النهوض لأجل مسيحي الشرق
لأجل محاولة محو هذا العِرق
لفضح الكراهية ومصدرها
لردم تلك الآبار ومنبعها
أبار الكره والحقد والرفض
الآبار التي لا تضبط ماء
آبار قلوبها جوفاء
ملآنة بكل جفاء
ولا علاقة لها برب السماء
بل منبعها إبليس وليس إنسان
ومن جنّده في جيوشه على مر الزمان
لا يهم المكان
ولا يهم عنده الإنسان
وكأن قايين قد عاد
ليقتل أخاه في بغداد
ما دين هؤلاء الذين يذبحون الأطفال
وكيف لهؤلاء أن يعتبروه احتفال
ويهتفوا هتافات النصر والتكبير
على ماذا؟
على مذبحة، على مجزرة
على قتل النساء والأطفال
ياللمخابيل!!
ياللمهاويس بالدماء وسفكها!!
يالأعوان إبليس !!
اتبعوا ملته وطقوسه في القتل والذبح
وأمست ديانتهم ديانته
ورغبتهم رغبته في الاستيلاء على كل البلاد
ولم يعبئوا بصرخات الأمهات ولا ببكاء بغداد
ثم ما علاقتهم بكاميليا أو وفاء
أم هو مجرد (تلكيك) للقتل والعداء
فإن لم يجدوا من يعادوه سيعادون أنفسهم
وهذا ما يحدث بين السنة والشيعة
فألسنتهم تسب بعضهم البعض بكلمات فظيعة
ويقولون على بعضهم البعض الحكايات الشنيعة
وبعض عمليات القتل المريعة
الجبانة
الملأة بالمهانة
والخيانة
هؤلاء ليسوا بشر بأي حال
بل قد لبستهم شياطين النار
وامتلأت أذهانهم بسموم الأفكار
أن اطردوا هؤلاء المسيحيين من الديار
من بين الأخيار
إنهم من الكفار
ياللغباء!!
ياللجهل وانتشار الداء!!
ياللخطية والعناد!
وقلبي عليكِ يا بغداد
يومًا ما سيأتي ملك الملوك والدمع يهون
سيأتي ليمسح الدمع من كل العيون
ليحل السلام الحقيقي فهو ملك السلام
ليقل الإنسان للإنسان أنت شقيقي
ليتحد كل الأنام
سيسجدوا له فهو رب الكل
ستجثوا باسمه كل ركبة
كل الملوك والأمم
بكل خضوع ورهبة
وتقوم أجساد الشهداء وتفرح به
ستسكن الأمجاد
مع الرب يسوع
سيد الأسياد
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com