ينتاب الأوروبيون هلع شديد من تنفيذ عمليات إرهابية أخرى، سيما بعدما نجح تنظيم داعش في دس خلاياه النائمة هناك ليقتنصوا الفرصة المناسبة لحبك سيناريو إرهابي آخر على غرار باريس وبروكسل.
منذ الاعتداءات الإرهابية الدموية التي طالت باريس وبروكسل وأودت بحياة مئات الأرواح، تسعى أجهزة الاستخبارات الأوروبية لتفادي تكرار تلك السيناريوهات المميتة والتي أربكت المجتمع الأوروبي بشكل غير مسبوق، إذ لم يستثن تنظيم "داعش" اللجوء إلى أي وسيلة لنشر الرعب في نفوس الأوروبيين.
صيف 2016.. موسم "الإرهاب"
يقيم بعض الخبراء أن ما فعله التنظيم، سواء في باريس نهاية العام الماضي أو ببروكسل مؤخرا، هو مؤشر لاستعداد هذا التنظيم للتحول إلى طور جديد، بعد محاصرة جبهات قتاله وحرمانه من منافذه الآمنة، خصوصا مع تكثيف الغارات التي يشنها عليه كل من التحالف الدولي وروسيا في العراق وسوريا.
صحيفة "بيلد" الألمانية سلطت الضوء على احتمال رفع "داعش" سقف جرائمه الإرهابية، ونقل حربه إلى أوروبا بعد انحسار سيطرته في منطقة الشرق الأوسط، وهو حاليا يخطط لدس مجموعة كبيرة من المتفجرات في المستلزمات السياحية العامة الموجودة في الشواطئ الأوروبية، مثل الشمسيات وسترات المنقذين وسيارات ومحلات البائعين الدائمين والمتجولين على هذه الشواطئ.
وأوضحت الصحيفة أن انتحاريي التنظيم سيسعون إلى التخفي على هيئة باعة متجولين ليتمكنوا من الاختلاط مع الناس بشكل طبيعي.
سيناريو "هجوم سوسة"
وفي تعليق على هذه المزاعم والتكهنات الاستخباراتية، أفاد مسؤول للصحيفة المذكورة، رفض الكشف عن هويته، بأن "داعش" انتقل إلى مستوى جديد تماما من الإرهاب، فالشواطئ السياحية الصيفية لا يمكن إحكام القبضة الأمنية عليها، والعام الماضي قتل 38 شخصا منهم 30 بريطانيا على يد مسلح في هجوم استهدف منتجعا سياحيا بمدينة سوسة التونسية.
وتشمل الشواطئ المستهدفة، التي تحدث عنها قادة الاستخبارات، منتجعات في جنوب فرنسا، ومنتجع "كوستا ديل سول" في إسبانيا، والساحلين الشرقي والغربي في إيطاليا.
أحد ضحايا الهجوم على المنتجع السياحي
هذه المزاعم التي قدمتها صحيفة "بيلد" الألمانية دحضتها المخابرات الإيطالية بشكل قاطع، فيما أكدت وكيلة وزارة الثقافة والسياحة الإيطالية، دورينا بيانكي، أنه لا يجب الاستسلام للخوف وتغيير نمط حياة الأوروبيين لأن الإرهاب -حسب ظنها- يمكن مقاومته بهذه الصورة أيضا.
وأعربت بيانكي عن استغرابها الشديد بما وصفته بـ"ترهات" الصحيفة، محملة وسائل الإعلام المسؤولية في الحرب ضد الإرهاب، مؤكدة أن رواج مثل هذه الأخبار يهدف إلى الإضرار بقطاع السياحة في هذه البلدان المذكورة في التقرير.
لماذا أوروبا؟
حتى وإن جرى دحض مثل هذه التقارير، إلا أن تكرار الهجمات الإرهابية ضد أوروبا في أكثر من مناسبة يدفع بالتساؤل حتما حول تصويب "داعش" لسهامه إلى الاتحاد الأوروبي، سيما بعد هجمات بروكسل التي أكدت تلك الشكوك من أن الاتحاد الأوروبي تحول إلى الهدف الرئيسي لداعش، وخلف ذلك تقف عدة أسباب من ضمنها توفر الأرضية الخصبة لتنفيذ الهجمات الإرهابية، منذ 2014، وتحول أوروبا منذ فترة إلى ما يشبه القاعدة لتجنيد المسلحين في صفوف داعش، والاستفادة من أزمة اللاجئين التي أتاحت للمتطرفين "فرصة رائعة" لبث التخويف والترويع.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com