واقعتان فى ليلة واحدة، بطلها له صفة واحدة.. «أمين شرطة»: الأولى أشعلت منطقة الدرب الأحمر وأسفرت عن مقتل «دربكة»، سائق، على يد أمين شرطة بسبب خلافات على «الأجرة»، أما الثانية فلم يسمع بها أحد ولم يتضرر منها إلا «صباح»، السيدة السبعينية التى فوجئت وهى فى طريقها للمنزل، بلكمات جارها «أمين الشرطة» لخلافات نشبت بين ابن شقيقه وابنها الأصغر، «وليد»، بمنطقة بولاق الدكرور، وهو يردد مهدداً: «إحنا الحكومة.. ومحدش يقدر علينا، واللى يشهد مع الناس دى هنطلع عينيه».
لم تتذكر «صباح» سوى مشهد ابنها وليد على الكوادى، (23 عاماً) وهو غارق فى دمه و«وشه بقى شوارع»، وهبّت صباح إبراهيم حسن لنجدة ابنها وسؤاله عن تفاصيل الحادث، فاعترض طريقها «م.ع»، أحد أمناء الشرطة، الذى يسكن بجوارها، ليثأر لنجل شقيقه بدلاً من تهدئة الموقف: «نزل فيا ضرب لحد ما وقع سنانى ودمر عينى وما حستش بالدنيا بعد كده».
لأيام طويلة تحاول أسرة «صباح» تحريك المحضر رقم 2302 إدارى بقسم شرطة بولاق، لكن لا أحد يستجيب ويهم لمعاينة شقة السيدة، التى تسكن برفقة أبنائها، يقول ابنها الأكبر: «بكل جبروت دخل الأمين الشقة وكسرها هو ورجالته وجهاز بنت أخويا كله على الأرض، مين يجيب حق أمى اللى اتضربت قدام الناس؟ ومين يعوض الخساير اللى خسرناها وإحنا مش عارفين نشتكى؟».
الكدمات التى ملأت وجه «صباح» منذ أيام بدأت علاماتها تختفى وتتماثل للشفاء، لكن ابنها يؤكد أن معنويات والدته السبعينية «فى الأرض»، خاصة بعد أن عادت ورأت شقتها بعد أن تحولت إلى «حطام»، وتابع: «تخيل لما تمشى فى الشارع اللى انضربت فيه واتداس عليك بالجزمة هيبقى ليك عين حتى لو صاحب حق؟ إحنا فى دولة حاتم بصحيح لكن مش هنسكت وعاوزين حق أمى ورد اعتبارها».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com