جاءت هزيمة يونيو بمثابة صدمة قاسية لجموع المصريين، وخاصة أجيالها الشابة.. كانت طموحاتنا وقتها قد وصلت إلى عنان السماء وأسقطتنا الهزيمة على أرض واقع مؤلم، بل شديد الإيلام.. لذلك هزت تلك الهزيمة بعنف الكيان المصري كله.. لتفتح الباب أمام غزو التطرف للمجتمع المصري وبالتالي خلق قاعدة أساسية للإرهاب الذي عرفته مصر في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي.
لكن الأهم والأخطر من ذلك أن فيروس أمراض أخرى بدأت تصيب جسد المجتمع المصري أخطرها فيروس عدم الثقة، وفي ظل فترة الاستعداد للمعركة وتحرير الأرض التي طالت لنحو ستة سنوات كان يتم التغاضي أو السكوت على المظاهر الأولى للإصابة بفيروسات مثل هذه الأمراض تحت شعار لا صوت يعلو على صوت المعركة.
ولعل مظاهرات الطلبة ومعهم العمال في فبراير ١٩٦٨ اعتراضا على أحكام قادة الطيران، كانت بمثابة إنذار مبكر لم نلتفت إليه لما يحدث في المجتمع المصري على أثر الهزيمة، ولعل هذا ما حاول عبدالناصر أن يحتويه ببيان ٣٠ مارس ولكن لم يسعفه القدر ليحقق ما كان يفكر فيه لوقاية المجتمع من سلبيات بدأت تظهر فيه، بدأت باهتزاز الثقة في المستقبل وهو ما قاد البعض إلى عالم الغيببات وقاد آخرين إلى عالم التطرف الديني.. وإذا كانت حرب أكتوبر قد نزعت الحزن من نفوسنا الذي أصابنا بعد هزيمة يونيو فإنها نتيجة لما فعلناه بعدها لم تعالج اهتزاز الثقة في المستقبل.. ونكمل غدا.
نقلا عن فيتو
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com