كتب – محرر الأقباط متحدون
قال د. ميشيل فهمي، المحلل السياسي، أن من ضِمْنّ ميراث وموروثات الكنيسة على مدى تاريخها لم نجد لا قديسًا ولا راهبًا هٓبّ مُقاتِـــــلاً مُحارِبــــًا مُجــــادِلاً مُخالِفــــًا مُعارِضـــًا لآبــــاؤه ولا لِمُعلميهِ ولامرشديه الروحيين الذين ينهل منهم تعاليم النُسك والزُهْــدّ والتقشف والموت عن متاع الدنيا الأرضية وشهواتها ومنها الإمتلاك، وذلك في إطار من المحبة والطاعة والإتضاع، ومن مخافة الله لينمو في حياته الرهبانية للوصول الي المملكة السمائية التي هي الهدف الأُسَمى.
وتابع فهمي في تدوينة على حسابه بالفيسبوك، أن هذه مقدمة كانت أكثر من ضرورية لأنها مدخل للكارثة التي تعيشها الكنيسة المصرية وقادتها هذه الأيــام مع الرعيه، وتعريض العقيدة المسيحية للخطر لأن القضية المُثارة زلزلت قاعدة راسخة في صُلْب طقس الرهبنة القبطية التي أسست وأرست قواعد الرهبنة في العالم كله وخرجت من مصر إلى أربعة أركان المسكونة، عن قضية ما يُسمي بدير وادي الريان.
وأستطرد، إلى مغاوير الفيسبوك الأقباط من صحفيين وإعلاميين ونشطاء وحقوقيين ومُنسقين حركـات وإئتلافات واختلافات ومهيجي ركوب موجة أي مشكلة، أعلم عن يقين أن كلامي هذا سيغضبكم كلكم لأنه كٓشْفٌ لحقيقتكم، وهذا أضعف الإيمان، لأنكم بكل جهالة وبلا أدني محاولة لدراسة قضية بمشكلة ظهرت علي ساحة الرأي العام خاصة القبطي منه ، تناولتوها بسطحية وتسطحية فكرية لخدمة ظهوركم، غير مدركين أهمية وحساسية موضوع وجوهر وٓلُب القضية وأطرافها الثلاثية، فالقضية المُثارة ليست قضية قبطية عادية من قضايا الإضطهاد التي تُثٓار من حينٍ لآخر ، مثل قضية سجن الأحداث المسيحيين ، أو قضية صفر مريم، لكنها قضية تتعلق في غالبيتها بشأن كنسي هام هو ( نظام الرهبنة القبطية ) وهي الأولي في العالم كما قلنا ومؤسسها الأنبا أنطونيوس أول راهب مسيحي في العالم كله ، والأطراف الثلاثية لهذه القضية هي :
** الكنيسة المصرية الأرثوذكسية ، مُمٓثلةٌ في قداسة البابــــا
** الدولــــة المصريـــة
** مجموعة من مُدٓعيّ الرهبنة واضعين أيديهم علي ١٣ ألف فدان من أراضي محمية طبيعية
وأوضح فهمي، أنه حتى عام ١٩٦٠ لم يكن لهؤلاء الرهبان واصفًا إيهم بـ المُدعين، وجود في هذه المنطقة حتي حاول راهب فرد مُنْشق عن ديره الأصلي تأسيس دير بها ، مُصْطحِبًا بعض رهبان آخرين وضم لهم عشرات الأفراد بِمُسمي رهبان وبإشراف شيخ مطارنة الكنيسة كما إدعي، وعاشوا باسم دير القديس مكاريوس السكندري ، واضعين أيديهم علي ١٣ ألف فدان من أراضي محمية وادي الريان، وأقاموا قلايات وأسوار وزراعات، واستمر الحال ، إلي أن حان وقت تنفيذ ( الطرف الثالث ) مرحلة من مراحل التنمية القومية بشق طريق يمر من خلال مكان إقامة هؤلاء الرهبان، وهنا خٓلٓعٓ هؤلاء وأولئك الثوب المعنوي للرهبنة ، وأظهروا عكس ما في مبادئ وأخلاق وسلوكيات الرهبنة القبطية الأصيلة من مُثُلٌ وأمثِلة الحياة الرهبانية، فتشاحنوا وتلاسنوا وتحاربوا وتصارعوا علي ثلاث مستويات، المستوي الأول بينهم وبين الدولة في صور عدة مؤسسات ، المستوي الثاني بينهم وبين آبائهم من قيادات الكنيسة ، المستوي الثالث بينهم هم أنفسهم في ما بين مؤيد لطاعة الآباء بالكنيسة وبين رافض للطاعة والتصدي بالقوة لمنع شق طريق التنمية ، وصل الأمر لإطلاق الرصاص وإصابة الرهبان بعضهم لبعض، وتفاقمت الأزمة.
وتابع فهمي، هنا كان لِزامًا علي الدولــــة (الطرف الثاني) الي اللجوء الي الكنيسة ( الطرف الأول ) للتدخل وإنهاء الأزمة مع ( الطرف الثالث ) باعتبار هذا الطرف تحت قيادته!
وكانت الفضيحة الكبري والعلنية للكنيسة المصرية ورهبنتها وقادتها وشعبها ، فقد رأينا إنقسامًا قاصمًا وبلطجة باسم رهبنة بلا طاعة ولا عبادة ولا نسك.
مضيفًا، قد ظهر ذلك جليًا عندما أصدر البابا قرارًا في صورة بيان صادر من قيادة الكنيسة الأب البطريرك ، يؤكد أن المكان المُتنازع عليه ليس بدير ومن فيه ليسوا رهبانًا ..كــــــــان علي الجميع عند هذا ، إنهاء الأزمة، ووقف مهزلة أن في الرهبنة القبطية منشقون خارجون عن قيادة كنيستهم مُخْترعين مُبْتٓدعينّ رهبنة خاصة بهم هي رهبنة التمسك بالأرض الباقية لأنهم باقون عليها ومخلدون، مدافعون عنها بحياتهم ، مُخربين معدات حكومية.
وأستنكر فهمي تداول صور لرهبان يضعون أنفسهم أمام الجرارات لوقف تنفيذ القرار ونشر الصحفيين لهذه الصور في عدم فهم لجوهر الرهبنة وسلوكياتها وقوانينها وأهدافها ووقفوا وساندوا وظهروا في الصورة كمؤيدين للبلطجة مُكذبين مُشٓكٰكِين في كلام قداسة البابا مُشجعين علي معارضته وعدم تصديقه لكن مطالبين بتصديق كلام من يدعون رهبانًا عن كلام البابا ، وشجعوا وحرضوا من وراؤهم العديد من مناضلي الفيس بوك للتطاول علي البابا بدون فهم أو وعي ، وأظهرت هذه الصورة أمام الجميع الأقباط وكنيستهم ورهبانيتهم في أسوأ صورة!
وتابع، أن تلك الزمرة بلا إستثناء يتنطعون علي أبواب الكاتدرائية في كل مناسبة لنيل شرف تقبيل يد البابا والتصوير معه، ثم يقومون الآن بأعمال بطولية دونكشوتية.
وأختتم بقوله، لو كان هؤلاء رهبان حقيقيون لكان عليهم طاعة شيوخهم وتنفيذ ما أتفقوا عليه مع الدولة ، لأن هذه هي الرهبانية بالكنيسة المصرية وتمشياً مع سلوكيات آباؤها الأولون، لأن هدفهم ليس الأرض بل لما هو أعلي وأسمي من ذلك.
أنا أقول هذا إحقاقاً للحق ودِفاعًا عن كنيستي ومواقفها وليس دفاعًا عن رجالها وقادتها .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com