د. مينا ملاك عازر
في زمن الشجاعة، لا يخشى الصحفيين من أعمال القمع الممارسة من الداخلية، ولا تخشى الداخلية من القانون، ولا يخشى الرئيس السيسي من أي أحد إلا الله، وفي زمن الشجاعة تعيش بلادنا بلا قرار جريء يحمي اقتصادها من تغول المحتكرين، وتخشى الحكومة من أن ترفع الضرائب وأسعار الطاقة على مصانع الحديد فتدعمها وتفكر في دعم مصانع السراميك لألا يزعل أصحابها، والأسمنت كمان وماله ما نحن في زمن الشجاعة.
في زمن الشجاعة، يفتتح الرئيس حصد القمح من مشروع المليون ونصف فدان، وفدان القمح يخسر في زراعته ألفي جنيه، وقمة الشجاعة هنا أن تستمر في مشروعك دون النظر للخسائر لأنك ستوفر استيراد القمح ودون أن تشرح للناس ماذا يجري؟ ولماذا؟ وهكذا تكون أنت شجاع والناس خبطوا دماغهم في الحيط.
وفي بلادي، الشجاعة فيها مقدرة، ويعتبرون التهور شجاعة، والمغامرة جراءة والمقامرة جدعنة، وتحيا مصر، والموت لقوى الشر التي لا أعرف من هي إلا الإخوان الذين أثق أنهم ما كانوا يحلمون أن يفرقوا القوى التي كانت متماسكة في الثلاثين يونيو كما هي متفتتة الآن،منه لله الذي فرقنا ونال منا ولم يستثمر وحدتنا.
مصر ليست دولة بشهادة الرئيس، مصر ميكروباسإللي نازل الأول يبقى يبص على العجلة الورانية يشوفها مخرومة نايمة يعني ولا سليمة،وإللي ينزل بعده يبقى يبص علىالفوانيس لسه منورة، وإللي مكمل فيها للآخر فده راجل صبور فها ندي له مصر هدية لإنه استحمل كل ما فعلته بها حكومات البلد إلى أن جعلوا من الميكروباس قطار يدهس من يقف أمامه وبلا مزلقان وبلا حد يحاسبه.
أحكي لكحكاية الشجاعة التي صرنا نتباهى بها ونننسى أن مصر بلد بدولة منذ زمن بعيد، وبعد أنكنا نقول أن مصر دولة مؤسسات صرنا ننتظر إلا أن تصبح مصر دولة يحترمها الجميع، وتحترم نفسها، أنا لا أعرف لماذا لا تحترم مصر نفسها؟ هل لأنها تهين أطباءها وصحفيها ومواطنيها؟ هل هذا مبرر يجعل مصر دولة لا تحترم نفسها؟ لا أعتقد، أحدهم يهمس في أذني وأكد لي أن مصر يبقى لها ساعتين وتصبح بلد ولكن لم يقل لي الساعتين دول ستين دقيقة ولا ساعتين ضوئيتين، أنا أعرف أن مصر دولة وبلد ووطن يعيشفينا ونعيش فيها.
المختصر المفيد هناك شعرة بين عدم الخوف والقلق، والأخير محمود بل مطلوب.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com