قال القاضي محمد عبدالمنعم السحيمي ، الرئيس بمحكمة قنا الابتدائية، في خطاب وجهه إلى المستشار أحمد الزند ، وزير العدل ، ونشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «لم تكن استقالتي التي أديتها إليك مناورة ليلوكني الناس بألسنتهم، ولا لأكون مضغة الأفواه، وإنما أخذتني بها عزيزات الأنفس إذ أبت أن تضيق الدنيا من ظلم أهلها، ولا أديتها كذلك لأتخذ عليها موقعا لتراني، لقد هان عندى أعز ما ترك والدي، وآخر ما أشبهه به، فإن القضاء وجه، يُرى فينا ونُعرف به.
وأضاف «السحيمي» خلال الخطاب، إنه «حين استحكمت إجراءات قبولها حتى لزم أن يلتقي القاضي وزيره، سعيت إليك لا طمعا، ولا لأحني القامة في مقابل أن أعود، ثم عاتبتني فأجلى عتابك ما كان من ظلم، فبدت الاستقالة مثل سوءة واريتها، فألزم حسن خلقك نفسي أن تعود، أما عن خبر بثته الجرائد أني وأمي جئناك معتذرين، وأنا لزمنا بابك كعزيز قوم ذل، فهو شجرة خبيثة بذرها رجالك ليتخذوها زينة عند سيدهم، وقد سولت لهم أنفسهم أن ما يفعلونه نفعله، ونأتي إليك مثلما يأتون، وإنك لتعلم أنه ما أبعده عن شرفي، وأن نساءنا عِرض، لا يعتذرن في مجالس الرجال».
وتابع قائلا في نص الخطاب الموجه للزند: «إن الذين نالوني ممن حولك نالوك لو يعلمون، ما كان لأمي، ولا لامرأتي أن يأتياك إلا لقربى بيننا، عهد أبينا الذي عند ربه، لقد رافقاني الطريق إليك، قلبان يخفقان، وإني بما أشفقت طاوعتهما، فأتيا فلزما مواضع السيارة خارج الديوان، وأنك من دعوتهما بفضل منك، لا يخلو إلى مجلسك أحد إلا بإذنك، غير أن السلطة لا تغني والدًا عن ولده، فعظم صدرك بعظيم شكواي».
واختتم السحيمي خطابه بالقول: «لقد أعدتني إلى نفسي، وما أعز الرجوع إليها، فإن المنصة قطعة من السماء، فإذا ثبّتني عليها فإنها كوثري، عطاء حيث أرضى، وإني بلغت جميع الأمل فانقطع من بعدها الرجاء، ما زالت بقلبك بعض من أبوة عاملتني بها، والسلطة في يد صاحبها لا تترك له قلبًا يلين، فيما رحمة منك رددت عليّ استقالتي، وما رددت سوى قميص يوسف ليعقوب أبيه، وإني لك من الشاكرين».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com