كنت أول من كتب فى «الوطن» عن الفيلم الرائع «سبوت لايت» المقتبس عن قصة حقيقية حدثت فى بوسطن، حيث فضحت الصحافة حالات التحرش التى كانت تحدث فى الكنيسة هناك، وكنت شبه متأكد من أنه سيحصد جائزة أفضل فيلم وأفضل سيناريو. هذه تعليقات سريعة عن مشهدين متناقضين، سجن وحبس ومنع هنا وتكريم وأوسكار وجوائز هناك، فاشية دينية هنا وانفتاح وليبرالية هناك، فن بربع لسان هنا وفن بعقول لها أجنحة هناك، يد تكتب برعشة هنا وأياد تكتب بدهشة هناك.
فى أمريكا قالوا إن الكنيسة فيها تحرش خدوا الأوسكار، فى مصر قالوا الأزهر فيه إخوان خدوا سنة سجن!!.. فيلم «سبوت لايت» خد الأوسكار.
فى أمريكا قالوا رجل الدين يتحاكم لأنه مش فوق القانون خدوا الأوسكار، فى مصر قالوا رجل الدين مش إله ومش فوق القانون خدوا سنة حبس!.
فى أمريكا ممثلون محترفون مثّلوا فيلماً مدته ساعتان هاجم رجال الدين خدوا أوسكار، فى مصر شوية عيال مثّلوا فيديو مدته ٢٨ ثانية هاجم داعش خدوا 5 سنين سجن!!.
فى أمريكا استضافوا الصحفى الذى كشف قضية التحرش بالأطفال فى حفلة الأوسكار، فى مصر استضافوا الكاتب الذى هاجم زواج بنات الحضانة فى سجن المزرعة!!.
فى أمريكا فرقة سبوت لايت الصحفية ظلت تعمل على موضوع فضيحة تحرش كنيسة بوسطن بالأطفال لمدة سنة والنتيجة كانت فيلماً كسب الأوسكار، فى مصر فرقة بلاك لايت الصحفية ظلت تعمل على موضوع برنامج إسلام بحيرى وكانت النتيجة إغلاق البرنامج فى ثانية بطلب وهّابى وكسب المذيع أوسكار أضيق زنزانة.
العالم كله يشاهد فيلم «سبوت لايت» إلا مصر التى اكتفت بالفيلم المشوق اللغز «جزمة عكاشة مقاسها كام»؟!.
المحامى الذى رفض مساعدة الصحفى الذى كشف فضيحة التحرش فى مدينة بوسطن والتى جسدها فيلم «سبوت لايت» تم تجريسه فى الفيلم، أما الشخص الذى سرق كارت الميمورى من مدرس المنيا وتسبب فى سجن أطفال المنيا خمس سنوات فصار بطلاً قومياً!!.
فى أمريكا الفيلم الذى يهاجم الفاشية الدينية يقابل بالاحتفاء، فى مصر المقال الذى يهاجم الفاشية الدينية يسمونه ازدراء.
نقلا عن الوطن
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com