ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

وداعاً رئاسة الحزب المصري الديمقراطي

بقلم : محمد أبو الغار | 2016-04-05 10:31:25

 من نيويورك أعلن أننى طويت صفحة من صفحات حياتى، فلم أكن يوماً حزبياً بالرغم من أننى كنت ناشطاً ومهتماً بالسياسة لسنوات طوال لعدم ثقتى في الأحزاب المصرية بسبب تدخل الدولة السافر منذ 1952 ضدها، سواء بالإلغاء أو الاختراق الأمنى أو الضغوط عليها. وبعد الثورة تغير الأمر وظهر هذا الحزب الذي جمع أربع مجموعات: الأولى من شباب الثورة والثانية من الذين يعملون في المجتمع المدنى الواسع والثالثة من بعض قدامى اليساريين الذين آمنوا بفكرة الديمقراطية الاجتماعية والرابعة مجموعة مختلفة الأطياف من رجال الأعمال. وكان تمثيل الأقباط والمرأة والشباب الكبير إحدى الظواهر الكبرى في الحزب الوليد. واتفق الجميع على أن أيديولوجية الحزب هي الحفاظ على مدنية الدولة والعدالة الاجتماعية ممثلة في الديمقراطية الاجتماعية، والدفاع عن حقوق الإنسان.

 
وخاض الحزب الانتخابات البرلمانية الأولى مع المصريين الأحرار في الكتلة المصرية وخاض معركة مع جبهة الإنقاذ ضد دستور الإخوان ثم كان أول من نزل الشارع مطالباً بانتخابات رئاسية مبكرة، وكما كان الحزب بأفراده مشاركين في ثورة 25 يناير في أول الصفوف وكان أيضاً في 30 يونيو في أول صف ومشارك في الوزارة التي تلت الثورة برئاسة الوزراء ونائب رئيس الوزراء في ظروف غاية في الصعوبة، وبعد أن انتصر الشعب ومع الحزب بدأت موجة من الاستقالات بسبب هوية الحزب التي رآها البعض يمينية والبعض يسارية أكثر مما ينبغى. والبعض اعتبر الحزب يدقق بشدة في حقوق الإنسان والبعض رأى أنه تراخى في ذلك. ولكن الحزب استعاد توازنه بدخول مجموعات كبيرة من الناشطين ورجال الأعمال الصغار وتبلورت هوية الحزب في الديمقراطية الاجتماعية كنظام سياسى قاد شمال أوروبا (الدول الاسكندنافية وألمانيا) بأن تصبح أغنى دول العالم وأكثرها رفاهية وحماية لحقوق الإنسان وهذا هو الحزب الوحيد في مصر الذي خاض أعضاؤه الانتخابات من أصغر قرية إلى رئاسة الحزب مرتين من أسوان إلى الإسكندرية. الحزب به أكبر مجموعة من المثقفين المصريين والأدباء والفنانين والموسيقيين ومخرجى السينما وله نشاط ثقافى كبير بجوار نشاطه السياسى.
 
الحزب دمه تقيل على قلب النظام وبالذات الأمن، لأنه يريد الديمقراطية الحقيقية ويؤيد احترام الدستور وينادى ويجاهر صباحاً ومساءً ضد انتهاك حقوق الإنسان، ويريد شفافية تامة ومنع الفساد وهى أشياء ينادى بها النظام ولكنه يكرهها.
 
يود الكثيرون في السلطة أن يختفى الحزب من الوجود بالتضييق عليه بكل الطرق ومشكلته أنه حزب لا يريد من قيادته شيئاً غير خدمة مصر، لا يريدون جاهاً ولا مالاً ولا وظيفة، والنزاهة عنوان قيادة الحزب وقدرة الأمن على اختراقه- إن وجدت- محدودة.
 
في الظروف الطبيعية من المفروض أن يكبر هذا الحزب ولكن الظروف الاقتصادية وضغط الدولة على الكثيرين بألا ينضموا لهذا الحزب يعرقل النمو.
 
تركت الرئاسة لزملاء أرجو أن يوفقوا، وقد قرأت أن رئيس الحزب رشحنى لرئاسة مجلس الأمناء على التليفزيون وفى جريدة الوطن، وأنا أشكره ولكننى لم أُستشر في ذلك وأعتذر عن المنصب، لأن هذا هو وقت البناء كعضو عادى في أمانتى الفرعية في الجيزة، للمساعدة في بناء حزب سياسى متميز سوف يكون في المقدمة حين تتحسن أحوال مصر من ناحية الحريات وحقوق الإنسان وعدم التوغل الأمنى. الحزب الآن كبير منتشر والعمل العام في تقديرى لا بد أن تكون مدته محدودة، لأن السلطة المطلقة فساد مطلق. وسوف أظل أكتب وأتحدث ما دام في الصحة والعمر بقية.
 
تحية لأعضاء الحزب جميعاً وتحية لمصرنا الحبيبة التي أرجو أن تتحسن أوضاعها اقتصادياً وإنسانياً. وأقول للجميع قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
نقلا عن المصرى اليوم
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com