كتبت – أماني موسى
شهدت العلاقات المصرية السعودية العديد من محطات الصعود والهبوط، والتقارب والتباعد، الذي وصل إلى حد القطيعة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
نرصد في السطور القادمة كيف حدثت هذه القطيعة وأسبابها وكيف أستعيدت العلاقات ثانية...
السعودية والملكية في مصر
في عهد الملكية كانت العلاقات المصرية السعودية جيدة، يسودها جو من الود والوئام، ووقع كلاً من الملك فاروق والعاهل السعودي آنذاك اتفاقية صداقة بينهما عام 1926، لتشهد العلاقات هبوطًا وتوتر في العلاقات بمجيء عبد الناصر للحكم.
ناصر يدعم ثورة اليمن والسعودية ترفض
بدأت التوترات السياسية بين البلدين في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بسبب الخلاف الذي حدث نتيجة حرب اليمن عام 1962.
حيث أرسل عبد الناصر وقتها القوات المصرية لدعم الانقلاب الذي عرف باسم "الثورة اليمنية" وذلك بقيادة اليمني عبد الله السلال، وكانت السعودية قد أيدت الإمام البدر خوفًا من انتقال حالة الثورة إليها، ومع تصاعد الأحداث بدأت مصر في إرسال قواتها لدعمه وتثبيت نظام الحكم الجديد، وبدأت بإرسال كتيبة قوات مصرية وانتهت بتعداد متغير من 50 ألفًا إلى 120 ألفًا عبر الأعوام 1962 إلى 1970 حين غادر اليمن آخر جندي مصري رسميًا.
أنفقت مصر بسببها أموالاً طائلة على هذه الحرب وخسرت آلاف الجنود، فكانت حرب اليمن من أسباب هزيمة مصر في يونيو 1967 ولم تنتهِ الأزمة بين مصر والسعودية التي كانت تحاول بكل ما تملك إعاقة هذه الثورات.
الرئيس جمال عبد الناصر: "جزمة" شهداءنا باليمن أشرف من تاج آل سعود
وفي خطاب شهير للرئيس الراحل، أكد أن خسائر الجيش المصري في اليمن بلغت نحو 160 جندي، لافتًا إلى مخاوف السعودية من التقدم ومن حدوث الثورات التي قد تطيح بحكم أل سعود عن المملكة.
وقال ناصر آنذاك، أن جزمة شهدائنا في اليمن أشرف من تاج أل سعود جميعهم.
وأكد أن السعودية تحارب البلدان العربية الساعية لحكم مدني، بينما لن تتمكن من المحاربة في فلسطين وبها قاعدة أمريكية وبريطانية، في إشارة إلى تبعية المملكة لهاتين الدولتين.
الصلح بين مصر والسعودية في أواخر عهد ناصر
وفي أواخر عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، انتهت الأزمة بين مصر والسعودية، وتم الصلح بين كلاً من ناصر والعاهل السعودي آنذاك الملك فيصل بن عبد العزيز، في مؤتمر الخرطوم، عندما ساهمت السعودية في نقل الجيش المصري من اليمن.
وعقب العدوان الإسرائيلي على الدول العربية مصر وسوريا والأردن عام 1967، توجه الملك فيصل بن عبد العزيز بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com