ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

في ذكرى رحيلها.. نادية هارون.. مصرية يهودية حولت منزلها لـ"محطة مصر".. وتبول الأطفال على قبرها

نعيم يوسف | 2016-03-08 14:02:44
ابنة المناضل اليساري هارون شحاتة.. تزوجت من مسلم.. وناضلت من أجل وطنية والدها
 
كتب - نعيم يوسف
يومان تفصلنا عن الذكرى الثانية لرحيل نادية هارون شحاتة، ابنة المناضل اليساري المصري اليهودي، المعروف شحاتة هارون، الذي ضحى بالكثير من أجل مصر، وسارت على خطاه ابنتاه "ماجدة" و"نادية". 
 
أسرة وطنية
ولدت "نادية" في منزل يهودي يساري مصري، اشتهر بمواقفه الوطنية الداعمة لمصر، ولقضية فلسطين، بل عُرف عنه أنه معارضًا شديدًا لاتفاقية "كامب ديفيد"، وكانت لديها شقيقتان هما "مني"، و"ماجدة"، وقد توفت "منى" متأثرة بمرضها بعد أن رفضت السلطات المصرية سفره للعلاج للخارج، حيث كانت تشترط عدم عودة أي يهودي يخرج من البلاد، ففضل البقاء في مصر على علاج ابنته التي ماتت. 
 
من أجل مصر!
لم تعرفا "منى"، و"نادية"، بحكاية اختهن الكبرى إلا بعد أن كبرن حيث ماتت "منى" صغيرة، بينما كان والدها يقطع كل الصور الخاصة بها؛ لأنه لا يريد أن يتذكرها أبدًا.
 
محامية.. شد التمييز
عملت "نادية" محامية وكانت عضو مؤسس في مجموعة مصريون ضد التمييز، وعضو مجلس أمناء مؤسسة مصريون في وطن واحد، وقد تزوجت من المخرج المسلم، أحمد قاسم، وأنجبت منه جميلة قاسم المحامية بنيويورك وكريم قاسم الفنان الممثل، وقد جعل زواجها شخصية مسلمة أصدقائها يسمون بيتها  "محطة مصر" – نظرًا لكثرة زواره - أكثر البيوت في العالم احتفالا بمناسبات دينية.
 
نضال لأجل كرامة والدها
كـ"محامية".. كان لها نضالها الخاص، حيث ظلت متمسكة بقضية تشهير في حق والدها، رغم مرور أكثر من 26 سنة على الدعوى القضائية التي أقامها ضد احدى الصحف المصرية في عام 1975 بعد القبض عليه، إذ نشرت الصحيفة تحت عنوان "القبض على يهودي يساري مصري يقذف بالحجارة في شارع سليمان باشا" وهو ما اعتبره هارون محاولة تشويه لصورته الوطنية التي قضى عمره لرسمها. 
 
الدعوى القضائية أقامها والدها عام 1975، وحصل على حكم بتعويض مالي قدره 50 ألف جنيه ثم جرى الاستئناف في عام 89 قبل ان تتحول إلى النقض في عام 94 واستمرت بعد ذلك بسنوات عديدة، وشددت "نادية"، على أنه لا يعنيها القضية في حد ذاتها، ولكنها يهمها تأكيد صورة والدها الوطنية التي يعرفها الجميع والتي حاولت صحيفة طمسها والنيل منها دون مبرر. 
 
رحيل صاحبة المنزل الذي جمع مصر
في الحادي عشر من مارس، احتشد المئات من محبي هذه العائلة الوطنية في المعبد اليهودي بوسط البلد، وسط إجراءات أمنية مكثفة، لتوديع نادية هارون شحاتة، المصرية اليهودية التي حولت منزلها لـ"محطة مصر". 

 
إهانة قبرها
بعد عام من رحيلها قامت أختها "ماجدة" -رئيس الطائفة اليهودية في مصر- بزيارة قبر اختها ووالدها، وقالت عبر حسابها على "فيسبوك"، أنها ذهبت في الصباح مقابر اليهود بالبساتين مع زوجها المسيحي وبناتها المسلمات وصديقة مسيحية وأخرى مسلمة، وصديقات أختها نادية في الذكرى السنوية لوفاتها، فرأت ما أتعبها نفسيا وأشعل الحزن بداخلها.
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com